بحث جاهز تجربة محو الامية

المقدمة
الظاهرة الاجتماعية هي الفعل الذي يقوم مجموعة من الناس بممارسته أو يعانون منه أو يتعرّضون له أو يعانون من نتائجه‏، ‏وعندما تكون الظاهرة الاجتماعية ببعد سلبيّ على البيئة والمجتمع فعندها يطلق على هذه الظاهرة اسم المشكلة الاجتماعية أو ‏social problem، فعند ذلك تتحوّل الظاهرة الاجتماعية إلى مشكلة، فالمصدر الحقيقيّ للمشكلة الاجتماعيّة هو وجود خلل في بعض مجالات المجتمع أو كلها. من المهم أن نعرف أنّه من الصعب تحديد سبب المشكلة الاجتماعية، فلا يستطيع الدارس تحديد مصادر المشكلة الحقيقية أو المسؤول عنها بشكل مُطلق وحقيقي، فيجب أن يعي الباحث عن أسباب المشكلة العديد من التداخلات والأفعال التي تكون معاً كحالة الفقر والأمية ‏التي انتشرت في المجتمعات على اختلافها ثقافاتها، وغالباً ما تصنّف كلّ من الأمية والفقر كقضية اجتماعية ‏Social issues‏ فهي ليست ظاهرة اجتماعية بسبب نتائها التي تستوجب حلها بتشارك المجتمع.
تعريف الأمية :
هي ظاهرة اجتماعية سلبية متفشية في معظم أقطار الوطن العربي و مختلف البلدان وبخاصة النامية منها. ويختلف مفهوم الأمية
من دولة إلى أخرى ففي البلدان العربية مثلا نقصد بالأمية الإنسان الذي بلغ
الثانية عشرة من عمره ولم يتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب بلغة ما.
أما في البلدان المتقدمة كاليابان فنقصد بالأمية الشخص الذي لم يصل إلى
المستوى التعليمي الذي يجعله يفهم التعليمات الكتابية في المواضيع التقنية
في عمله.
هي عجز الفرد عن توظيف مهارات القـراءة والكتابة أو إنه كل سلوكيتعارض طبيعةً ووجوداً مع نظام الحضارة المعاصر ، ومع أسلوب إنتاجها ، ومع نمطالارتقاء بها ، ومع فلسفتها السياسية والاجتماعية .
الواقع الراهن للامية في البلاد العربية:
وفقاً لنتائج التعداد العام
للسكان سنة 2006، فقد بلغ عدد الأميين 17.014 مليون أمي، مـوزعين على فئة
الإناث و هن الأكثرية، حيث بلغت نسبتهن 61.5 % أي 10.468 مليون أنثى مقابل
6.546 مليـون ذكـر بنسبــة 38.5 % مـن جملــة الأميين.
أسباب تفشي الأمية في البلدان العربية:
تعود ظاهرة تفشي الأمية
في البلاد العربية إلى أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية نذكر
منها: -
1.   الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد العربية - ضعف الكفاية
2.   الداخلية لأنظمة التعليم التي تؤدي إلى تسرب الأطفال من التعليم - عدم
3.   تطبيق التعليم الإلزامي بشكل كامل في معظم أقطار الوطن العربي - عجز معظم
4.   الحكومات العربية عن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية التربوية - عدم
5.   جدوى الإجراءات التي تتخذ بشأن مكافحة الأمية
6.   وتعليم الكبار في البلاد العربية - عدم ربط التنمية الثقافية والاجتماعية
7.   في البلاد العربية بالتنمية التربوية التعليمية - تدني مستوى المعيشة
8. وانخفاض مستوى الدخل في معظم الأسر العربية - عد ظاهرة الأمية من الظواهر الطبيعية التي تتسم بها مجتمعاتنا العربية
التدابير الواجب اتخاذها في سبيل مكافحة الأمية:
- تطبيق التعليم الإلزامي ومده إلى نهاية التعليم الأساسي من أجل سد منابع الأمية
- إقامة دورات فاعلة للأميين الكبار
- تقديم الحوافز المادية والمعنوية للمتحررين من الأمية الكبار والصغار
- نشر الوعي الثقافي بين جميع أبناء المجتمع
- إجراء البحوث والدراسات التي تعنى بهذا الجانب للوقوف على الأسباب والنتائج
- الاستفادة من تجارب الدول المختلفة في هذا المجال - عد عملية مكافحة الأمية مهمة وطنية جليلة
أنواع الأمية :
1- الأمية الهجائيـة ( الأبجـدية) . 2- الأمية الأيديولوجية. 3- الأمية الوظيفية. 4- الأمية الحضارية
5- الأميةالمهنية. 6- الأمية البيئية. 7- الأمية الثقافية. 8- الأمية العلمية. 9- الأمية المعلوماتية.
أسباب الأمية :
الأسباب التاريخية :
- توفير تعليم شعبيورخيص لأبناء الفقراء في الكتاتيب التي لم تتسع إلا لعشرة في المائة من جملة أطفالهذه المرحلة .
ـ توفير تعليم أجنبي حديث لعدد قليل ومحدود من أفراد الشعب فيالمدارس الابتدائية والثانوية والعالية والأجنبية ، وكان الغرض منه توفير بعضالكوادر الإدارية لخدمة النظام الإداري في البلاد.
الأسباب التعليمية :
- عجز النظامالتعليمي عن استيعاب جميع الأطفال الذين هم في سن التعليم الابتدائي ، وذلك بسببازدياد نمو السكان السريع من ناحية ، وقلة الموارد المالية الضرورية لإنشاء عدد كافمن المدارس .
- ارتفاع نسبة الفاقد التعليمي وما ينتج عنه من انخفاض في مستوىالكفاية الداخلية للنظام التعليمي وخاصة في المرحلة الابتدائيـة نتيجة لظاهـرتيالرسـوب والتسرب وتبين الدراسات أن هناك أسباباً كثيرة ومتداخلة لهذا التسرب ، منهاالأسباب الاجتماعية والاقتصادية ، و الأسباب التربوية.
و فيما يلي توضيح هذه الأسباب بالتفصيل :
الأسباب الاجتمـاعية و الاقتصادية :
-انهماك الأولاد المفرط في الأعمالالمنزلية ولاسيما البنات مما لا يترك لهم وقتاً للدراسة في المنزل بالإضافة إلى مايسبب لهم من إجهاد جسمي يعوقهم عن الدراسة .
- تخلف الأسرة الاقتصادي مما يؤديإلى عدم قدرة الآباء على سداد المصروفات المدرسية أو استخدام الأبناء للقيام ببعضالأعمال للمساهمة في تحمل نفقات الأسرة.
- الثقافي والتربوي ، وقد دلت بعضالدراسات أن لوجود عدد كبير من أفراد الأسرة غير المتعلمين صلة إيجابية بظاهرةالإهدار والتسرب.

