إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فإن
الحديث عن الامومة ودورها في إعداد المجتمع وحمايته ليس هذا مكانه ولا وقته، فالجميع
يدرك أن الامومة هي اساس التربية همًّا ومطلباً للجميع بغض النظر عن فلسفتهم التربوية
وأولياتهم.
ما
أحوج أبناء مجتمعاتنا في هذا الزمن حيث تسيطر الأجواء المادية على الحياة العامة
عبر انشغال الجميع بترتيب الأحوال المعيشة والأوضاع الشخصية، على حساب الحياة
الإنسانية والاجتماعية (مؤدية إلى ضعف التواصل الأسري والاجتماعي وربما القطيعة...
) للأجواء والمناسبات التي تذكره بما يحيي قلبه ومشاعره بالقضايا الإنسانية
والاجتماعية والعائلية.
عيد
الأم من تلك المناسبات الجميلة والمهمة في هذا الزمن التي تستحق الاهتمام ليتذكر
المرء دور الأم العظيم الرائع، ويراجع نفسه وحساباته ومواقفه أمام هذا الملاك
العظيم الطاهر المتجسد في صورة بشر.
ولكي
تتذكر المرأة (الأم) دورها السامي لممارسة الأمومة الحقيقية التي تفيض حبا وعطفا
وحنانا ورحمة وتضحية لصناعة جيل قادر على تحمل المسؤولية الإنسانية الحقيقية وبناء
مجتمع ناجح.
الأمومة
رسالة سامية ومسؤولية عظيمة باقية مادام الإنسان موجود على ارض البسيطة في كل الأزمان،
وهي مصدر المحبة والعاطفة والدفء والصفاء والمودة والرحمة... والأم هي الكائن الوحيد
حيث يشعر الابن بقربه بالراحة والأمان والاطمئنان والسلام والقوة. فرغم ضعف الأم الجسدية
وقسوة العادات والتقاليد الاجتماعية (بحيث أصبحت بلا حول ولا قوة) فهي الملجأ الآمن
في كل الأمور والظروف وهي مصدر القوة الخارقة ومنبع الطمأنينة والارتياح للإنسان (الابن)
مهما كبر ومهما بلغ من قوة ومكانة.. .
والأم
الحقيقية هي المخلوق الوحيد الصادق المحب الذي يدعو لأبنائه بصدق ويتمنى لهم كل خير,
وفي ظل وجود الأم فالابن يشعر بنشوة الفرح والفرج عندما يسمع دعاء أمه بحقه وكأن باب
استجابة الدعاء مفتوح بوجوده.. فهي باب الدعاء المستجاب حيث إن( دعاء الأمهات بحق أبنائهن
مستجاب)، وهي التي تقف بقدميها الطاهرتين بشموخ على أبواب الجنة التي هي طموح كل إنسان...
كما أوضح الرسول الأعظم (ص) بقوله الكريم: (الجنة تحت أقدام الأمهات).
معنى
الأمومة :
الأمومة
مشتقة من الأُمّ ، وأُمّ كل شيء: معظمه ، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه
: هو أُم له (فأُمُّه هاوية) [1]
والأمومة:
عاطفة رُكزت في الأُنثى السوية، تدفعها إلى مزيد من الرحمة والشَفقة.
الأم
في القرآن الكريم:
أم
كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره ، وبهذا المعنى ورد تعبير "أم
الكتاب": (آل عمران 7. الرعد:13، الزخرف 4) في القرآن الكريم ، ونحوه :
"أم القرى" ( الأنعام: 92، الشورى7) ، وأم القرى: مكة قال سبحانه: ( وما
كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )[2] .
ولقد
أوصى القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها فقال سبحانه :
(ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر
لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما
وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما
كنتم تعملون) . [3]
فرباط
الوالديّة (الأبوة والأمومة) وثيق جداً لا يعكر عليه شيء حتى لو كان الوالدان
مشركين ، والعطف عليهما واجب مع عدم الإصغاء إليهما إن أمراه بما يخالف شريعة الله
.
وكررّ
هذه الوصية فقال: ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها
وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً [4]).
والإسلام
قدّس رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من
الأمهات قال سبحانه: ( حُرمت عليكم أمهاتكم[5] )
كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً ، وشتان بينهما
قال سبحانه: (وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم[6] )
. (الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي
ولَدْنهم ).[7]
إلا
أن هذه الرابطة تتأثر بهول يوم القيامة فقط، فيستقل الولد عن أمه، والأم عن ولدها
قال سبحانه: (يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم
يومئذ شأن يغنيه) [8]
هذا
وإن رباط الأمومة يبيح للولد أن يأكل من بيت أمه:(ليس على الأعمى حرج ولا على
الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم
أو بيوت أمهاتكم[9]
)
بسبب
ما تقدم من حقوق وواجبات جعل الله سبحانه الأم مسؤولة عن تربية ولدها، فهي راعية
ومسؤولة عن رعيتها، وأشار سبحانه إل هذه المسؤولية الأخلاقية في قوله: ( ما كان
أبوك امرأ سَوء وما كانت أمك بغياً [10])
. وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام، فالملحوظ أن قوم مريم أدركوا هذه
المسؤولية، فوجهوا إليها هذا الخطاب في تقرير المسؤولية الأخلاقية للوالدين، رغم
ما في خطابهم من غمزٍ وتعريض لا تخفى دلالاته.
وبسبب
ذلك أيضاً أوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له
ميراثها إن ماتت في حياته. قال سبحانه وتعالى: (فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه
فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس[11])
.
ولما
كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما
السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ
أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ
برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني[12]..).
وفي موضع آخر قال: ( يا بنَ أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي [13])
.. وذِكْر الأم هنا دون سواها للاستعطاف والاسترحام ولما ترمز إليه من الحنان
والرحمة والشفقة.
وجعل
الله سبحانه زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين من حيث واجبُ البر
وحرمةُ الزواج والحقوق الواجبة لهن من الاحترام والتقدير، قال سبحانه: (النبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم[14])
..
ومن
الأمثلة الفذة التي ضربها الله سبحانه في القرآن للأمهات المثاليات أسوة للمؤمنات
مريم وأم موسى عليهما السلام.