الأسباب التربوية:
- الرسوب عامل رئيسي يرتبط بالتسرب : ذلك أن متوسطالفترة التي ينفقها المتسربين في الصف أطول من الفترة التي ينفقها المستورون فيه ،ويعود الرسوب إلى عوامل مختلفة أهمها سوء نوعية المعلمين ، وعدم المبالاة بالتعليمونظام الامتحانات ، وعدم جدية التلاميذ .
- عدم وجود علاقة بين النظام التربويوحاجات البيئة الاقتصادية : فكثير من الأولاد يتركون المدارس قبل الأوان بغرضاستفادة الأسرة منهم للعمل.
- بيئة مدرسية سيئة : كثير من المدارس أبنيتهاقديمة وغير جذابة للتلاميذ ، وأجهزتها غير ملائمة ، ومعلموها لا يبالون ، وصفوفهامزدحمة.
أسباب متنوعة و تشمل:
- موت الأبوين أو أحدهما و اضطرار الولد إلى تحمل مسئولية العائلة.
- مرض التلميذ وبخاصةالمرض المستمر أو وجود عوائق جسمية أو صعوبات عاطفية و عدم توافقه الاجتماعي أو عدمرضاه عن المدرسة.
الأسباب الإستراتيجية :
ـ نقص شعور بعض المسئولين في مصر لفترةمضت بخطورة الأمية وأخْذهم الدور الطبيعي في القضاء عليها .
ـ عدم الأخذ بالتشريعات التي تلزم الأميين الالتحاق بالفصول المسائية لمحو أميتهم خلال مدةمحددة
ـ عدم قيام أجهزة الأعلام المختلفة بدور فعال في توعية الأميين وحثهم على الالتحاق بفصول محو الأمية والإفادة من الفرص والإمكانات المتاحة لهم.
ـ عدم تكافؤ توزيع الخدمات التعليمية بين الريف ، وعدم وجود خريطة تربوية تضمن عدالة توزع الخدمات التعليمية.
التجربة عالمياً
على الرغم من أن جهود مكافحة الأمية في العالم العربي بدأت منذ زمن بعيد، الا أن نسبة الأمية العالم العربي من أعلى النسب في العالم. حيث إن هناك أكثر من 70 مليون أمي في العالم العربي. وبالمقابل نجحت الكثير من دول العالم مثل روسيا والصين وكوريا وفيتنام وبنما وغيرها في محو أمية الكبار خلال عقود قليلة. وشهد القرن العشرين حملات كثيرة لمحو امية الكبار مثل حملة محو الأمية في الاتحاد السوفياتي سابقا (1919-1939م)، حملة محو الأمية الكبرى في فيتنام (1945-1977م)، حملة محو الأمية في الصين (1950-1980م)، حملة محو الأمية في كوبا (1961م)، حملة محو الأمية في بورما في الستينات والثمانينات، وحملة محو الأمية في البرازيل (1971-1981م). من هنا تهدف هذه الدراسة الى ما يلي: (1) استعراض تجارب دول نجحت في محو أمية الكبار مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند وبنجلاديش واندونيسيا وباكستان والتيبت ونيبال ونيجيريا وبنما والبرازيل والمكسيك (2) استعراض عوامل نجاح تلك الدول في محو الأمية (3) الطرق التي اتبعتها في محو الامية (4) العوائق التي تحول دون محو أمية الكبار (5) كيف يمكن أن تستفيد الدول العربية من تجارب الدول الاخرى - خاصة الدول الفقيرة - في محو الامية.