أما
مريم عليها السلام فجعل لها ربنا تبارك وتعالى سورة كاملة باسمها حكى القرآن فيها
قصتها منذ أن حملت بها أمها ونذرتها لله سبحانه إلى أن حملت بعيسى عليه السلام ثم
قصتها مع قومها قال سبحانه: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى رَبْوة ذات
قرار ومعين[15])
. ( وأمه صدِّيقة[16]
).
وأما
أم موسى فاحتفل بها القرآن، وحكى قصتها مع ولدها زمن فرعون وكيف أن الله تعالى
أوحى إليها فقال: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ
ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين … وأصبح فؤاد أُم موسى
فارغاً إنْ كادت لتُبدي به لولا أن رَبطنا على قلبها لتكون من المؤمنين[17])
. .
فلما
كان حالها كذلك رعى الله سبحانه تلك العاطفة - عاطفة الأمومة - حق رعاية وامتنّ
بذلك على موسى لعظيم تلك المنة وأهميتها، فقال سبحانه: (فرددناه إلى أمه كيف تقرّ
عينها ولا تحزن[18]
) .
الأم في السنة النبوية:
إن
الأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً نورد منها ما يفي بالغرض:
سُئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: [أمك] . قيل :
ثم من ؟ قال: [أمك] . قيل ثم من؟ قال [أمك] . قيل ثم من؟ قال: [أبوك] . رواه
البخاري .
الأمر
الذي يؤكد حرص الإسلام على مضاعفة العناية بالأم والإحسان إليها : أكثر من العناية
بالأب مع أن كليهما (الأم والأب) أُمر المسلم بالإحسان إليه. (وقضى ربك ألا تعبدوا
إلا إياه وبالوالدين إحساناً).
وسُئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: [الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل
النفس، وشهادة الزور] . رواه البخاري .
ونهى
الرسول صلى الله عليه وسلم عن سَبّ الوالدين وبيّن أنه من الكبائر فقال: [إن من
أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه] . قيل يا رسول الله! كيف يلعن الرجل والديه؟
قال: [يسُب الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه ويسبّ أمه] . رواه البخاري .
ومن
تمام الإحسان إلى الوالدين الإحسان إلى أهل وُدّهما قال صلى الله عليه وسلم: [إن
أبرّ البرّ صلةُ الولد أهل ودّ أبيه] . رواه مسلم.
ومن
تمام الإحسان أيضاً قضاءُ ما كان عليهما من دَين لله أو للناس فقد سأل أحد الصحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نذر كان على أمه، وتُوفيت قبل أن تقضيه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: [فاقضِه عنها] . رواه مسلم.
وجاءت
امرأة تسأله عن أمها التي ماتت وعليها صوم شهر؟ فقال: أرأيتِ لو كان على أمك دَين
أكُنتِ قاضيَتَه؟ قالت: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فدين الله أحق
بالقضاء] .
وكذلك
امرأة سألت عن أمها وماتت ولم تحجّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ حُجيّ
عنها ] . رواه مسلم.
ولقد
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في البر فاستأذن ربّه أن يستغفر
لأمه فلم يأذن له، واستأذن في زيارتها فأذن له. رواه مسلم.
وكان
صلى الله عليه وسلم شديد البر بمرضعاته ومربياته من ذلك أنه جاءت حليمة أمه
بالرضاعة فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه. (الإصابة لابن حجر 4/274) .
وحين
سيق إليه السّبيُ من هوازن كانت الشيماء بنت حليمة فيهم فلما انتهت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله إني لأُختك من الرّضاعة وعرّفته بعلامة عرفها
صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، ودمعت عيناه وقال لها: [ ههنا ] ، فأجلسها على
ردائه وخيّرها بين أن تقيم معه مُكرمة محبّبة أو أن ترجع إلى قومها، فأسلمت ورجعت
إلى قومها، وأعطاها رسول الله نَعَماً وشاه وثلاثة أعبد وجارية.
الأم
عند السلف
كان
السلف رضوان الله عليهم يحتذون منهج النبوة فكان أبو بكر رضي الله عنه لما أسلم
حمل إلى أمه الهداية ودعاها إلى الإسلام ولما تعذر عليه إسلامها طلب إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أن يدعو لها فأسلمت، وكذلك فعل أبو هريرة رضي الله عنه.
وعندما
سمع عمر بن الخطاب صوت صائحة تَقَصّى خبرها فعرف أنها جارية من قريش تُباع أمها،
فقال لحاجبه: ادع لي (أو قال : عليّ) بالمهاجرين والأنصار فلم يمكث إلا ساعة حتى
امتلأت الدار والحجرة قال: فَحمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال:
أما
بعد : فهل تعلمون أنه كان مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم القطيعة؟ قالوا: لا
قال : فإنها أصبحت فاشية ثم قرأ (فهل عسَيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض
وتقطّعوا أرحامكم[19]
) .
ثم
قال: وأيّ قطيعة أعظم من أن تباع أم امرئ فيكم وقد أوسع الله لكم؟ قالوا: فاصنع ما
بدا لك. قال: فكتب في الآفاق: ألا تُباع أمّ حُرّ فإنها قطيعة رحم، وإنه لا يحلُّ.
رواه الحاكم.
النساء
شقائق الرجال
الخطاب
الدينى فى القرآن يساوى بين الذكر والأنثى فى قول الله تعالى فاستجاب لهم ربهم أنى
لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض "آل عمران آية 195" فكل
من الذكر والأنثى إنسان، يقال للمرأة إنسان ولا يقال إنسانة. وكلمة "عامل"
فى الآية القرآنية تشمل الذكر والأنثى بلا تفرقة، وحسب مقولة النبى إنما النساء شقائق
الرجال.
حقيقة
الإنسان
الإنسان
ذكر وأنثى حسب رواية ابن عباس إنما سمى الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسي والإنسان
من الأنس أى جماعة الناس، والأنس خلاف الوحشة فقد قيل "الأنس والاستئناس هو التأنس،
والإنسى ينسب إلى الإنس، وهم البشر، فالإيناس خلاف الإيحاش، ولفظ "الأنس"
سواء بفتح الهمزة والنون، أو بضم الهمزة وسكون النون، أو بكسر الهمزة وسكون النون،
تعنى الطمأنينة قال محمد بن عرفة الواسطى "سمى الإنسيون إنسيين لأنهم يؤنسون أى
يرون، وسمى الجن جنا لأنهم مجتنون عن رؤية الناس أى متوارون" وفى الحديث لو أطاع
الله الناس فى الناس لم يكن ناس وقيل معناه أن الناس يحبون أن لا يولد لهم إلى الذكران
دون الإناث، ولو لم يكن الإناث ذهب الناس..".
النساء
أصناف
لا
غرابة حين تصنّف النساء، لأن الرجال هم أيضا أصناف والقرآن قد قسم الإنسان ذكرا كان
أو أنثى إلى صنفين حسب الصفات الخلقية فقال تعالى بالتساوى بينهما الخبيثات للخبيثين،
والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات [20] كذلك
سبحانه جل وعلا وعد كل صنف من الإثنين بالثواب إن كانا صالحين أو بالعقاب إن كانا غير
صالحين فى قوله تعالى وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين
فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر [21]"
وفى قوله عز وجل وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها
"[22]
واقتضت
العدالة الإلهية أن تبين الحيثيات والأسباب الداعية لذلك فبالنسبة للمؤمنين والمؤمنات
قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله [23]وبالنسبة
للمنافقين والمنافقات قال تعالى المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر
وينهون عن المعروف[24] فقضية
التساوى واضحة هنا فى مختلف الحالات، فى المحاسن والمساوئ.
أسباب
التكريم
تعود
هذه الأسباب إلى التفاضل فى التقوى بدليل قوله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من
ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم[25]ومن
يتق الله يجعل له مخرجا "الطلاق آية 2" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا[26]
الأسرة
فى الإسلام
الأسرة
فى المنظور الإسلامى ليست قيدا أو عبئا وإنما هى حتمية نفسية فصار مناسبا أن يعبر عنها
"بالأهل" لا "بالأسرة" فالأسرة مشتقة من الأسر والقيد، ومن ثم
فهى توحى بالثقل وتدل على الضيق والتبرم، وليست الأسرة فى الإسلام قيدا وإنما هى راحة
نفسية، وسكينة، وطمأنينة، دونها لا ستطيع الإنسان أن يحيا حياة إنسانية حقة وإنما هو
يحيا حياة أقرب إلى حياة الحيوان "فالأهل" مشتق من الفعل "أهل"
بمعنى "أنس" أى استراح وهدأ واطمأن. يقال "آنسه" مؤانسة: لاطفه
وأزال وحشته، إنما الراحة النفسية والسكينةوالطمأنينة أمور لا تنال بمجرد التمني، وإنما
هى تنال بقدر ما يبذل المرء فى سبيلها من أعباء وما يتحمله من أجلها من مسؤوليات. ومن
ثم كانت "الأهلية" تعنى "المقدرة" يقال استأهل الشيء بمعنى استوجبه
واستحقه و"أهل الشيء: أصحابه" و"الأهلية للأمر الصلاحية له".
الدعوة
إلى احترام الأنثى
إن
الخطاب الدينى الموجه للذكر والأنثى بالتساوى: "وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة
وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين[27] فالتساوى
يظهر فى الحقوق والواجبات، هناك تسامح وهناك نهى فى تجنب المعاصى للاثنين آدم وحواء،
ومن الخطإ إسناد غواية حواء لآدم فلا وزر عليها، وإنما شاركته فى نفس الخطيئة لأن كليهما
أكلا معا من الفاكهة المحرمة. فالوسوسة من الشيطان فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل
أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى، فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما
من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى[28]
وفى
موقف سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، يتجلى حرصه على احترام المساواة حتى بين
الأبناء فقد كان رجل عند النبى فجاء ابن له فقبّله وأجلسه على فخذه وجاءت بنت له فأجلسها
بين يديه فقال الرسول هألا سوّيت بينهما وفى رواية أبى هريرة خيركم خيركم لنسائه ولبناته.
فضل
الأم
قال
سبحانه: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما
يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
.
آية
عظيمة يأمر فيها ربنا بعبادته وتوحيده وعدم الإشراك به، ويقرن ذلك بعبادة عظيمة هي
من أجل الطاعات وأشرفها: وهي بر الوالدين.
·
بر الوالدين طاعة من الطاعات، وقربة من القربات، ورفعة
في الدرجات.
·
بر الوالدين تكفير للسيئات ومحو للخطيئات، ورحمة من رب
الأرض والسموات.
·
بر الوالدين سعادة للقلوب، وانشراح للصدور، وراحة للبال.
·
بر الوالدين موضوع مهم وحديث الساعة في وقت ابتعد فيه
أكثر المسلمين عن رعاية آبائهم وأمهاتهم، وضعف فيهم الوازع الديني، فلم يقدموا لهم
الحقوق التي أوجبها الله عليهم.
هل
هناك أجمل وأحسن لدى الولد البار من صوت أبيه يدوي في البيت؟ ومن نعمة أمه تتردد
في المنزل؟
هل
هناك أمتع لدى الولد البار من يد أبيه الحانية يجد بردها على صدره، ويجد عطفها
بكفه؟ هل هناك أروع من ابتسامة الأم في البيت ومن حسن لقائها وروعة دعائها؟
لقد
قرن الله طاعة الوالدين بطاعته وجعلها تالية للأمر بتوحيده وعبادته فقال عز وجل: (
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) .
وجاء
في الصحيحين عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – جاء رجل إلى رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله. فقال رسول
الله – صلى الله عليه وسلم - : "فهل من والديك أحد حي؟" قال: نعم بل
كلاهما. قال: "فتبتغي الأجر من الله؟" قال: نعم. قال: "فارجع إلى
والديك فأحسن صحبتهما".
ويؤكد
النبي – صلى الله عليه وسلم – على بر الأم بالذات وزيادة الاهتمام بها لأنها هي
التي نالت أشد التعب وتعرضت لأنواع الشدائد، كم صبرت على ألم، وكم سهرت من ليال، وكم
ذرفت من دموع، وكم لحقها من ويلات الحمل والولادة والرضاعة والتربية. في الصحيحين
أن رجلا سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:
"أمك". قال ثم من؟ قال: "أمك". قال ثم من؟ قال:
"أمك". قال ثم من؟ قال: "أبوك".
ثم
استمع إلى هذا الحديث الرائع والخبر الماتع عنه صلى الله عليه وسلم عن معاوية
السلمي كما ثبت عند ابن ماجة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا
رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك ابتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال:
"ويحك أحية أمك". فقلت: نعم يا رسول الله. قال: "ارجع فبرها".
ثم أتيته من الجانب الآخر فقال لي الكلام نفسه ثلاثا، ثم قال صلى الله عليه وسلم:
"ويحك الزم رجلها فثم الجنة".
برالأم
أفضل ما يتقرب العبد فيه إلى ربه عز وجل ، ثبت في الأدب المفرد للبخاري أن رجلا
أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري
فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة؟ فقال: أمك حية؟ قال: لا. قال:
تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت. قال عطاء بن يسار: فذهبت فسألت ابن
عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر
الوالدة.
والله
لن يستطيع أحد أن يوفي حق الوالدة مهما عمل، فهذا ابن عمر – رضي الله عنهما – شهد
رجلا يطوف بالبيت وهو يحمل أمه وراء ظهره ويقول:
أنا
لها بعيرها المذلل إن أُذعرت
ركابها لم أذعر
قال:
يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة.
فانظر
كيف أن هذا الفعل وهو حمل الأم والطواف بها بالبيت لا يجزي ولا زفرة واحدة وهي في
حال الولادة، فماذا نقول لمن نسي أمه وتهاون في برها، كيف ينسى الابن أمه وينسى
حقها
لأمك حق لو علمت كثيــــر كثيرك يا هذا لديه يســـير
فكم
ليلة باتت بثقلك تشــــتكي لها من جواها أنة
وزفيـــر
وفي
الوضع لو تدري عليها مشقة فمن غصص منها الفؤاد يطيـر
وكم
غسلت عنك الأذى بيمينهـا وما حجرها
إلا لديك ســرير
وتفديك
مما تشتكيك بنفســـها ومن ثديها شرب لديك
نميــر
وكم
مرة جاعت وأعطتك قوتهـا حنانا وإشفاقا وأنت
صغيــر
فآها
لذي عقل ويتبـــع الهوى وآها لأعمى القلب وهو بصيـر
فدونك
فارغب في عميم دعائهـا فأنت لما تدعو إليه
فقيــــر
عيد
الام
ظهرت
في السنين المتأخرة بدعة منكرة تجعل للأم عيدا وهو يوم واحد في السنة يحتفل
الأولاد بأمهم ويهدون لها الهدايا ، وهذه بدعة محدثة ولا تجوز لأمور منها :
1-
أن هذا لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا من
قوله ولا من فعله ولا من تقريره ، فلو كان خيرا لأمرنا به وحثنا عليه ، وقد قال
عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس
منه فهو رد " .
2-
أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة رضي الله عنه أنهم
احتفلوا بأمهاتهم يوما واحدا في السنة ولم ينقل ذلك عنهم لا قولا ولا فعلا .
3-
أن الاحتفال بيوم للأم هو تقليد للغرب الكافر الذي لا
يعرف للأم وزنا ، ويعاني من التفكك الأسري ، ولا يلتقي الأولاد بأمهاتهم إلا في
المناسبات ، بل كثير منهم لا يلتقي بأمه أبدا فأحدثوا هذا العيد لسد هذا النقص
الأسري ، ولا يشك مسلم بأن تقليد الكفار في هذا الأمر أمر محرم ، وقد أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما جاء في الصحيحين فقال : " لتتبعن سنن الذين
من قبلكم شبرا بشبر ، ذراعا بذراع ، حتى
لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه " قالوا : اليهود والنصارى ، قال : " فمن
" .
4-
يظن البعض أن الاحتفال بأمه في هذا اليوم تكريم لها ،
وهو في الحقيقة إهانة لها ، لأنه لم يذكرها بالهدية والاحتفال إلا في هذا اليوم ،
ومن يحرص على ذلك تراه مهملا لأمه طوال السنة فلا يتذكرها إلا في هذا اليوم ، بل
قد يتعمد إهمالها وعدم السؤال عنها ، لأنه يعلم أنه سيتذكرها ويهدي لها الهدية في
هذا اليوم !
حقوق
الأم
من المؤلم
جدا أن يحدث ذلك في مجتمعنا بحيث يقاطع الابن والديه لمدة عقود من الزمن لأسباب دنيوية
أو تافهة أو لأسباب حقيقية... إذ إن فضل الأم (الوالدين) لا يمكن رده فهم السبب في
وجود الأبناء وحقوقهم عظيمة. وما أحوجنا في هذه المناسبة التأمل في حقوق الأم كما جاء
في رسالة الحقوق للأمام علي ابن الحسين زين العابدين (ع).
فحق أمك
أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل احد أحدا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم احد أحدا،
وأنها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها وشعرها وبشرها. وجميع جوارحها، مستبشرة فرحة،
محتملة لما فيه مكروهها والمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرةوأخرجتك إلى
الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعري، وترويك وتظمى وتظللك وتضحى، وتنعمك ببؤسها
وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء، ونفسها لك
وقاء تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون
الله وتوفيقه). رسالة الحقوق
الأم
الايجابية
الأم هي
العامل المؤثر على صناعة الأجيال النموذجية، وهي الأقدر على بناء أسرة ناجحة، وبناء
علاقة قوية بين الأبناء (الأخوة) متجانسة متعاضدة متحابة متعاونة... من خلال تربيتها
وتعاملها الواعي، وان الفضل في وجودالأسر النموذجية الناجحة يعود بدرجة كبيرة إلى دور
الأم الايجابي التي تسعى دوما إلى خلق الأجواء التي تساهم في بناء جسور المحبة والصفاء
والتعاون والتضحية بين الأبناء ومحاسبة الأبناء المقصرين... كيف لا وهي القدوة الحسنة
ومصدر العلاقات الايجابية.
الأم
السلبية
كما إن
الأسر المتفككة والعلاقات الأخوية غير المتعاونة تعود بشكل كبير إلى دور الأم السلبي...
التي لم تتحمل مسؤوليتها التربوية بصورة صحيحة وسليمة في خلق الأجواء الايجابية السليمة
داخل الأسرة وبين الأبناء. إذ إن بعض الأمهات مشغولات بحيتهن الخاصة الذاتية الأنا
على حساب العائلة ومهملات بحق الأسرة وبحق الأبناء، وأحيانا يمارسن بلا وعي وإدراك
وربما بغفلةأساليب خاطئة في التربية عبر الإهمال والتفضيل بين الأبناء.
وان انشغال
الأم بالأمور الدنيوية والموضة بدون وعي ... وإهمال دور الأمومة الحقيقية وترك الأبناء
في أحضان المربيات والخادمات بدون متابعة ومراقبة فالنتائج ستكون عكسية (فالخادمة مهما
بذلت لن تستطيع أن تكون أما أو تسد مكان الأمومة في نفس وشخصية الأبناء).
وان كثير
من المشاكل الاجتماعية في مجتمعنا ترجع إلى وجود تقصير في جانب التربية داخل الأسرة
من قبل الوالدين لاسيما من قبل الأم إذ إن الأم هي صانعة الأبناء. ويوجد في المجتمع
العديد من الصور المؤلمة لنماذج الأم السلبية كالتي تتخلى عن أبنائها بسبب عشيق وحبيب
أو لأجل خلاف مع الزوج المهمل... من اجل تحقيق رغبات وقتية... وهناك أمهات مجردات من
مشاعر الأمومة كالتي ترمي فلذات قلبها أو تقتله ... كما أصبحنا نقرأ عن الأمهات الخائنات!
(إذا تخلت الأم عن دورها الحقيقي بتحمل المسؤولية
يعني ضياع الأجيال وفساد المجتمع... ويؤدي إلى مجتمع يفتقد للمحبة والعاطفة والمودة
والرحمة، وان الأم القاسية تؤدي إلى صناعة جيل من أصحاب القلوب القاسية)
الأمومة
المقدسة
وتبقى الأمومة
المقدسة الحقيقية شلالا متدفقا من المحبة والرحمة والتضحية والعاطفة والعطاء بلا حدود...
وهي المدرسة الأولى الأقدر على صناعة بيئة وجيل متجانس قوي متعاون ايجابي داخل الأسرة
والمجتمع والأمة. وان إصلاح الأسرة و المجتمع ينطلق من خلالها.. ولهذا فان الأم التي
تبذل حياتها من اجل سعادة أبنائها تستحق من أبنائها ومجتمعها الكثير الكثير.
وإذا كانت
الأمومة بهذه المكانة العالية المهمة في حياة البشر وفي إصلاح المجتمع... لا بد من
الاهتمام بالفتاة منذ نعومة أظافرها والاعتناء بها اشد الاعتناء من الناحية الصحية
والثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية والقيادية والدينية لأنها قائدة المجتمع
بل صانعة الإنسان ثقافيا وعلميا واجتماعيا ودينيا بل أنها أم الإنسان مهما كان. (من
الأمهات تبنى الأمم).
دور الأم في تربية الطفل
تحتل الأم
مكانة مهمة وأساسية في التربية، ويبدو ذلك من خلال الأمور الآتية:
الأمر الأول:
أثر الأسرة في التربية
فالأسرة
أولاً هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي التي تغرس لدى الطفل المعايير
التي يحكم من خلالها على ما يتلقاه فيما بعد من سائر المؤسسات في المجتمع، فهو حينما
يغدو إلى المدرسة ينظر إلى أستاذه نظرةً من خلال ما تلقاه في البيت من تربية، وهو يختار
زملاءه في المدرسة من خلال ما نشأته عليه أسرته، ويقيِّم ما يسمع وما يرى من مواقف
تقابله في الحياة، من خلال ما غرسته لديه الأسرة، وهنا يكمن دور الأسرة وأهميتها وخطرها
في الميدان التربوي.
الأمر الثاني:
الطفل يتأثر بحالة أمه وهي حامل
تنفرد الأم
بمرحلة لا يشركها فيها غيرها وهي مرحلة مهمة ولها دور في التربية قد نغفل عنه ألا وهي
مرحلة الحمل؛ فإن الجنين وهو في بطن أمه يتأثر بمؤثرات كثيرة تعود إلى الأم، ومنها:
التغذية
فالجنين على سبيل المثال يتأثر بالتغذية ونوع الغذاء الذي تتلقاه الأم، وهو يتأثر بالأمراض
التي قد تصيب أمه أثناء الحمل، ويتأثر أيضاً حين تكون أمه تتعاطى المخدرات، وربما أصبح
مدمناً عند خروجه من بطن أمه حين تكون أمه مدمنة للمخدرات، ومن ذلك التدخين، فحين تكون
المرأة مدخنة فإن ذلك يترك أثراً على جنينها، ولهذا فهم في تلك المجتمعات يوصون المرأة
المدخنة أن تمتنع عن التدخين أثناء فترة الحمل أو أن تقلل منه؛ نظراً لتأثيره على جنينها،
ومن العوامل المؤثرة أيضاً: العقاقير الطبية التي تناولها المرأة الحامل، ولهذا يسأل
الطبيب المرأة كثيراً حين يصف لها بعض الأدوية عن كونها حامل أو ليست كذلك .
الأمر الثالث:
دور الأم مع الطفل في الطفولة المبكرة
الطفولة
المبكرة مرحلة مهمة لتنشئة الطفل، ودور الأم فيها أكبر من غيرها، فهي في مرحلة الرضاعة
أكثر من يتعامل مع الطفل، ولحكمة عظيمة يريدها الله سبحانه وتعالى يكون طعام الرضيع
في هذه المرحلة من ثدي أمه وليس الأمر فقط تأثيراً طبيًّا أو صحيًّا، وإنما لها آثار
نفسية أهمها إشعار الطفل بالحنان والقرب الذي يحتاج إليه، ولهذا يوصي الأطباء الأم
أن تحرص على إرضاع الطفل، وأن تحرص على أن تعتني به وتقترب منه لو لم ترضعه.
وهنا ندرك
فداحة الخطر الذي ترتكبه كثير من النساء حين تترك طفلها في هذه المرحلة للمربية والخادمة؛
فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه، وحين يستعمل الرضاعة الصناعية
فهي التي تهيئها له، وهذا يفقد الطفل قدراً من الرعاية النفسية هو بأمس الحاجة إليه.
الأمر الرابع
: دور الأم مع البنات
لئن كانت
الأم أكثر التصاقاً بالأولاد عموماً في الطفولة المبكرة، فهذا القرب يزداد ويبقى مع
البنات ولعل من أسباب ما نعانيه اليوم من مشكلات لدى الفتيات يعود إلى تخلف دور الأم
التربوي، فالفتاة تعيش مرحلة المراهقة والفتن والشهوات والمجتمع من حولها يدعوها إلى
الفساد وتشعر بفراغ عاطفي لديها، وقد لا يشبع هذا الفراغ إلا في الأجواء المنحرفة،
أما أمها فهي مشغولة عنها بشؤونها الخاصة، وبالجلوس مع جاراتها وزميلاتها، فالفتاة
في عالم والأم في عالم آخر.
إنه من
المهم أن تعيش الأم مع بناتها وتكون قريبة منهن؛ ذلك أن الفتاة تجرؤ أن تصارح الأم
أكثر من أن تصارح الأب، وأن تقترب منها وتملأ الفراغ العاطفي لديها.
الأمر الخامس:
الأم تتطلع على التفاصيل الخاصة لأولادها
تتعامل
الأم مع ملابس الأولاد ومع الأثاث وترتيبه، ومع أحوال الطفل الخاصة فتكتشف مشكلات عند
الطفل أكثر مما يكتشفه الأب، وبخاصة في وقتنا الذي انشغل الأب فيه عن أبنائه، فتدرك
الأم من قضايا الأولاد أكثر مما يدركه الأب.
هذه الأمور
السابقة تؤكد لنا دور الأم في التربية وأهميته، ويكفي أن نعرف أن الأم تمثل نصف المنزل
تماماً ولا يمكن أبداً أن يقوم بالدور التربوي الأب وحده، أو أن تقوم به المدرسة وحدها،
فيجب أن تتضافر جهود الجميع في خط واحد.
لكن الواقع
أن الطفل يتربى على قيم في المدرسة يهدهما المنزل، ويتربى على قيم في المنزل مناقضة
لما يلقاه في الشارع؛ فيعيش ازدواجية وتناقضا ، المقصود هو يجب أن يكون البيت وحده
متكاملة.
مقترحات تربوية للأم
مهما قلنا
فإننا لا نستطيع أن نتحدث بالتفصيل عن دور الأم في التربية، ولا نستطيع من خلال ساعة
واحدة أن نُخرِّج أماً مربية، ولهذا رأيت أن يكون الشق الثاني -بعد أن تحدثنا في عن
أهمية دور الأم- عبارة عن مقترحات وتحسين الدور التربوي للأم وسجلت هنا، ومن هذه المقترحات:
أولاً:
الشعور بأهمية التربية
إن نقطة
البداية أن تشعر الأم بأهمية التربية وخطورتها، وخطورة الدور الذي تتبوؤه، وأنها مسؤولة
عن جزء كبير من مستقبل أبنائها وبناتها، وحين نقول التربية فإنا نعني التربية بمعناها
الواسع الذي لايقف عند حد العقوبة أو الأمر والنهي، كما يتبادر لذهن طائفة من الناس،
بل هي معنى أوسع من ذلك.
ثانياً:
الاعتناء بالنظام في المنزل
من الأمور
المهمة في التربية -ويشترك فيها الأم والأب لكن نؤكد على الأم- الاعتناء بنظام المنزل؛
فذلك له أثر في تعويد الابن على السلوكيات التي نريد.
إننا أمة
فوضوية: في المواعيد، في الحياة المنزلية، في تعاملنا مع الآخرين، حتى ترك هذا السلوك
أثره في تفكيرنا فأصبحنا فوضويين في التفكير.
إننا بحاجة
إلى تعويد أولادنا على النظام، في غرفهم وأدواتهم، في مواعيد الطعام، في التعامل مع
الضيوف وكيفية استقبالهم، ومتى يشاركهم الجلوس ومتى لايشاركهم؟
ثالثاً:
السعي لزيادة الخبرة التربوية
إن من نتائج
إدراك الأم لأهمية التربية أن تسعى لزيادة خبرتها التربوية والارتقاء بها، ويمكن أن
يتم ذلك من خلال مجالات عدة، منها:
أ : القراءة؛
فمن الضروري أن تعتني الأم بالقراءة في الكتب التربوية، وتفرغ جزءاً من وقتها لاقتنائها
والقراءة فيها، وليس من اللائق أن يكون اعتناء الأم بكتب الطبخ أكثر من اعتنائها بكتب
التربية.
رابعاً:
الاعتناء بتلبية حاجات الطفل
للطفل حاجات
واسعة يمكن نشير إلى بعضها في هذا المقام، ومنها:
1- الحاجة
إلى الاهتمام المباشر:
يحتاج الطفل
إلى أن يكون محل اهتمام الآخرين وخاصة والديه، وهي حاجة تنشأ معه من الصغر، فهو يبتسم
ويضحك ليلفت انتباههم، وينتظر منهم التجاوب معه في ذلك.
2- الحاجة
إلى الثقة:
يحتاج الطفل
إلى الشعور بثقته بنفسه وأن الآخرين يثقون فيه، ويبدو ذلك من خلال تأكيده أنه أكبر
من فلان أو أقوى من فلان.
3 – الحاجة
إلى الاستطلاع:
يحب الطفل
الاستطلاع والتعرف على الأشياء، ولهذا فهو يعمد إلى كسر اللعبة ليعرف مابداخلها، ويكثر
السؤال عن المواقف التي تمر به، بصورة قد تؤدي بوالديه إلى التضايق من ذلك.
4- الحاجة
إلى اللعب:
الحاجة
إلى اللعب حاجة مهمة لدى الطفل لا يمكن أن يستغني عنها، بل الغالب أن الطفل قليل اللعب
يعاني من مشكلات أو سوء توافق.
5 – الحاجة
إلى العدل:
يحتاج الناس
جميعاً إلى العدل، وتبدو هذه الحاجة لدى الأطفال بشكل أكبر من غيرهم، ولذا أمر النبي
صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الأولاد، وشدد في ذلك، عن حصين عن عامر قال : سمعت النعمان
ابن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة:
لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، قال
:"أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟" قال:لا، قال :"فاتقوا الله واعدلوا بين
أولادكم" قال فرجع فرد عطيته. متفق عليه.
خامسا:
الحرص على التوافق بين الوالدين
التربية
لا يمكن أن تتم من طرف واحد، والأب والأم كل منهما يكمل مهمة الآخر ودوره، ومما ينبغي
مراعاته في هذا الإطار:
الحرص على
حسن العلاقة بين الزوجين، فالحالة النفسية والاستقرار لها أثرها على الأطفال كما سبق،
فالزوجة التي لاتشعر بالارتياح مع زوجها لابد أن يظهر أثر ذلك على رعايتها لأطفالها
واهتمامها بهم.
سادساً:
التعامل مع أخطاء الأطفال
كثير من
أخطائنا التربوية مع أطفالنا هي في التعامل مع الأخطاء التي تصدر منهم، ومن الأمور
المهمة في التعامل مع أخطاء الأطفال:
1. عدم
المثالية:
كثيراً
مانكون مثاليين مع أطفالنا، وكثيراً ما نطالبهم بما لا يطيقون، ومن ثم نلومهم على ما
نعده أخطاء وليست كذلك.
2. التوازن
في العقوبة:
قد تضطر
الأم لعقوبة طفلها، والعقوبة حين تكون في موضعها مطلب تربوي، لكن بعض الأمهات حين تعاقب
طفلها فإنها تعاقبه وهي في حالة غضب شديد، فتتحول العقوبة من تأديب وتربية إلى انتقام،
والواقع أن كثيراً من حالات ضربنا لأطفالنا تشعرهم بذلك.
3. تجنب
البذاءة:
حين تغضب
بعض الأمهات أو بعض الآباء فيعاتبون أطفالهم فإنهم يوجهون إليهم ألفاظاً بذيئة، أو
يذمونهم بعبارات وقحة، وهذا له أثره في تعويدهم على المنطق السيء.
والعاقل
لا يخرجه غضبه عن أدبه في منطقه وتعامله مع الناس، فضلاً عن أولاده.
4. تجنب
الإهانة:
من الأمور
المهمة في علاج أخطاء الأطفال أن نتجنب إهانتهم أو وصفهم بالفشل والطفولة والفوضوية
والغباء …إلخ. فهذا له أثره البالغ على فقدانهم للثقة بأنفسهم، وعلى تعويدهم سوء الأدب
والمنطق.
5. تجنب
إحراجه أمام الآخرين :
إذا كنا
لانرضى أن ينتقدنا أحد أمام الناس فأطفالنا كذلك، فحين يقع الطفل في خطأ أمام الضيوف
فليس من المناسب أن تقوم أمه أو يقوم والده بتأنيبه أو إحراجه أمامهم أو أمام الأطفال
الآخرين.
الخاتمة
قليل
من رذاذ ضوئك يخنق العتمات، النّطق باسمك يروي الرّوح ويغذّي زواياها، يا ياسمينة
بيضاء نقيّة، يا بلّورة ثلج تشفي الجروح وتطفئ الصرخات في جوف الحزين، أمّي ثمّ
أمّي حتّى آخر أنفاسي وعمري، هي نفسٌ باقٍ لا عمر له لينتهي، قلب يضخّ الرّبيع
لعالمي، أمّي في همسي وفي جهري أحبّك ملء جوارحي، وأطرّز باسمك أسقف دربي، ومنه
أصنع باقاتٍ لتكون مهجاً لعيني، أمّاه لو ضعت أنا، فأين أضيع إلى سواكِ؟ يا غيمة
تقطر حبّاً، تقطر عمراً ليتني أفنيه برضاكِ، رئة ثالثة تنتقي أيّ النسمات
لأستنشقها، تخاف عليّ منّي قبل الورى، فلا عاش من بالحزن أحياكِ. الأم ذلك الطّيف الدّافئ
الذي كلّما زار أيّامنا الباردة دفّأها، وإن رآها موحشة آنسها، وإن كانت مظلمةً
أضاءها، فهي النور الذي يراود كل ظلام يقتحم حياتنا ليطرده، هي القلب الذي يحتفظ
باسمنا بين نبضاته، هي عنوان لطيف حُفِر في المدن العتيقة، وبقي عبقه إلى الآن في
المدن الحديثة. الأم لا تتغيّر مع الزّمن، فالحب ضعف الحب، والعطاء ضعف العطاء،
وتمضي السنين ومعها الأجيال ولا تزال تتربّع على عرش الوفاء، ولا يزال يعود لاسمها
الأبناء يردّدون في أركان روحهم بصوت يقطع صداه خرائط الأرض "لا يوجد مثل
أمّي"، هذه العبارة التي لا بدّ أن يقولها المرء مهما علا قدره، ومهما أمضى
من عمره وهو لا يؤمن بها، فإنّه لا بدّ قائلها بكلّ أحواله، سواءً حين يتخلّى عنه
أقرب الناس إليه فلا يجد صدراً أحنّ عليه من صدرها، أو حين يجتمع حوله النّاس من
كلّ حول وصوب لأجل نجاح حقّقه أو نعمة رزقها، فلا يجد بينهم من يفرح له من أعماقه
مثلها. هي نبع السّكينة، وموطن الرحمة، هي جنّة الدنيا، ومهما اجتمعت حروف،
واصطفّت كلمات، وصيغت عِبارات وانسكبت في مدحها عَبَرات، ومهما بُذِل في سبيل ردّ
معروفها سنوات، وضِيعت لأجل عينيها ثروات، لا شيء ولا أيّ شيء يوفيها حقّها. في
شجرة العائلة هي ذلك الغصن الأخضر النديّ، ولو كانت كلّ الأغصان حوله شاحبة اللون
قاسية، يحيلها خضراء نضرة، تزهر وتثمر، وتزخر طيباً وثباتاً بعد أن كانت تتهاوى
موشكةً على السّقوط. هي تلك الأغنية التي تترنّم بغنائها القلوب قبل الشّفاه،
وحبّها معركة خاسرة تنتهي قبل الصّراع باعتراف "لا أحد يشبه نقاءها"، لا
نسمةَ تَشفي كالنّسمة التي تنبعث عند مرورها، تمرّ أيّام ونحن أمواتٌ أحياء، حتى
إذا لقيناها ضلّ الموت طريقه عنّا، وعدنا لنحيا بها بعد الجّفاف كزهورٍ تخضرّ حين
تُسقى بماء يختلف عن سائر الماء، وتبقى القصائد تُغزلُ في حضرتها دون أن توفيها
قطرةً من محيط عطائها.
فيا من
أبكى أمه وأحزنها وأسهر ليلها وحملها أعباء الهموم وجرعها غُصص الفراق ووحشة
البعاد، هل أحسنت إليها وأجملت في معاملتها، صغيرا تبكي عليك إشفاقا وحذرا، وكبيرا
تبكي منك خوفا وفرقا، فهي أليف حزن وحليف هم وغم ، فلما بلغت موضع الأمل ومحل
الرجاء قلت: أسيح في الأرض أطلب كذا وكذا ففارقتها على رغمها باكية، وتركتها في
وكرها محزونة ، فأثكلتها أحب طلعة على وجه الأرض إليها. فإن غاب شخصك عن عيونها لم
يغب خيالك عن قلبها ولئن ذهب حديثك عن أسماعها لم يسقط ذكرك عن لسانها. ولطاما بكت
وحزنت إن تأخرت حين الرواح والمساء، فكيف إذا أغلقت بابها دونك وأبصرت خلو مكانك
ففقدت أنسك ولم تجد رائحتك ، فكان ملاذها مسح الدموع وملجأها الاستكانة والخضوع ،
فصار العين أثرا، وعاد الولد خبرا، فكل غريب ولدها، وكل ميت هو لها.
بسبب ما
تقدم من حقوق وواجبات جعل الله سبحانه الأم مسؤولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسؤولة
عن رعيتها، وأشار سبحانه إل هذه المسؤولية الأخلاقية في قوله: ( ما كان أبوك امرأ سَوء
وما كانت أمك بغياً[29] )
.. وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام، فالملحوظ أن قوم مريم أدركوا هذه المسؤولية،
فوجهوا إليها هذا الخطاب في تقرير المسؤولية الأخلاقية للوالدين، رغم ما في خطابهم
من غمزٍ وتعريض لا تخفى دلالاته.
وبسبب ذلك
أيضاً أوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها
إن ماتت في حياته. قال سبحانه وتعالى: (فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث،
فإن كان له إخوة فلأمه السدس[30]).
ولما كانت
الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام
بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: (ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال:
بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه
قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني[31]..).
وفي موضع آخر قال: ( يا بنَ أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي[32] )
وذِكْر الأم هنا دون سواها للاستعطاف والاسترحام ولما ترمز إليه من الحنان والرحمة
والشفقة.
وجعل الله
سبحانه زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين من حيث واجبُ البر وحرمةُ الزواج
والحقوق الواجبة لهن من الاحترام والتقدير، قال سبحانه: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأزواجه أمهاتهم[33]) .
المراجع
·
رياض الصالحين المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى:
676هـ)
· تعليق وتحقيق: الدكتور ماهر ياسين الفحل رئيس قسم الحديث
- كلية العلوم الإسلامية - جامعة الأنبار (وقد جعل تحقيقه للكتاب مجانا فجزاه الله
خيرا) الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت الطبعة: الأولى،
1428 هـ - 2007 م
· الكتاب: الرحيق المختوم المؤلف: صفي الرحمن المباركفوري
(المتوفى: 1427هـ) الناشر: دار الهلال - بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة
والنشر والتوزيع)
·
الطبعة: الأولى عدد الأجزاء: 1
· بر الوالدين - مفهوم, وفضائل، وآداب, وأحكام في ضوء الكتاب
والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع:
مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض
·
عدد الأجزاء: 1
· د. مي حداد. لكي ينموا أصحاء: دليل الأمهات. صدر عن قسم الإعلام
، المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف
). الطبعة الثانية ، 1987.
·
كتاب "علمتني أمي" للدكتور طارق بن علي الحبيب
·
كتاب "أمي أنتي جنتي" 700 طريقة عملية لبر الأم، للكاتب ابو سعد النشوندلي
·
رواية "أمي مرآتي" للكاتبة نانسي فرايدي
·
كتاب "أمي" لإبراهام لنكولن.
·
حكايات سمراء "أمي..لماذا أنتِ أمي"، للشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي
·
قصة "مساء بدون أمي".
·
كتاب "هي أمي" للدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي
·
رواية "أرجوك إعتن بأمي" من تأليف الكورية كيونغ سوك شين
·
كتاب "رسالة من أمي" للكاتب الكبير حنا مينه
·
كتاب "قصص أمي لا تنتهي" لـباسمة الوزان.
الفهرس
الموضوع
|
الصفحة
|
المقدمة
|
|
معنى
الأمومة :
|
|
الأم
في القرآن الكريم:
|
|
الأم
في السنة النبوية:
|
|
الأم
عند السلف
|
|
النساء
أصناف
|
|
أسباب
التكريم
|
|
الأسرة
فى الإسلام
|
|
الدعوة
إلى احترام الأنثى
|
|
فضل
الأم
|
|
عيد
الام
|
|
حقوق
الأم
|
|
الأم
الايجابية
|
|
الأم
السلبية
|
|
الأمومة
المقدسة
|
|
أهمية
الأم في تربية الطفل
|
|
مقترحات
تربوية للأم
|
|
الخاتمة
|
|
المراجع
|
[1] القارعة: 9.
[2] القصص:59.
[3] لقمان:14-15 .
[5] النساء:23.
[7] (المجادلة:2)
[8] عبس:34-36.
[9] النور:61 .
[13] طه:94
[15] المؤمنون: 50.
[16] المائدة:75.
[17] القصص: 7-10
[18] القصص: 23 .
[20] "النور آية 26"
[21] "التوبة آية 72
[22] التوبة آية 68".
[23] "التوبة آية 71"
[24] "التوبة آية
67"
[25] "الحجرات آية
13"
[26] "الطلاق آية
4".
[27] "البقرة آية
35"
[28] "طه آيات
120-122".
0 التعليقات:
إرسال تعليق