وصف التجربة الكورية
كوريا الجنوبية
شهدت كوريا الجنوبية تغيرا جذريا في معدلات الامية خلال الـ 60-70 عاما الماضية. حيث تجاوزت نسبة الامية في ثلاثينات القرن العشرين 70%، أما الآن فهي أقل من 2%. كيف استطاعت كوريا الجنوبية ان تتخلص من الامية في وقت قصير نسبيا؟ هناك عدة عوامل: الاول هو نظام القيم لدى الشعب الكوري. حيث ان التعليم يأتي في مقدمة اولويات الكثير من الكوريين عبر التاريخ. ويسعى الناس الى تعليم ابنائهم حتى لو أدى ذلك الى نقص طعامهم. ويعتقدون أن مردود التعليم أعلى من مردود أي استثمار آخر في الاطفال. ونظرا للعلاقة القوية بين الآباء والاطفال، كان الآباء دائما على استعداد للتضحية بنفسهم من أجل تعليم ابنائهم. والعامل الثاني هو سهولة تعلم الابجدية الكورية. فهي لغة صوتية علمية تتكون من عشر حركات و14 صامتا وهذا يجعلها سهلة التعليم والتعلم. ثالثا: بعد تحرر كوريا من اليابان عام 1945م، أدى التوسع الكبير في التعليم الابتدائي الى تمكن جميع الصغار من القراءة. كما أن المناخ الاجتماعي يتوقع من كل فرد ان يقرأ ويكتب، وهذا يحفز الناس على تعلم القراءة. فالراشد الذي لم تتح له فرصة التعلم عندما كان صغيرا، عادة ما يخجل من نفسه ويحاول جاهدا أن يتعلم عندما تكون الفرصة سانحة. وفي كوريا الجنوبية مؤسسات غير ربحية تعتمد على المتطوعين وتساعد الراشدين على التعلم. وهناك معاهد صعيرة تقوم بتعليم الاميين المحرومين اجتماعيا خاصة النساء. ولم تعد الفروق بين النساء والرجال مشكلة اجتماعية البتة. ففي الماضي كان على الفتيات ان يضحين بانفسهن من اجل اخوتهن الذكور أو من اجل الاسرة. وكن اول المستهدفين لترك التعليم. اما الان فلا يوجد فروقات في التعليم الابتدائي والثانوي.
اضافة الى ما تقدم، قامت الحكومة الكورية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين بحملات لمحو الامية في طول البلاد وعرضها، وكانت تلك الحملات ناجحة. ففي عام 1990م، بلغت نسبة المتعلمين 99.1% بين الذكور و93.5% بين الاناث. وفي عام 1995م، بلغت نسبة المتعلمين من الذكور 99.3% ومن الاناث 96.7%. أي أن نسبة المتعلمين الذكور ارتفعت 0.2%، والاناث 3.2%. مما جعل الفجوة بين نسبة المتعلمين الذكور والاناث تقل.



المرجع
عنوان الكتاب
المؤلف
تاريخ النشر
 محو الأمية وخطط التنمية الشاملة
خبراء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
1998
الخطة القومية لتعميم التعليم الإبتدائي ومحو الأمية في الوطن العربي
خبراء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
1990
الحملة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار
المجالس القومية المتخصصة
1990
دليل عمل الدعوة والإعلام لمحو الأمية وتعليم الكبار
صالح عزب
1990
دليل عمل إستقطاب التمويل لمشروعات محو الأمية وتعليم الكبار
سامي محمد نصار
1995
محو الأمية وتعليم الكبار- خطة ودراسات
المجالس القومية المتخصصة
1980
تعليم الكبار منظور إستراتيجي
ضياء الدين زاهر
1993
تعليم الكبار مفاهيم – صيغ – تجارب عربية
محمود قمبر
1985
تقويم حملات وبرامج ومشروعات محو الأمية من أجل التنمية
هـ . س . بولا
ترجمة صالح عزب
1994



الفهرس
الموضوع
الصفحة
المقدمة
1
تعريف الأمية
1
الواقع الراهن للامية في البلاد العربية
2
أسباب تفشي الأمية في البلدان العربية
2
التدابير الواجب اتخاذها في سبيل مكافحة الأمية
3
أنواع الأمية
4
أسباب الأمية
5
التجربة عالمياً
6
وصف التجربة الكورية
8
المراجع
10


شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

3 التعليقات: