بحث جاهز للطباعة عن التدخين



إضاءة وتمهيد
التدخين ظاهرة من الظواهرالسلبية التي إنتشرت في كثير من دول العالم, ولقد اتسعت دائرة هذه الظاهرة لتشمل ملايين الأفراد من مختلف المستويات الإجتماعية ومختلف الأعمار0
ولا شك أن التدخين في العصر الحديث هي أشد الأوبئة انتشارا ، وأكثرها خطورة . ويؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة مليئة بالأسقام والأمراض المزمنة من جراء التدخين يفوقون دون ريب عدد الذين يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد والتيفوس مجتمعة في كل عام .
وقد جاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء : " أن ثلاثة من كل عشرة يدخنون سيلاقون حتفهم بسبب أمراض ناتجة عن التدخين " . وتقول مجلة هيكساجون الطبية : " إن شركات التبغ تنتج سيجارتين لكل إنسان على وجه الأرض يوميا . ولو أخذت هذه الكمية من النيكوتين دفعة واحدة لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله في ساعات " .
ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية في قرار الجلسة السابعة والسبعين للمجلس التنفيذي : " إن تدخين واستخدام التبغ يؤدي إلى 90 % من جميع حالات سرطان الرئة ، و 75 % من جميع حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وحالات انتفاخ أسناخ الرئة ، بالإضافة إلى مساهمته الأكيدة في تسبيب ضيق شرايين القلب ، وبالتالي تسبب الذبحات الصدرية وجلطات القلب . كذلك فإن التدخين يسبب جملة من السرطانات المختلفة مثل سرطان الحنجرة والمريء ، ويشترك مع مواد أخرى في تسبيب سرطان الجهاز البولي والجهاز الهضمي ، كما يؤدي إلى مضاعفات كثيرة بالنسبة للأجنة في بطون أمهاتهم " .
واستخدام التبغ لا يؤدي إلى الإضرار بالمتعاطي فحسب ، ولكن المدخن يلوث البيئة ويصيب غير المدخنين الموجودين معه بالأضرار الصحية البالغة . فالأطفال الموجودون في بيئة مليئة بدخان التبغ يعانون من أمراض مختلفة متكررة وخاصة أمراض الجهاز التنفسي العلوي ( الأنف ، الجيوب الأنفية ، الحنجرة .. )

المبحث الأول / نشأة التدخين وبدايته وانتشاره 0
ظهر الدخان على الوجه المعروف به اليوم عام 1492م تقريباً حيث رأى بعض البحارة الأسبانيين شجرة الدخان عند اكتشافهم القارة الأمريكية.
حيث لاحظ الرحالة كولومبس أن بعض سكان مدينة سان سلفادور يدخنون التبغ وكانوا يحملون جذورات النار ليشعلوا بها الأعشاب التي كانت تتصاعد منها رائحة الدخان ليتطيبوا بها . ولقد كان أول من أدخل نبات التبغ الى أوروبا الطبيب فرانشكوهر نانديز الذي أرسله فيليب الثاني ملك أسبانيا في بعثة إستكشافية. وقد إنتشرت عادة التدخين في القرن الخامس عشر حيث إنتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين الأسبانيين, وبعد إنتصار أسبانيا في القرن السادس عشر إزداد إنتشار التدخين حيث أقبل الناس عليه للتغلب على الجوع والتعب والبرد مما أدي إلى إدمان العديد من الأفراد على التدخين. ومن المرجح أن يكون التبغ قد إنتقل إلى بلاد الإنجليز عن طريق أسبانيا, الا أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن رالفيني أول حكام فرجينيا وفرنسيس دريك أمير التجار المشهور قد أحضر التبغ إلى إنجلترا في عام 1586وأهديا السير راللي بعضا من التبغ, وكان السير راللي هو أول من دخن التبغ في الغليون.
وأول ما ظهر الدخان في البلاد الإسلامية كان في أواخر المائة العاشرة من الهجرة النبوية، وأول من جلبه للبلاد الإسلامية هم النصارى.




المبحث الثاني / مكونات الدخان والسجائر 0
ممَّ يتركب الدخان؟
الدخان هو مجموعة من المواد السامة وهي:
1 - غاز أول أكسيد الفحم.
2-عنصر الرصاص الثقيل السام.
3- مادة البنزوبيرين التي لا خلاف بين الأطباء حول تأثيرها الفعال في ظهور السرطان.
4- النيكوتين وهي مادة سامة جداً لدرجة أن 50 مليغراماً منها تقتل إنساناً إذا حُقن بها دفعةً واحدة في الشريان.
5- عنصر البلونيوم الذي يتركز في رئة المدخِّن ويفتك بها.
6- القطران: وهي المادة التي تؤدي إلى اصفرار الأسنان.
7- الزرنيج الذي يُستعمل في إبادة الحشرات.
8- كحول ومواد مُطيبة تضيفها المصانع من أجل الاحتفاظ بالرطوبة في التبغ. [أنظر التدخين بين المؤيدين والمعارضين للدكتور العرموش ص14 وكتاب الأشربة وأحكامها ص393]
فدخان السيجارة يحتوى على الآلاف من المركبات الكيميائية , وعندما يجذب المدخن أنفاس السيجارة فإن هذه المركبات تصل إلى الجهاز التنفسي ويؤثر البعض منها على سلامة وكفاءة هذا الجهاز, كما يتمص بعض هذه المركبات البسيطة بواسطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة لتصل إلى الدم الذى ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ والقلب والشرايين, حيث تسبب هذه المواد تغيرات في وظائف الأعضاء وبعد ممارسة التدخين لمدة طويلة تسبب المواد الضارة الموجودة في الدخان حدوث إصابات في الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأعضاء اخرى.
ويمكن تقسيم المواد التي يحتويها دخان السيجارة أو السيجار أو الغليون أو الشيشة إلى الأقسام التالية:
مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي:
يحتوي الدخان على مواد تمتص بوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة إلى الدم الذي يحملها إلى المخ, وتعتبر مادة النيكوتين التي تنتقل عن طريق الدم إلى خلايا المخ المادة التي تؤدي إلى استمتاع المدخن بالتدخين والتي تجعله يرغب في ممارسة التدخين والإدمان عليه. وتدل الدراسات على أن النيكوتين يمتص بسهولة من خلال الأغشية المبطنة للفم وبوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة, ويقل إمتصاص النيكوتين بوساطة أغشية المعدة والأمعاء , ويصل النيكوتين من الرئة إلى المخ بعد7.5 ثانية من جذب أنفاس السيجارة, وهذا يفسر سرعة تأثير النيكوتين على المخ حيث يؤثر على بعض مراكزه ويسبب الإستمتاع وزيادة التركيز الفكرى والتغلب على التوتر والقلق والتعب, كما يساعد على إرتخاء العضلات . وينخفض معدل النيكوتين في الدم إلى النص بعد حوالى 20 دقيقة من إطفاء السيجارة وهذا يفسر رغبة المدخن في إشعال سيجارة أخرى بعد مدة قصيرة من إطفاء السيجارة السابقة.
ولقد دلت الأبحاث على أن النيكوتين يساعد على إفراز مورفينات المخ أو الإندورفينات كما يساعد على إفراز مواد أخرى مثل النور أدرينالين والدوبامين , ويسبب إفراز هذه المواد تنشيط مراكز النشوة بالمخ وهذا يؤدى إلى استمتاع المدخن بالنيكوتين , كما يعد إفراز هذه المواد سبباً أساسياً من أسباب ظهور أعراض الحرمان بعد الإقلاع عن التدخين , حيث إنة عندما يقلع المدخن عن التدخين ينعدم وصول النيكوتين الى المخ وهذا يقلل من إفراز الإندورفينات والمواد الأخرى التي كانت تعطي المتعة للمدخن, ولهذا يشتهي المدخن السيجارة بعد الإقلاع وتظهر عليه بعض الأعراض التي قد لايحتملها, ويحاول التغلب عليها بممارسة التدخين مرة أخرى.
يحتوي دخان السيجارة على 15 مادة على الأقل تسبب حدوث السرطان في الفم والرئة والمرىء وأعضاء أخرى, وتشتمل هذه المواد مركبات النيتروزامين والأمينات العطرية والبنزوبيريدين , بالإضافة إلى العناصر المشعة مثل بولونيم-210.


المبحث الثالث / أسباب التدخين 0
بعض الأسباب المؤدية للتدخين :
1. تظن أنها تساعدك على الإسترخاء
2. تظن أن تناول السيجارة يشعرك بأنك في حالة أفضل
3. أنك تحب رائحتها
4. تظن أنها تعطيك الثقة و بخاصة وسط صحبة من الأشخاص
5. تعتقد بأنها تساعدك على التركيز و تمنحك الطاقة للعمل أو الدراسة مثلاً
6. تشعل السيجارة بشكل تلقائي
7. أنت مدمن و تشعر بالسأم إذا لم تتعاطى سيجارة
المبحث الرابع / الدوافع التي تجعل الشباب والمراهقين يقون في التدخين 0
هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
تساهل الوالدين
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلا على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على تدخين.
الرغبة في المغامرة
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فانهم يجربون أمورا مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة. فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.

الاقتناع بواسطة الأصدقاء
- الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم.
توفير السجائر : إن أقرب السجائر تناولا للمراهق هي تلك الموجودة في بيته.
المبحث الحامس / أضرار التدخين الصحية 0
مشاكل صحية رئيسية بسبب التدخين
1. السكتة القلبية و الدماغية
2. النوبة القلبية
3. النزلات الشعبية الحادة و المزمنة
4. تعثر الدورة الدموية مما يؤدي إلى بتر الساقين
5. سرطان الرئة
6. سرطان المعدة
7. سرطان العنق
8. الإجهاض عند النساء
9. مواليد منخفضة الوزن
10. أثار ثانوية للتدخين على أطفالك : زيادة متاعب الصدر مثل الربو و التهاب الرئة و النزلات الشعبية ، كما يزيد من وفيات الأطفال ، و غيرها
و يتعرض المدخنون الشرهون للغليون لخطر الوفاة في منتصف أعمارهم بنسبة الضعف عن غيرهم من غير المدخنين
و تتناسب مخاطر التدخين مع كمية ما يستهلكه المرء من الدخان ، فكلما دخنت أكثر كلما بات أسوأ ، إلا أن أي كمية منه مضرة و خطيرة في حد ذاتها ، و عليه فإن ما يسمونه بالقار المتوسط أو المنخفض هو الآخر له ضرره و أذاه ، ذلك أنه لا يوجد هناك ما يمكن أن يسمى بالسيجارة الآمنة أو تلك التي يمكن أن نأمن شرها ، على أن إحتمال وقوع تلك المشاكل يمكن أن يقل بصورة درامية مؤثرة بمجرد التوقف عن التدخين
وإليك أخي في الله حقائق علمية عن التدخين والأمراض
الحقيقة الأولى :إن التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان -أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى حوالي 85,000 إصابة وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في الإصابات هو التدخين.

ما هي البراهين العلمية التي تثبت أن التدخين يسبب سرطان الرئة؟
1. إن سرطان الرئة مرض نادر جدا بين غير المدخنين
2. إن نسبة الإصابات تزداد بازدياد عدد السجائر المستهلكة وازدياد مدة التدخين وتقل هذه النسبة تدريجيا عند الإقلاع عن التدخين مما يثبت العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة
3. إن لسرطان الرئة أنواع عديدة، وإن زيادة الإصابات هي نتيجة الزيادة التي حصلت في الأنواع التي يسببها التدخين، أما الأنواع الأخرى التي لا علاقة لها بالتدخين فقد بقيت تماما كما كانت قبل عصر "أمراض التبغ"
4. لقد أظهرت الأبحاث العلمية أن دخان التبغ يسبب أمراضا سرطانية عديدة في أنواع مختلفة من الحيوانات.

إن هذه البراهين لا تترك مجالا للشك بأن التدخين هو من أهم مسببات سرطان الرئة ولكن يجدر بنا أن نوضح أن هناك فرقا كبيرا بين تدخين السيجارة وتدخين الغليون والسيجار، فالسيجارة أكثر خطرا. لقد أثبتت الدراسات أن سرطان الرئة أكثر شيوعا، بالنسبة إلى غير المدخنين، بخمس وعشرين مره بين مدخنين السجائر وبين 8-9 مرات بين مدخني الغليون و 3-5 مرات بين مدخني السيجار إن سرطان الرئة ليس هو السرطان الوحيد الذي يسببه التدخين - فالتدخين يسبب سرطان الشفة (وخصوصا بين مدخني الغليون) وسرطانات الفم بما فيها اللسان، وسرطان الحنجرة. كما أن هناك دراسات تدل على أن التدخين هو أحد مسببات سرطان المريء والمثانة.

ما هي المادة التي تسبب السرطان؟
إنه لمن الصعب التحقق من ماهية هذه المادة. لقد عزل حتى الآن ما يقارب العشرين من هذه المواد التي يمكن أن تسبب السرطان، إلا أن المادة أو المواد التي تسبب سرطان الرئة في الإنسان لم يتم عزلها حتى الآن بشكل قاطع.

الحقيقة الثانية : التدخين هو أهم الأسباب التي تؤدي إلى أمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية. إنه لمن الواضح علميا أن التدخين يسبب تغييرات في القصبات الهوائية والرئة تتطور تدريجيا حتى تسبب التهاب القصبات المزمن. يبدأ هذا المرض كسعال بسيط في الصباح لا يعيره المدخن أو حتى الطبيب اهتماما (سعلة سيجارة) ثم تتطور هذه السعلة إلى ضيق النفس والنزلات الصدرية المتكررة والصفير عند التنفس وفي الحالات المتقدمة يصعب على المريض القيام بأي جهد جسدي.

لقد أثبتت دراسات على المراهقين أن أمراض الرئة المزمنة قد تنشأ بعد تدخين 5-10 سجائر في اليوم لمدة عام أو عامين. إن وجود الفلتر ليس ضمانه إذ أن الفلتر الفعال الذي يزيل كل النيكوتين والرماد والزيوت وغيرها من الكيماويات من الدخان لا يمكن لهذا الدخان أن يعبره. زيادة على الأمراض الرئوية المزمنة التي يسببها التدخين فهو يزيد بعض الأمراض الرئوية كالربو مثلا ويجعل إصابة الرشح والتهاب القصبات الحاد أكثر حدة.

الحقيقة الثالثة : التدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه. إن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع) المدخن الدخان إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصا واضحا في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم.

لقد أثبتت الدراسات الطبية على المتطوعين الأصحاء بواسطة تلوين شرايين القلب أن تدخين أقل كمية ممكنة من التبغ يسبب تقلصا مؤقتا في قطر الشريان وأن التدخين المتواصل والمزمن يسبب بالتالي ضيقا في شرايين القلب، لقد دلت دراسة أجريت في الولايات المتحدة لمدة 20 سنة أن التدخين يزيد نسبة الإصابة بنشاف الشرايين بحوالي 200% وتخف هذه النسبة تدريجيا بعد التوقف عن التدخين. يجدر بنا أن نشدد على أن التدخين ليس هو السبب الوحيد لنشاف شرايين القلب - فهناك مسببات أخرى كارتفاع الضغط ووجود زيادة في المواد الدهنية بالدم والاستعداد الوراثي إلا أن التدخين يزيد بشكل واضح خطورة هذه الأسباب. إن الصغار والشباب هم أكثر تأثرا بالتدخين من الكبار إذ أن شرايين قلوبهم تكون (أطرى) وتتقلص بقوة أكثر، هؤلاء هم الذين يجب أن نحميهم من مضار التدخين بسرعة ولكن لسوء الحظ هؤلاء هم الأكثر استعدادا للبدأ بالتدخين لأسباب نفسية ودعائية تركز عليهم، وهم في العادة أقل حذرا واهتماما بصحتهم من الكبار.

الحقيقة الرابعة : التدخين يؤذي الجنين

التدخين مضر جدا بالجنين. لقد أثبتت الدراسات أن النساء الحوامل المدخنات معرضات بنسبة عالية للولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة الجنين ميتا ولموت الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة.

كما أظهرت هذه الدراسات بأن تدخين الأم يسبب تقلصا في شرايين الدماغ عند الجنين، فالغاز الموجود في السجائر يمكن أن يعرقل عملية انتقال الأكسجين من الدم إلى الجنين. إذ أن ارتفاع مستوى أول أكسيد الكربون في دماء الأجنة والأطفال المولودين من أمهات مدخنات يضعف من قدرة الدم على نقل الأكسجين (وذلك لأن غاز أول أكسيد الكربون له القابلية والقدرة على الاتحاد بالهيموغلبين وإضعاف قدرة الأكسجين على ذلك). وتفسر الدراسات أن سبب صغر حجم الأطفال المولودين من أمهات مدخنات يعود إلى عرقلة نقل الأكسجين إلى أنسجة الجنين.

الحقيقة الخامسة : التدخين يساعد على الصلع إلى جانب مضار التدخين الكثيرة فقد اكتشف أن له تأثير أيضا على تساقط الشعر، فالنيكوتين يسرع بالصلع الذي يصيب الكثيرين.

اكتشفت إحدى الدراسات أن 75% من الرجال المصابين بالصلع تتراوح أعمارهم بين 21-22 سنة كانوا من المدخنين وأن معظمهم كانوا قد بدؤوا بالتدخين وهم في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة. برغم العوامل الوراثية للصلع فإن المدخنين يفقدون شعرهم بأسرع مما يفقده غير المدخنين

التدخين يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب والدماغ

كشفت الأرقام الأخيرة الصادرة عن حملة أبحاث السرطان في يوم الإقلاع عن التدخين أن معدل الشفاء من مرض سرطان الرئة في بريطانيا أسوأ مما هو عليه في فرنسا

وتلقي الحملة باللوم على التأخير غير المقبول في معالجة الأطباء المختصين للمصابين والعناية السيئة التي يحصلون عليها بعد تلقيهم الفحوص الطبية

وقد قامت حملة أبحاث السرطان بتوزيع شريط مسجل وأسطوانة مسجلة تضم معلومات مهمة ومفيدة حول مرض سرطان الرئة وأسبابه تهدف إلى توعية المصابين ودفعهم للمطالبة بعناية أفضل من الجهات الصحية

ويقاس معدل الشفاء من السرطان بعدد المرضى الذين يبقون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من إصابتهم بالمرض


وفي فرنسا يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالسرطان أربعة عشر في المئة، مقابل نصف هذه النسبة في بريطانيا

ويقول البروفيسور جوردون ماكفاي المدير العام لحملة أبحاث السرطان إنه بالإضافة إلى عدم وجود عدد كاف من أطباء الرئة المتخصصين في بريطانيا، فإن العديد من الأطباء الموجودين لا يمتلكون أحدث المعلومات عن طرق معالجة سرطان الرئة

ويضيف البروفيسور ماكفاي أن الأطباء ينظرون سلبا لنتائج المعالجة بالأشعة والمعالجة الكيمياوية

وتعتبر المعالجة الكيمياوية لسرطان الرئة ظاهرة حديثة، حيث إن معظم الأدلة جمعت بعد تخرج أحدث الأطباء من الكلية الطبية
ويعتبر التدخين سبب إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بسرطان الرئة، وهناك أربعون ألفا من المصابين كل عام في بريطانيا

كذلك يدخل التدخين ضمن مسببات أمراض القلب والجلطة الدماغية ويسبب باستمرار أمراضا مسببة للإعاقة مثل انتفاخ الرئة والتهاب القصبات الهوائية

وقد كشفت إحصائية قامت بها البي بي سي أن الكثيرين من الرجال لا يعرفون أن التدخين يتسبب في الإصابة بالعِنّة، أو الضعف الجنسي

وكان أقل من نصف المدخنين من الرجال الذين استطلعت آراؤهم على علم بالمشاكل المحتملة

وسوف تنفق الحكومة البريطانية مئة مليون دولار خلال السنوات الثلاث القادمة على حملات مكافحة التدخين، بينما سينفق ستة عشر مليون دولار على عيادات الإقلاع عن التدخين

وتقول إيفيت كوبر، الوزيرة في وزارة الصحة البريطانية، إن يوم الإقلاع عن التدخين سوف يركز تفكير الناس على مضار التدخين ومن ثم يجعلهم يفكرون بالإقلاع عنه كليا

ويقول رئيس الوزراء توني بلير إنه، باعتباره شخصا غير مدخن، لن يتظاهر بأنه يفهم مقدار الصعوبة التي يواجهها المدخنون، خصوصا أولئك الذين يمارسون العادة منذ عشرين أو ثلاثين عاما أو أكثر، في محاولاتهم للإقلاع عن التدخين

ويضيف بلير أنه لا يقلل من الشجاعة والتصميم اللذين يتطلبهما الإقلاع عن التدخين أو حتى السعي لطلب المشورة والنصيحة في هذا المجال

وتحذر الجمعية الطبية البريطانية من أن التحول من تدخين السجائر إلى السيجار أو إلى التبغ الملفوف يدويا لن يقلل من الأخطار الصحية للتدخين، وهي تدعو الناس إلى الإقلاع من خلال استخدام طرق علاج الإدمان على النيكوتين مثل العلكة واللصقة

ويقول الدكتور روبرت وينتر من جمعية الرئة البريطانية إنه حتى المفرطين في التدخين قادرون على تقليص مخاطر الإصابة بالأمراض من خلال الإقلاع الآن عن عادة التدخين وليس تركها إلى وقت لاحق

كذلك تدعو جمعية الجلطة الدماغية الناس للإقلاع عن التدخين لأنه يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة أربعمئة في المئة

وقال متحدث باسم الجمعية إنه يأمل أن يستغل الناس مناسبة يوم الإقلاع عن التدخين لمفارقة العادة إلى الأبد
تدعوا النقابة العالمية للمدخنين جميع أعضائها في العالم في كل الأعمار للاحتفال الكبير باليوبيل الذهبي للتدخين . مع العلم بان كل مدخن مرشح للفوز بأحد الجوائز الآتية .
الجائزة الأولى : ضغط الدم ، سرطان الرئة ، سرطان المريء ، داء الربو ، الشقيقة ، أورام مخية متعددة ، سرطان اللسان ، سرطان المثانة .
الجائزة الثانية : تليف الكبد ، الالتهاب الشعبي .
الجائزة الثالثة : التهاب اللثة ، أمراض القلب ، انتفاخ الرئتين
كم انه لديك أيها المدخن فرصة للفوز بأحد الجوائز الإضافية مثل
تلطخ الأسنان ، فقدان الشهية ، انتفاخ اللثة
تذكر انه كلما ازدادت أعمدة الدخان المنبعثة منك كلما زادت فرصتك في الفوز
آلاف الجوائز في انتظارك دخن ‍‍‍‍‍‍‍‍‍. فربما تكون أنت الفائز التالي .
وقد عدد العالم الأفغاني محمد عبد الغفار أضرار التدخين الصحية وغيرها فأوصلها إلى تسع وتسعون ضرراً كما في كتابه«مصائب الدخان تسعٌ وتسعون»

المبحث السادس / حكم التدخين في الشرع 0
تناول علماء المسلمين البحث في الحكم الشرعي للتدخين من حيث بيعه وشرائه وشربه وغير ذلك ،،، واختلفت طرائق بحثهم فيه فمن مقل ومستكثر ،،،
فكان من ضمن البحوث التي اطلعت عليها وأجبني طرحها واستيفاء حكمه الشرعي من جميع الجوانب ما كتبه الداعية الإسلامي الدكتور : يوسف القرضاوي
فإليك ما كتبه وفقه الله وسدد خطاه فقال في رسالته " أحكام التدخين في ضوء النصوص والقواعد الشرعية "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه ( وبعد )، ظهر هذا النبات المعروف الذي يطلق عليه اسم " الدخان " أو ( التبغ ) أو (التمباك) أو ( التتن) ، في آخر القرن العاشر الهجري، وبدأ استعماله يشيع بين الناس، مما أوجب على علماء ذالك العصر أن يتكلموا في بيان حكمه الشرعي.
ونظراً لحداثته وعدم وجود حكم سابق فيه للفقهاء المجتهدين، ولا من بعدهم من أهل التخريج والترجيح في المذاهب، وعدم تصورهم لحقيقته ونتائجه تصوراً كاملاً، مبنياً على دراسة علمية صحيحة ، اختلفوا فيه اختلافاً بيناً.
فمنهم من ذهب إلى حرمته ومنهم من أفتى بكراهته ومنهم من قال بإباحته. ومنهم من لم يطلق حكماً بل ذهب إلى التفصيل . ومنهم من توقف فيه وسكت عن البحث عنه ( أنظر : مطالب أولى النهى شرح غاية المنتهى في فقه الحنابلة ج6 ص 218)
وكل أهل مذهب من المذاهب الأربعة فيهم من حرمه، وفيهم من كرهه، وفيهم من أباحه ولهذا لا نستطيع أن ننسب إلى مذهب القول بإباحة أوتحريم أو كراهة .
أدلة المحرمين :
أما المحرمون فاستندوا إلى عدة اعتبارات شرعية يجمع شتاتها ما يلي :
1. الإسكار:
فمنهم من قال إنه مسكر، وكل مسكر حرام ، والمراد بالمسكر في قولهم : مطلق المغطي للعقل ، وإن لم يكن معه الشدة المطربة قالوا: ولا ريب أنها حاصلة لمن يتعاطاه أول مرة.
وبعضهم قال : معلوم أن كل من شرب دخاناً كائناً من كان أسكره، بمعنى أشرقه، وأذهب عقله بتضييق أنفاسه ومسامه عليه ، فالإسكار من هذه الحيثية لا سكر اللذة والطرب ( الفواكه العديدة في المسائل المفيدة. الشهير بمجموع المنقور ج2).
ورتب بعضهم على هذا عدم جواز إمامة من يشربه .
2. التفتير والتخدير.
وقالوا : إن لم يسلم أنه يسكر، فهو يخدر ويفتر وقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " نهى عن كل مسكر " . ( رمز له السيوطي في الجامع الصغير بعلامة الصحة وأقره المناوي في فيض القدير ).
قالوا: والمفتر ما يورث الفتور والخدر في الأطراف وحسبك بهذا الحديث دليلاً على تحريمه .
3. الضرر:
والضرر الذي ذكروه هنا ينقسم إلى نوعين :
(أ‌) ضرر بدني : حيث يضعف القوى ، ويغير لون الوجه بالصفرة ، والإصابة بالسعال الشديد، الذي قد يؤدي إلى مرض السل .
ومن سديد ما قاله بعض العلماء هنا : أنه لا فرق في حرمة المضر بين أن يكون ضرره دفعياً ( أي يأتي دفعة واحدة ) أوأن يكون تدريجياً ، فإن التدريجي هو الأكثر وقوعاً .
(ب‌) ضرر مالي : ونعني به أن في التدخين تبذيراً للمال، أي إنفاقه فيما لا يفيد الجسم ولا الروح، ولا ينفع في الدنيا ولا الآخرة، وقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن إضاعة المال . وقال الله تعالى : ( ولا تبذر تبذيراً . إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً )
(الإسراء:27) .
وقال أحد العلماء:
لو اعترف شخص أنه لا يجد فيه نفعاً بوجه من الوجوه، فينبغي أن يحرم عليه، لا من حيث الاستعمال .بل من حيث إضاعة المال ، إذ لا فرق في حرمة إضاعته بين إلقائه في البحر وإحراقه بالنار ، أو غير ذلك من وجوه الإتلاف.
وممن حرم الدخان ونهى عنه من علماء مصر فيما مضى : شيخ الإسلام أحمد السنهوري البهوتي الحنبلي ، وشيخ المالكية إبراهيم اللقاني ، ومن علماء المغرب: أبو الغيث القشاش المالكي . ومن علماء دمشق : نجم الدين بن بدر الدين ابن مفسر القرآن ، العربي الغزي العامري الشافعي .
ومن علماء اليمن : إبراهيم بن جمعان ، وتلميذه أبو بكر الأهدل .
ومن علماء الحرمين : المحقق عبد الملك العصامي ، وتلميذه محمد بن علامة ، والسيد عمر البصري. وفي الديار الرومية ( التركية ) الأعظم محمد الخواجه، وعيسى الشهواي الحنفي ، ومكي بن فرو المكي ، والسيد سعد البلخي المدني .
كل هؤلاء من علماء الأمة أفتوا بتحريمه ونهوا عن تعاطيه . ( أنظر الفواكه العديدة ج 2 ص 80 – 87 ).
ومنهم أيضا ً الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في رسالته أنظر حكم الدين في اللحية والتدخين ؛ وعبد الرحمن السعدي؛
وأبو بطين والشيخ محمد بن إبراهيم ومحمد شلتوت شيخ الأزهر والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين والألباني وغيرهم
مستند القائلين بالكراهة :
أما القائلون بكراهته ، فقد استندوا إلى مايأتي :
(‌أ) أنه لا يخلو من نوع ضرر، ولا سيما الإكثار منه مع أن القليل يجر إلى الكثير.
(‌ب) النقص في المال ، فإذا لم يكن تبذيراً ولا إسرافاً ولا إضاعة فهو نقص في المال، كان يمكن إنفاقه فيما هو خير منه وأنفع لصاحبه والناس .
(‌ج) نتن رائحته التي تزعج كل من لم يألفها وتؤذيه، وكل ما كان كذلك فتناوله مكروه كأكل البصل النيئ والثوم والكرّاث ونحوها .
(‌د) إخلاله بالمروءة بالنسبة لأهل الفضائل والكمالات .
(‌ه) يشغل عن أداء العبادة على الوجه الأكمل .
(‌و) ومن اعتاده قد يعجز في بعض الأيام عن تحصيله فيتشوش خاطره لفقده .
(‌ز) ومثل ذلك إذا كان في مجلس لا ينبغي استعماله فيه ، أو يستحي ممن حضر .
وقال الشيخ أبو سهل محمد بن الوعظ الحنفي :
الذي تفيده الأدله كراهته قطعاً، وحرمته ظناً ، وكراهته لا يتوقف فيه إلا مخذول مكابر، لقاطع الحق معاند، فكل منتن مكروه كالبصل، وهذا الدخان الخبيث أولى ، ومنع شاربه من دخول المساجد ومن حضوره المجامع أولى .
مستند القائلين بالإباحة :
وأما القائلون بالإباحة فتمسكوا بأنها الأصل في الأشياء، ودعوى أنه يسكر أو يخدر غير صحيحة، لأن الاسكار غيبوبة العقل مع حركة الأعضاء، والتخدير غيبوبة العقل مع فتور الأعضاء، وكلاهما لا يحصل لشاربه نعم ، من لم يعتده يحصل له إذا شربه نوع غثيان، وهذا لا يوجب التحريم.
ودعوى أنه إسراف فهذا غير خاص بالدخان ( أنظر: رد المختار" حاشية ابن عابدين" ج 5 ص 326 ) .
هذا ما ذهب إليه العلامة الشيخ عبد الغني النابلسي.
وقال الشيخ مصطفى السيوطي الرحباني شارح " غاية المنتهى " في فقه الحنابلة :
" كل عالم محقق له إطلاع على أصول الدين وفروعه ، إذا خلا من الميل مع الهوى النفساني ، وسئل الآن عن شربه بعد اشتهاره ، ومعرفة الناس به ، وبطلان دعوى المدلين فيه بإضراره للعقل والبدن لا يجيب إلا بإباحته، لأن الأصل في الأشياء التي لا ضرر فيها ولا نص تحريم : الحل والإباحة ، حتى يرد الشرع بالتحريم .. واتفق المحققون على أن تحكيم العقل والرأي بلا مستند شرعي باطل " ( أنظر رد المختار
( حاشية ابن عابدين ) ج5 ص 36 ) .
وهذا ما قاله الشيخ بناء على ما تبين له في زمنه ولو عرف ما ظهر من ضرره اليوم لغيّر رأيه يقيناً .
القائلون بالتفصيل :
وأما القائلون بالتفصيل فقالوا :
إن هذا النبات في حد ذاته طاهر غير مسكر ولا مضر ولا مستقذر، فالأصل إباحته، ثم تجري فيه الأحكام الشرعية :
فمن لم يحصل له ضرر باستعماله في بدنه أو عقله ، فهو جائز له .
ومن ضره حرم عليه استعماله كمن يضر به استعمال العسل .
ومن نفعه في دفع مضر كمرض، وجب عليه استعماله .
وثبوت هذه الأحكام بموجب العارض، ويكون في حد ذاته مباحاً كما لا يخفى .
أقوال المعاصرين :
وإذا غضضنا الطرف عن المتقدمين، ونظرنا إلى أقوال المعاصرين، وجدناهم أيضاً مختلفين في إصدار حكم بشأنه .
فمنهم ـ الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر الأسبق ـ الذي تبنى رأي بعض من سبق من العلماء، أن الأصل فيه الإباحة وتعرض له الحرمة أو الكراهة بمقتضى ، كأن يحصل منه ضرر كثير أو قليل، في النفس أو في المال أو فيهما، أو يؤدي إلى مفسدة ، وضياع حق ، كحرمان زوجته أو أولاده ، أو من يحق عليه نفقتهم شرعاً من القوت بسبب إنفاق ماله في شرائه ، فإذا تحقق شيء من هذه العوارض حكم بكراهته أو حرمته على حسب ضعفها أو قوتها ، وإذا خلا منها وأشباهها كان حلالاً ( أنظر فتاوى شرعية للشيخ حسنين مخلوف ج2 ص 112 ـ 113 ) .
ومنهم من جزم بحرمته ، وألف فيه بعض الرسائل، وعامة علماء نجد يحرمونه، وخصوصاً إذا تعاطاه عالم من علماء الدين ، وقد قال العلامة الشيخ محمد بن مانع كبير علماء قطر ومدير معارف السعودية في عصره ـ قال في حاشية له على " غاية المنتهى ج 2 ص 332: " إن القول بإباحة الدخان ضرب من الهذيان ، فلا يعول عليه الإنسان ، لضرره الملموس، وتخديره المحسوس، ورائحته الكريهة ، وبذل المال فيما لا فائدة فيه ، فلا تغتر بأقوال المبيحين .
فكل يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ولعل من أعدل ما قيل فيه وأصحه استدلالاً، ما ذكره المغفور له الشيخ الأكبر محمود شلتوت شيخ الأزهر في فتاويه حيث قال : ( مما يذكر هنا أن الشيخ رحمه الله كان مبتلى بالتدخين حيث اعتاده من عهد الشباب ولم يستطع التحرر من سلطانه. ولكنه لإنصافه رجح القول بالتحريم إعمالاً لعلل الأحكام وقواعد التشريع العام ) :
" إذا كان التبغ لا يحدث سكراً، ولا يفسد عقلاً ، فإن له آثاراً ضارة ويحسها شاربه في صحته ، ويحسها فيه غير شاربه، وقد حلل الأطباء عناصره، وعرفوا فيها العنصر السام الذي يقضي ـ وإن كان ببطء ـ على سعادة الإنسان وهنائه، وإذن فهو لاشك، أذى وضار . والإيذاء والضرر خبث يحظر به الشيء في نظر الإسلام.
وإذا نظرنا مع هذا إلى ما ينفق فيه من أموال ، كثيراً ما يكون شاربه في حاجة إليها، أو مايكون صرفها في غيره أنفع وأجدى .
وإذا نظرنا إلى هذا الجانب عرفنا له جهة مالية تقضي في نظر الشريعة بحظره وعدم إباحته .
ومن هنا نعلم أخذاً من معرفتنا الوثيقة بآثار التبغ السيئة في الصحة والمال أنه مما يمقته الشرع ويكرهه وحكم الإسلام على الشيء بالحرمة أو الكراهة لا يتوقف على وجود نص خاص بذلك الشيء، فلعلل الأحكام ، وقواعد التشريع العامة ، قيمتها في معرفة الأحكام، وبهذه العلل وتلك القواعد ، كان الإسلام ذا أهلية قوية في إعطاء كل شيء يستحدثه الناس حكمه من حل أو حرمة . وذلك عن طريق معرفة الخصائص والآثار الغالبة للشيء، فحيث كان الضرر كان الحظر، وحيث خلص النفع أو غلب كانت الإباحة ، وإذا استوى النفع والضرر كان الوقاية خيراً من العلاج " ( الفتاوى للشيخ شلتوت ص 354 ط ـ مطبعة الأزهر ) أ. هـ .
وقد قال الإمام ابن حزم في " محلاه " ( المحلى : ج7 ص 305، مسألة 1027) : السرف حرام وهو :
1- النفقة فيما حرم الله تعالى ، قلت أو كثرت ، ولو أنها جزء من قدر جناح بعوضة .
2- أو التبذير فيما لا يحتاج إليه ضرورة ، مما لا يبقى للمنفق بعد غنى .
3- أو إضاعة المال وإن قل برميه عبثاً .
قال الله تعالى : (( ولا تسرفوا ، إنه لا يحب المسرفين ) أ. هـ ولا يخفى أن إنفاق المال في التدخين إضاعة له .
وقد أعجبني مما نقلته من قبل قول أحد العلماء : لو اعترف شخص أنه لا يجد في التدخين نفعاً بوجه من الوجوه ، فينبغي أن يحرم عليه ، من حيث أنه إضاعة للمال ، إذ لافرق في حرمة إضاعته بين إلقائه في البحر ، وإحراقه بالنار ، أو غير ذلك من وجوه الإتلاف .
فكيف إذا كان مع الإتلاف للمال ضرر يقيناً أو ظناً ؟ أي أنه اجتمع عليه إتلاف المال وإتلاف البدن معاً .
فواعجباً لمن يشتري ضرر بدنه بحر ماله طائعاً مختاراً .
وهناك ضرر آخر ، يغفل عنه عادة الكاتبون في هذا الموضوع وهو الضرر النفسي، وأقصد به أن الاعتياد على التدخين وأمثاله، يستعبد إرادة الإنسان ، ويجعلها أسيرة لهذه العادة السخيفة .
بحيث لا يستطيع أن يتخلص منها بسهولة إذا رغب في ذلك يوماً لسبب ما كظهور ضررها على بدنه، أو سوء أثرها في تربية ولده، أو حاجته إلى ما ينفق فيها لصرفه في وجوه أخرى أنفع وألزم ، أو نحو ذلك من الأسباب .
ونظراً لهذا الاستعباد النفسي ، نرى بعض المدخنين، يجور على قوت أولاده ، والضروري من نفقة أسرته، من أجل إرضاء مزاجه هذا ، لأنه لم يعد قادراً على التحرر منه .
وإذا عجز مثل هذا يوماً عن التدخين ، لمانع داخلي أو خارجي ، فإن حياته تضطرب، وميزانه يختل ، وحاله تسوء ، وفكره يتشوش، وأعصابه تثور لسبب أو لغير سبب.
ولا ريب أن مثل هذا الضرر جدير بالاعتبار في إصدار حكم على التدخين .
ويتبين من هذا التمحيص الذي ذكرناه : أن إطلاق القول بإباحة التدخين لا وجه له ، بل هو غلط صريح ، وغفلة عن جوانب الموضوع كله ، ويكفي ما فيه من إضاعة لجزء من المال بما لا نفع فيه وما يصحبه من نتن الرائحة المؤذية، وما فيه من ضرر بعضه محقق ، وبعضه مظنون أو محتمل .
وإن كان لهذا القول وجه فيما مضى ، عند ظهور استعمال هذا النبات في سنة ألف من الهجرة ، بحيث لم يتأكد علماء ذلك العصر من ثبوت ضرره، فليس له أي وجه في عصرنا بعد أن أفاضت الهيئات العلمية الطبية في بيان أضراره، وسيّء آثاره، وعلم بها الخاص والعام ، وأيدتها لغة الأرقام .
وحسبنا ما جاء في السؤال من إحصاءات تضمنها تقرير أكبر هيئة طبية محترمة في العالم وإذا سقط القول بالإباحة المطلقة ، لم يبقى إلا القول بالكراهة أو القول بالتحريم .
وقد أتضح لنا مما سبق أن القول بالتحريم أوجه وأقوى حجة ، وهذا هو رأينا وذلك لتحقق الضرر البدني والمالي والنفسي باعتياد التدخين .
وإذا قيل لمجرد الكراهة، فهل هي كراهة تنزيه أو تحريم ؟ الظاهر الثاني .
نظراً لقوة الاعتبارات والأدلة التي أدت إلى القول بالتحريم فمن أنزل الحكم عن الحرام لم ينزل عن درجة المكروه التحريمي .
ومهما يكن فمن المقرر أن الإصرار على الصغائر يقربها من الكبائر ولهذا أخشى أن يكون الإصرار على المكروه مقرباً من الحرام .
على أن هناك ملابسات واعتبارات تختص ببعض الناس دون بعض، تؤكد الحرمة وتغلظها كما تؤكد الكراهة عند من قال بالكراهية ، بل تنقلها إلى درجة التحريم .
وذلك مثل أن يضر الدخان شخصاً بعينه ، حسب وصف طبيب ثقة ، أو حسب تجربة الشخص نفسه، أو حسب تجربة آخرين في مثل حاله .
ومثل أن يكون محتاجاً إلى ثمنه لنفقته أو نفقة عياله، أو من تجب عليه نفقتهم شرعاً. ( وينبغي أن يذكر هنا أيضاً أن ملايين من المسلمين يموتون من الجوع ـ حقيقة لا تجوزاً ـ على حين تنفق عشرات الملايين في شهوة التدخين ) .
ومثل أن يكون الدخان مستورداً ـ من بلاد تعادي المسلمين ، ويذهب ثمنه لتقويتها على المسلمين .
ومثل أن يصدر ولي الأمر الشرعي أمراً بمنع التدخين ، وطاعته واجبة فيما لا معصية فيه .
ومثل أن يكون الشخص مقتدى به في علمه ودينه ، مثل علماء الدين ، ويقرب منهم الأطباء .
هذا وينبغي أن نضع في اعتبارنا ونحن نصدر حكماً بشأن التدخين عدة أمور لابد من مراعاتها، لتكون نظرتنا شاملة وعادلة .
الأولى : أن من المدخنين من يتمنى الخلاص من التدخين ، ولكنه عجز عن تحقيق ذلك لتمكن هذه العادة من جسمه وأعصابه تمكنا لم يجعل لإرادته قدرة على التحرر منه، بحيث يصيبه أذى كثير إذا تركه . فهذا معذور بقدر محاولته وعجزه ، ولكل إمرئ ما نوى .
الثانية : أن ميلنا إلى تحريم التدخين لما ذكرنا من وجهة النظر والاعتبارات الشرعية، لا يعني أنه مثل شرب الخمر أو الزنى أو السرقة مثلاً، فإن الحرام في الإسلام درجات ، بعضها صغائر، وبعضها كبائر، ولكل حكمه ودرجته ، فالكبائر لا تكفرها إلا التوبة النصوح ، أما الصغائر فتكفرها الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصيام رمضان وقيامه، وغير ذلك من الطاعات ، بل يكفرها مجرد اجتناب الكبائر.
وقد جاء عن ابن عباس وبعض السلف أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ولكن هذا أيضاً غير متفق عليه .
الثالثة : أن المحرم المختلف فيه ليس في درجة الحرام المتفق عليه ولهذا يصعب أن ترمي فاعله بالفسوق، وأن تسقط شهادته، ونحو ذلك ، وخصوصاً إذا كان مما عمت به البلوى .
هذا، وقد تبين من هذه الدراسة : أن ما حكاه صاحب السؤال عن بعض العلماء أنه أدار معظم الحكم في التدخين على المقدرة المالية وحدها، أو عدمها ، فيحرم في حالة عجز المدخن عن مصاريف التدخين ، ويكره للقادر عليه ، فهو غير سديد ولا مستوعب ؛ فإن الضرر البدني والنفسي يجب أن يكون له اعتباره أيضاً ، بجوار الضرر المالي .
إن الغني ليس من حقه أن يضع ماله ، ويبعثره لما يشاء ؛ لأنه مال الله أولاً ، ومال الجماعة ثانياً .
وإن ما جاء في السؤال من أن كثير من علماء الدين يدخنون ، فإن هؤلاء العلماء لم يدعو لأنفسهم العصمة ، وكثير منهم ابتلوا به في مرحلة الشباب والطيش، ثم ضعفت إرادتهم عن التخلص من نيره ، ومنهم من أفتى بحرمته رغم أنه مبتلى بتعاطيه .
وقد رأينا من الأطباء أيضاً كثيرين يؤمنون بأضرار التدخين ، ويتحدثون أو يكتبون في ذلك ومع ذلك لم يقلعوا عن التدخين .
وإذا كان التدخين مذموماً في شأن الرجال، فهو أشد ذماً في شأن النساء ، لأنه يشوّه جمال المرأة، ويغير لون أسنانها ، ويجعل رائحة فمها كريهة ، مع ما يجب أن تكون عليه الأنثى من حسن وجمال .
ونصيحتي لكل مدخن أن يقلع عن هذه الآفة ، بعزيمة قوية ، وتصميم صارم ؛ فإن التدرج فيها لا يغني .
ومن كان ضعيف الإرادة عليه أن يقلل من شراها ما استطاع، ولا يحسّنها لغيره، ولا يغري بها أحداً كأن يقدمها للأخرين ، أو يلح على زواره بتناولها ، بل ينبغي أن يبين لغيره أضرارها المالية والبدنية والنفسية ، وأقرب هذه الأضرار أنه أصبح عبداً لها بحيث لم يستطع أن يتخلص منها ، وعليه أن يسأل الله تعالى أن يعينه على التحرر من نيرها .
ونصيحتي للشباب خاصة، أن ينزهوا أنفسهم عن الوقوع في هذه الآفة التي تفسد عليهم صحتهم، وتضعف من قوتهم ونضرتهم ، ولا يسقطوا فريسة للوهم الذي يخيل إليهم أنها من علامات الرجولة ، أو استقلال الشخصية ، ومن تورط منهم في ارتكابها يستطيع بسهول التحرر منها، والتغلب عليها وهو في أول الطريق، قبل أن تتمكن هي منه ، وتتغلب عليه ، ويعسر عليه فيما بعد النجاة من براثنها إلا من رحم ربك .
وعلى أجهزة الإعلام أن تشن حملة منظمة بكل الأساليب على التدخين وتبين مساوئه.
وعلى مؤلفي ومخرجي ومنتجي الأفلام والتمثيليات والمسلسلات ، أن يكفوا عن الدعاية للتدخين، بوساطة ظهور " السيجارة " بمناسبة وغير مناسبة في كل المواقف،
وعلى الدولة أن تتكاتف لمقاومة هذه الآفة ، وتحرير الأمة من شرورها ، وإن خسرت خزانة الدولة ملايين من العملات ، فصحة الشعب الجسمية والنفسية أهم وأغلى من الملايين والبلايين ، والله أعلم .
وقد تكاثرت فتاوى علماء المسلمين في تحريم التدخين وبيان ضرره وإليك فتاويهم على النحو التالي :

سؤال : سُئل سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز _ رحمهُ الله تعالى _ مفتي عام المملكة العربية السعودية السابق هذا السؤال / ما حكم شرب الدخان ؟ .
جواب : (( الدخان محرّم لكونه خبيثاً ومشتملاً على أضرار كثيرة والله _ سبحانهُ وتعالى _ إنما أباح لعباده الطيبات من المطاعم والمشارب وغيرها ، وحرَّم عليهم الخبائث ، قال الله _ سبحانهُ وتعالى _ [ يسئلونك ماذا أُحل لهم قل أُحل لكم الطيبات ] ( سورة المائدة ، الآية 4 ) . وقال _ سبحانهُ وتعالى _ في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فـي ســورة الأعـــــــراف : [ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ] (سورة الأعراف ، الآية : 157) والدخان بأنواعه كلها ليس من الطيبات بل هو من الخبائث ، وهكذا جميع المسكرات كلها من الخبائث والدخان لا يجوز شربه ولا بيعه ولا التجارة فيه كالخمر ، والواجب على من كان يشربه أو يتجر فيه المبادرة بالتوبة والإنابة إلى الله _ سبحانه _ والندم على ما مضى والعزم على ألا يعود إلى ذلك ، ومن تاب صادقاً تاب الله عليه كما قال الله _ عز وجل _ { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } ( سورة النور ، الآية 31) . وقال _سبحانهُ وتعالى _ : { وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى } ( سورة طه ، الآية 82 ) والُله ولي التوفيق

سؤال :وسُئل أيضاً _ رحمة الله عليه _ هذا السؤال : ما حكم شرب الشيشة ؟ وهل حكمها حكم الدخان ؟ وهل تُعتبّر الشيشة والدخان من المخدرات المحرّمة ؟
جواب : (( شرب الشيشة والدخان بأنواعه من جملة المحرّمات لما فيهما من الأضرار الكثيرة وقد أوضح الأطباء العارفون بذلك كثرة أضرارهما وقد حرّم الله على المسلمين أن يستعملوا ما يضرهم ، فالواجب على كل من يتعاطاهما تركهما والحذر منهما لقول الله _ عز وجل _ في سورة المائدة يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم : { يسئلونك ماذا أُحل لهم قل أُحل لكم الطيبات } وقولهُ سبحانه _ في سورة الأعراف في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } وجميع أنواع التدخين والشيشة من جملة الخبائث الضارة بالإنسان فتكون جميع أنواعهما محرّمة بنص هاتين الآيتين وما جاء في معناهما ، ونسأل الله أن يهدي المسلمين لما فيه صلاحهم ونجاتهم وأن يعيذهم مما يضرهم في الدنيا والآخرة إنهُ خير مسؤول)) (6).

سؤال : سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال / والدي يمتلك محلاً يبيع فيه الشيشة ( النارجيلة ) وقد نصحته كثيراً في هذا الأمر وهو مقتنع أن التدخين حرام لكن يقول : إن بيع الشيشة ليس حراماً فهل من الممكن أن تبعث لي بفتوى في حكم بيع أدوات التدخين ؟
جواب : (( يحرم بيع الشيشة وأدواتها التي تستعمل في شربها لما فيها من المضار والمفاسد العظيمة)) (7) .

سؤال : سُئل الشيخ / ابن عثيمين _ رحمة الله عليه _ هذا السؤال / عندما ننصح بعض أصحاب المحلات بعدم أو بحرمة بيع الدخان كما أفتيتم بذلك يقولون : لو كان حراماً كان منعوه فكيف نرد على هؤلاء ؟
جواب : الرد سهلٌ وهو أن نقول لهم : ما مصدر التشريع ؟ عمل الناس أو الكتاب والسنة ؟إن مصدر التشريع هو الكتاب والسنة ، فإذا دل الكتاب والسنة على تحريم شيء فلا عبرة بعمل الناس وليس عمل الناس بحجة ، ولا يمكن أن يدفع الإنسان حجة الله عليه يوم القيامة بمثل هذا إطلاقاً ، لقول الله _ تعالى _ { ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين } ( سورة القصص ، الآية :65 ) ما قال : ماذا وافقتم فيه المجتمع ، قال الله تعالى :{ فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون } ( سورة القصص ، الآية: 66 ) ، عميت عليهم أنباؤهم لا يستطيع الواحد منهم أن يجيب ولا يسأل غيره ولو كان عمل الناس حجة لكان لقول الكافرين :{ إنا وجدنا ءابآءنا على أمة } ( سورة الزخرف ، الآية: 22) ، حجة يعذرون بها فأنت أقم عليه الحجة فإن اهتدى فلنفسه وإن ضل فإنما يضل عليها ، قال تعالى _ لرسوله صلى الله عليه وسلم : { فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر } ( سورة الغاشية الآيات 21_24)

سؤال : سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين _ رحمهُ الله تعالى _ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية السابق ، هذا السؤال : أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة مع ذكر الأدلة على ذلك ؟
جواب : شرب الدخان محرّم وكذلك الشيشة ، والدليل على ذلك قولهُ _ تعالى _ { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } ( سورة النساء ، الآية 29). وقولهُ تعالى _:{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ( سورة البقرة ، الآية 195) . وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر، وإذا كان مضراً كان حراماً ، ودليل آخر قولهُ _ تعالى _ { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما } ( سورة النساء ، الآية 5 ) . فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا ، لأنهم يبذرونها ويفسدونها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة أنهُ تبذير وإفساد لها ، فيكون منهيّا عنه بدلالة هذه الآية ومن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال ، وبذل الأموال في هذه المشروبات ( الشيشة والسجائر ) من إضاعة المال . ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا ضرر ولا ضرار )) وتناول هذه الأشياء موجب للضرر ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها(8)
سؤال :سُئل فضيلة الدكتور الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين _ عفا اللهُ عنه _ هذا السؤال ما الحكم الشرعي للدخان والشيشة ؟ وماحكم شربهما أو تعاطيهما ؟ وكيف يتصرف من كان أحد أقاربه مُبتلى بهما ؟
جواب : (( لاشك أن الدخان والنارجيلة(9) والشمة(10) ونحوها محرّمة لأنها خبيثة كلها / وقد قال _ تعالى _ :
{ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} ولأنها مضرة بالصحة وجالبة لأمراض خبيثة تسبب الموت أو مقدماته وقد قال تعالى _ : { ولا تقتلوا أنفسكم } وقال _ جلَّ وتعالـى _ :{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} ولأنها إسراف وإفساد للمال المحترم في غير فائدة والمبذرون كانوا إخوان الشياطين( 11) ، وننصح من أُبتلي بشيء منها بالتوبة والإقلاع فوراً والعزم على أن لا يعود والاستعانة بالله على تركها والصبر أياماً قليلة حتى يتخلى عنها ويُشفى ، من آلامها واللهُ الشافي ))(12 ) .

سؤال : سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال / ما هو حكم السجائر والشيشة هل هي حرام أم مكروه ؟ وإذا كانت حراماً أريد الدليل من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ما حكم من شرب السجائر والشيشة وهو محرم بالحج والعمرة ؟
جواب : (( شرب السجائر والشيشة حرام لما في ذلك من الضرر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لاضرر ولا ضرار )) ، ولأنهما من الخبائث وقد قال الله _ تعالى _ : { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } وإنفاق المال في ذلك من الإسراف وقد نهى الله _ تعالى _ عن ذلك فقال : { ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } ( سورة الأنعام ، الآية 141 ، والأعراف، 31 ) .وإذا لعب الشيطان بالإنسان فشربهما فقد أساء وعليه التوبة والاستغفار عسى أن يغفر الله له ويتوب عليه ، وإذا حصل ذلك منه في حج أو عمرة لم يفسد حجه ولا عمرته . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم )) (13 ).

سؤال : نحن مقاطعة جيزان وخاصة البادية ، عندنا النشوق الذي يقال له : ( الشمة ) أيضاً ومدمن عليه الأكثر، بعضهم يصلون بالناس في المساجد، وأهل الدين الذين لا يرضون بمنكر قط، ولكن هذه الشمة لم يقدروا على اعتزالها، وفيه محاولة شديدة على اعتزالها، ولكن للأسف لم يقدروا، وناس تركوها وأصابهم مرض مثل : ورم الفم، وورم البطن، وسيلان الأسنان بالدم، والغضب الشديد، وعدم القدرة على الأعمال، والقلق، والبعض سروا وخلصهم الله منها، والبعض عادوا لها، والكثير يحاول تركها. أفتونا جزاكم الله عنا خير الجزاء فيمن حاول ولم يقدر مدى الأثر على الدين، وهل صومه وصلاته وحجه صحيح، ومقدار الكفارة لمن لم يقدر على مفارقتها؟ لأن الكثير لم يقدر أن يتركها، وماهي الكفارة؟
جواب: يحرم تعاطي الشمة، ويجب على متعاطيها الإقلاع عنها بأن يصدق العزم، وأن يكون قوي الإرادة في تركها، وأن يكثر من ذكر الله والاستغفار، وصلاة متعاطيها وصومه وحجه صحيح إذا استوفى كل منها شروط صحته، ولا تأثير لاستعمال الشمة في ذلك
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم(14)..

سؤال: ما حكم شرب مادة الشمة عامة، وما حكم من يتعاطاها في نهار رمضان خاصة، وهل هي تفطر الصائم في نهار رمضان؟ مع العلم أن بعض سكان (تهامة قحطان) يستخدم الشمةفي نهار رمضان ويدعون أنها لا تفطر.
جواب : الشمة مادة خبيثة, لأنها مركبة من مواد خبيثة محرمة، واستعمالها من الصائم مع مافيه من الإثم يبطل صومه كسائر استعمال المواد المفطرة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم(15) .


سؤال : هل استنشاق الدخان حلال أو حرام ؟
جواب: استنشاق الدخان وشربه ومضغه لا يجوز؛ لما ثبت من ضرره شرباً ومضغاً واستنشاقاً، وكل ما غلب ضرره أو استوى نفعه وضرره فهو محرم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وقد سئل الشيخ محمد شلتوت شيخ الأزهر الأسبق عن زراعة التبغ (الدخان) وصناعته وتدخينه حرام؟
فأجاب إن التبغ لم يعرف في بلاد المسلمين إلا في أوائل القرن الحادي عشر من التاريخ الهجري، أي من نحو أربعة قرون تقريبًا، ومن هنا لم يُؤثَر عن أحد من الأئمة المجتهدين- فضلاً عمن تقدمهم- رأي في حكمه، لا بالحل ولا بالحرمة.
فحكم بعضهم بحله، نظرًا إلى أنه ليس مسكرًا، ولا من شأنه أن يسكر، ونظرًا إلى أنه ليس ضارًا لكل من يتناوله، والأصل في مثله أن يكون حلالاً ولكن تطرأ عليه الحرمة بالنسبة فقط لمن يضره ويتأثر به.
رأي القائلين بالحرمة أو الكراهة رأي قوي:
وحكم بعض آخر بحرمته أو كراهته، نظرًا إلى ما عرف عنه من أنه يحدث ضعفًا في صحة شاربه، يفقده شهوة الطعام، ويعرِّض أجهزته الحيوية أو أكثرها للخلل والاضطراب، خاصة جهاز القلب والرئتين، ومن قواعد الإسلام العامة أن يحرِّم ما يحرِّم حفظًا للعقيدة أو للعقل أو للمال أو للعرض، وأنه بقدر ما يكون للشيء من إضعاف ناحية من هذه النواحي، يكون تحريمه أو كراهته.
فما عظُم ضرره عظمت حرمته، وما قل ضرره قلت حرمته، والإسلام يرى أن الصحة البدنية لا تقل في وجوب العناية بها عن ناحية العقل والمال، وكثيرًا ما حرَّم الإسلام المباح إذا كان من شأنه أن يغلب ضرره، بل نراه يحرم العبادة المفروضة إذا تيقن أنها تضر أو تضاعف الضرر.
أضرار الدخان في الصحة والمال تقتضي حظره:
وإذا كان التبغ لا يحدث سكرًا، ولا يفسد عقلاً، غير أن له آثارًا ضارة، يحسها شاربه في صحته، ويحصيها فيه غير شاربه، وقد حلل الأطباء عناصره وعرفوا فيها العنصر السام الذي يقضي -وإن كان ببطء- على سعادة الإنسان وهنائه، وإذن فهو ولا شك أذى وضرر، والإيذاء والضرر خبث يُحظر به الشيء في نظر الإسلام، وإذا نظرنا مع هذا إلى ما ينفق فيه من أموال، كثيرًا ما يكون شاربه في حاجة إليها، أو يكون صرفها في غيره أنفع وأجدى.
إذا نظرنا إلى هذا الجانب عرفنا له جهة مالية تقضي في نظر الشريعة بحظره وعدم إباحته.
ومن هنا نعلم -أخذًا من معرفتنا الوثيقة بآثار التبغ السيئة في الصحة والمال- أنه مما يمقته الشرع ويكرهه، وحكم الإسلام على الشيء بالحرمة أو الكراهة لا يتوقف على وجود نص خاص بذلك الشيء، فلعلل الأحكام وقواعد التشريع العامة قيمتها في معرفة الأحكام، وبهذه العلل وتلك القواعد كان الإسلام ذا أهلية قوية في إعطاء كل شيء يستحدثه الناس حكمه من حل أو حرمة، وذلك عن طريق معرفة الخصائص والآثار الغالبة للشيء، فحيث كان الضرر كان الحظر، وحيث خلص النفع أو غلب كانت الإباحة، وإذا استوى النفع والضرر كانت الوقاية خيرًا من العلاج.
واجب الحكومات:
وإذا كان واجب الحكومات الساهرة على مصلحة شعوبها أن تسد ذرائع الفساد على وجه عام، فإن منع الأحداث مما يفسد عليهم صحتهم ألزم وأوجب، ولا ريب أن أجهزة الأحداث غضة تقبل التأثر أكثر من أجهزة غيرهم ولا تقدر على مكافحة هذا السم البطيء.
هذا هو حكم التبغ في شربه، وهو حكمه في زراعته وصناعته ما لم تعرف له فوائد أخرى غير شربه.
المبحث السابع / كيف يقلع المدخن عن التدخين ؟0
كيف تتوقف عن التدخين ؟
التدخين عادة ، و الإدمان و العادة هي الأصعب في التحطيم و التخلص منها . و السبل المستخدمة في التوقف عن التدخين هي نفسها التي تستخدم في تحطيم أي عادة أخرى ، و مفتاح تحطيم العادة كما يلي :
1. قرار القيام بالتغيير
2. استخدام تدريب الوعي
3. ابتدع استراتيجيات لمساعدتك على التوقف عن العادة
4. استبدل العادة بسلوك بديل
5. ثابر بأن تكون ( راسخاً و ثابتاً ) في مواصلة خط تقدمك
6. تعلم التحكم في ( الهفوات و الفلتات )
7. الدافع و الحافز على تحطيم العادة
و بهذا فإنك إذا أردت فعلاً أن تتوقف ، فبوسعك أن تحقق ذلك ، فمعظم الذين يتم التشخيص لهم بإصابتهم بسرطان الرئة يقومون بالتوقف عن التدخين فوراً ، مهما كان قدر تدخينهم في الماضي ، إنهم يتوقفون ببساطة لأنهم يشعرون بأكبر درجات الدوافع ارتفاعاً و بأكبر حافز يمكن أن يتصورونه ، و من المحزن أنهم لم يشعروا بمثل هذا الحافز البالغ القوة من قبل الآن .
- إن أفضل خطة لذلك هو أن تدخن عدداً أقل من السجائر في كل يوم ، مثلاً إذا كنت تقوم بتدخين 20 سيجارة يومياً ، خطط بأن تنقص منها 4 سجائر في كل يوم إلى أن يجيء اليوم الخامس فتكون قد توقفت عن التدخين ، و أسهل طريقة لتحقيق هذا الأمر هو أن تأخذ أو سيجارة في اليوم لك في وقت متأخر ثم يزيد التأخر يوماً بعد يوم
- عندما تشعر بالرغبة الشديدة في تدخين سيجارة
الاحساس [ الاشتياق ] سرعان ما يمضي بعد وقت قصير ، و عندما يتملك عليك هذا الأمر فسرعان ما يزول ، قم بالتنفس العميق لمرات عديدة و اعمل شيئاً تنشغل به و اشرب الماء لتشغل فمك ..... الخ
تظاهر بأنك غير مدخن وتوقف عن التدخين
قد تقول ان الكلام اسهل من الفعل ، هذا صحيح، لكن ليس هناك طريقة سحرية للتوقف عن التدخين . فإذا كنت لا تستطيع التوقف عن التدخين ، فما عليك الا ان تتظاهر بأنك غير مدخن ، وتحاول بإحدى طرق التوقف عن التدخين . جرب هذه الطريقة ، فطرق التوقف عن التدخين عديدة ، وهي تختلف باختلاف شخصية كل مدخن . يجب الا تتضايق من تكرار المحاولة . المهم هو ان تقرر التوقف عن التدخين ، ولن يكون قرارك حاسماً الا إذا أدركت الأسباب الحتمية التي تفرض عليك التوقف عن التدخين تفادى انخفاض النكوتين في جسمك بشكل مفاجئ. فذلك سيجعلك اشد إحساساً بأعراض الانسحاب .
يمكنك أن تلجأ إلى أنواع السجائر التي تحتوي على نسبة اقل من النيكوتين . لـــــكــن حدد لنفسك تاريخاً معيناً
تتوقف فيه عن التدخين ولا تقبل التفاوض فيه . معظم الذين توقفوا عن التدخين نجحوا أولا في التعرف على أسباب التدخين لديهم . قبل أسبوع من توقفك عن التدخين ، اعرف الأماكن والأوقات التي تدخن فيها حاول ان تلجأ إلى ما يشغلك في مثل هذه الأماكن والأوقات كي تصرف نفسك عن التدخين . لا تفكر في قضية التوقف عن التدخين تماماً لكن فكر في تحقيق النجاح في التوقف عن التدخين في هذا اليوم ثم اليوم الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا . وذلك حتى لا يكون العبء النفسي عليك كبيراً .مارس بعض التمارين الرياضية ، تناول كثيراً من السوائل وتفادى الإرهاق حاول ان تحصل على مساندة معارفك واطلب منهم مساندتك في الأمور التي تفيدك في التوقف عن التدخين . في اليوم الذي حددته للتوقف عن التدخين تخلص من جميع السجائر والطفايات وولاعات السجائر . أعلن على جميع الأصدقاء والأهل انك توقفت عن التدخين . كافئ نفسك بما تحب . عندما تشعر برغبة شديدة في إشعال سيجارة اشغل نفسك بأي شئ كي تنسى تلك الرغبة . إذا خانتك نفسك وأشعلت سيجارة فكر فيما دفعك إلى ذلك حتى لا تعود أليها مرة ثانية .

و قد تشعر ببعض هذه الأعراض الشائعة مثل :
1. أن تصبح سهل الإثارة سريع الغضب
2. اللهاث من أجل سحب نفس سيجارة
3. الإحساس بالرعشة و الرطوبة
4. الشعور بالدوران
5. احساس بالوخز و التنميل
6. صداع
7. الاحساس بالغثيان

المبحث الثامن / لماذا نطالب المدخنين بترك التدخين ؟0
أسباب التوقف عن التدخين و في كلمتين هما : الصحة و المال . و الإرتباط بين التدخين و الحالات الخطيرة للصحة أقوى من أي سبب بيئي آخر للأمراض ، و ليس سرطان الرئة هو أكبر القتلة ، فإذا ما كنت تدخن 20 سيجارة أو أكثر في اليوم الواحد ، فإنك معرض للموت بالسكتة القلبية خمسة أضعاف أولئك الذين لا يدخنون ، و يعرض للإصابة بالنوبات القلبية ثلاثة أضعافهم ، ذلك لأن التدخين يعجل بالإصابة بتصلب الشرايين و ضيقها ، مما يؤدي إلى تعثر جريان الدم ، و يمكن لضعف انسياب الدم إلى المخ أن يؤدي إلى السكتة الدماغية ، كما أن جريان الدم الضعيف للدم إلى عضلة القلب يمكن أن يسبب النوبة القلبية .

المبحث التاسع / هل للتوقف عن التدخين عيوبه ؟
بالطبع لا ، باستثناء ذلك الإحساس الساخط الذي يأتي في أعقاب التوقف عن التدخين مباشرة ، و يتملك البعض انشغالهم باحتمال زيادة أوزانهم عند التوقف عن التدخين ، و سبب ذلك هو أنهم قد يكونوا صادفوا مثل هذا الأمر فعلاً عندما حاولوا التوقف في مرة سابقة ، و أكثر الأسباب شيوعاً في زيادة الوزن هو استبدالك للسجائر بأطعمة لها سعرات حرارية عالية مثل الأكلات الخفيفة و البطاطش المحمرة و الشيبس و الحلويات و الكولا وغيرها .
و على كلّ فمهما كان السبب وراء زيادة الوزن فهو أمر من السهل علاجه عن طريق تناول الغذاء المتوزان و زيادة الفواكه و الخضروات ، مع مضاعفة التمارين الرياضية ، إلا أن هناك البعض خصوصاً أولئك المصابون بالنزلات الشعبية ممن يشعرون بأنهم فور توقفم عن التدخين تطبق عليهم صدروهم بصورة أقوى و أشد مما يستنتجون معه أن التدخين أمر طيب لهم ، إلا أن ذلك استنتاج زائف و خطر للغاية ، فالتدخين هو الذي يقف وراء كل مشاكل الصدر هذه ، و مواصلة التدخين لا يزيد الأمر إلا سوء على سوء و إن كان بطريقة متدرجة ، إلا أنها مضطردة ، لكن الحقيقة هي أن صدرك سوف يتحسن أمره بفعل التوقف عن التدخين ، و إن لم تتوقف عن التدخين سوف يزيد الألم على المدى البعيد.

المبحث العاشر / مزايا التخلي عن التدخين 0
مزايا التخلي عن التدخين
1. حياة أطول
2. زيادة اللياقة الجسمانية
3. جلد أحلى و تجعدات و كرمشة أقل
4. مظهر أفضل ( انعدام بقع النيكوتين )
5. تصير رائحتك أفضل للآخرين
6. تتذوق طعامك بطريقة أفضل
7. نقود أكثر ، و فلوس زيادة ، و غيرها





المبحث الحادي عشر / هل فكرت في مجتمع خالٍ من التدخين ؟0
(ولم أرى مثل دائرة المنى توسعها الآمال والعمر ضيق)
ألا يفكر البعض منا بالعيش في مجتمع خال من التدخين؟
وهل هذا التفكير منطقي؟
وما هي أسباب ومبررات ذلك؟
وهل يتقبل الناس ذلك بسهولة؟
وهل نحن أول من فكر في ذلك؟
وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
وما هي الجهات التي نحتاج لمشاركتها في البرنامج؟
وما هو الدور المطلوب من كل منها؟
(.. مدينة بالكامل خالية من التدخين؟ إنه ضرب من ضروب الخيال وهدف صعب المنال..)
ولكن لماذا لا تكون هناك فعلا مدينة خالية من التدخين ؟
إنني أرى أن نكون واقعيين في هذا الأمر، بحيث ألا تكون العاطفة وحدها هي دافعنا …. وألا يكون لليأس مكان في نفوسنا.
( وما هو السبب في دعوة الناس للإقلاع عن التدخين ؟ .. )
1- لأن التدخين محرم شرعا ويزداد إثمه في الأراضي المقدسة. .
2- لأنة ضار جداً بالصحة. .
3- وفيه إيذاء للغير.
4- ولأنه يسبب تلوثاً شديداً للبيئة:
حيث تنطلق آلاف الذرات والغازات السامة من أثر احتراق التبغ فتلوث الهواء وتضر بالصحة، بالإضافة إلى ملايين علب السجائر وبقايا استخدام التبغ التي تلوث البيئة بشكل مباشر.
5- وتتضاعف خطورة التدخين في الأماكن المزدحمة:
حيث تتضاعف كميات بعض الغازات السامة فيها، مثل غاز أول أكسيد الكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من احتراق السجائر وباقي منتجات التبغ، بالإضافة إلى الموجود منها في الطبيعة.
6- أضف إلى ذلك أخطار الحرائق وما ينجم عنها من خسائر بشرية واقتصادية وبيئية.
وعن إمكانية تحقيق مثل هذا الهدف نقول بأن:
[ أي مشروع أو برنامج يتم التخطيط له بدقة ... وتتوفر له الإمكانيات اللازمة.. ويقوم على تنفيذه أناس مخلصون .. سوف يُكتَب له النجاح بإذن الله تعالى ]

المبحث الثاني عشر / كيف نجعل مجتمعنا خال ٍٍٍٍمن التدخين ؟0

( إذا اتفقت إرادة مجموعة من الأفراد في مكان ما .. على مكافحة التدخين .. فكيف تكون البداية ؟ .. وما هي عوامل النجاح .. ؟ وكيف نحافظ على استمراره .. ؟)
• ليعلم الجميع بأنه طـالما بقيت زراعة وصناعة وتجارة التبغ قائمة، فسوف تسـتمر مشكلة تعاطيه، لذلك يجب أن تستمر مكافحته، بوضع سياسة وإستراتيجية ثـابتة وبرامج جـادة، ذات صفة استمرارية، يسهل تطبيقها ثم متابعتها، في وجود عدة اعتبارات منها:
• أنه يفضل تشكيل لجنة عليا لمكافحة التدخين تعمل على وضع السياسات والإستراتيجيات وتشرف على تنفيذ ومتابعة البرامج الموضوعة، وتكون أهدافها وطريقة عملها واضحة وثابتة، حتى يمكن للأجيال القادمة الاندماج فيها والمحافظة على استمرارها والعمل على تطويرها، فقد لوحظ أن تعدد اللجان وكثرة تغيير خططها يفقد الكثير من الجهد والوقت والمال، وهذا غالبا ما يحدث في الدول النامية، وهو سبب رئيس لعدم نجاح برامجها في مكافحة التدخين حتى الآن.
• تحديد شكل ونوع الخدمات الوقائية والعلاجية لكل مجتمع حسب نوعه ( قروي _ بدوي _ مدينة صغيرة _ مدينة كبيرة .. )، مع ملاحظة شكل الهرم الثقافي والتعليمي لكل مجتمع، وتحديد حجم كل شريحة من هذه الشرائح، وحاجة كل واحدة منها، وكيفية تقديم الخدمات العلاجية والوقائية لها.
• والمعروف أن مجتمعاتنا تضم مختلف الفئات الثقافية والعلمية فمنهم من لا يجيد القراءة والكتابة ومنهم أكبر العلماء والمفكرين على المستوى الدولي والعالمي، وسوف تزداد هذه الهوة بشكل كبير بين أفراد المجتمع مع ما يشهده العالم من تقدم علمي وتكنولوجي.
• تحديد أماكن تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية ونوعها لكل الفئات والمجموعات ( إدارات حكومية _ إدارات خاصة _ مدارس _ مصانع _ شركات ...).
• مراعاة أن مكافحة التدخين لا تتعارض مع السياسات المعلنة لأي دولة، فيجب العمل على كسب تأييـد وتشجـيع صانعي القرار لمحاربة التدخين، بتـوضيح حجم مشـكلة التبغ على الفـرد والمجتمع، ومدى ما تتكلفه الأمـة من جراء استخدامه.
• إعداد فريق على مستوى عالي من الأطباء وعلماء الدين والمختصين في علم النفس والاجتماع لتدريب الكوادر العاملة في نشاط مكافحة التدخين حيث يلزم لإنجاح مثل هذه البرامج توفير أعداد كبيرة من الأفراد لتنفيذه ومتابعته وتطويره باستمرار.
• ضمان دعم مـادي ثابت ومستمر، لتنفيذ ومتابعة برامج مكافحة التدخين.
• تحفيـز كافة وسائل الإعلام لكـسب دعمها ومساندتها في ترسيـخ معني المكافحة لدي الجميع.
• ضرورة تـرافق برامج الوقاية والعـلاج جنبا إلى جنب بتوفير الوسـائل المساعدة للتخـلص من التدخين مثل ( عيادات مكافحة التدخين التي تقدم كافة الخدمات العلاجية والوقائية لكافة أفراد المجتمع).
• تشجيع البحث العلمـي في هذا المجال ورصد المناسب له من الحوافـز.
• خلق وتنشيط قنـوات اتصال مع كافـة الجهات والإدارات المحلـية (حكومية _ أهلية)، لكسب دعمـها وتـأييـدها والاستفادة من خبراتها وإمكانياتها لدعم هذا النشاط.
• التخطيط لدمج التوعية الصحية بأضرار التدخين ضمن المناهج المدرسية.
• الارتباط والاتصال المسـتمر بمراكز مكافحة التدخــين في العــالم، والمؤسسات الدولـية المعـنية مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها لكسـب دعمها والاستفادة منها.
• ملاحظة أن نشاط مكافحة التدخين دائما ما تعتريه عقبات وعثرات مختلفة (مادية - بشرية - تنظيمية .. ).
• ويساعد على تجاوز هذه العقبات وضوح مسار العمل وواقعيته وحسن تطبيقه ومتابعته.
• قد نكون في حاجة ماسة إلي سن المـزيد من القـوانين والتشريعات لمكافحة التدخين، ولكن يكفينا الآن حسن تنفيذ ومتــابعة الموجـود منها في معـظم البـلدان العربيـة.






المبحث الثالث عشر / مدى تقبل الناس لقرارات منع التدخين 0

( أعتقد … ناس كثير ستغضب من قرارات منع التدخين … ؟)
لتحقيق نجاح في برنامج لمكافحة التدخين يجب أن نتساءل عن مدى تقبل الناس لقرارات حظر التدخين ؟
وجد أن أكثر الناس يتقبلون قرارات منع التدخين الكلية أو الجزئية في أي مكان لأسباب كثيرة، أبسطها أنهم لا يقبلون لأبنائهم أو ذويهم أن يكونوا من المدخنين.
• ففي دراسة أجريت في المدينة المنورة عام 1994 م علي 1542 شخصا وافق 4و98% من غير المدخنين المشتركين في الدراسة على القضاء على ظاهرة التدخين، وقد وافق أيضا 7 و93% من المدخنين علي ذلك.
• إن أي تشريع يحد من استهلاك التبغ سوف يجد ترحيبا من الناس وخصوصا أن غالبية المواطنين في أي مجتمع هم من غير المدخنين حسب كافة الدراسات والإحصائيات والتقارير العالمية المنشورة.
• وفى إنجلترا أعلن وزير مالية إنجليزي سابق بأن " قرارات رفع الضرائب علي التبغ تلاقي تجاوبا في مجلس العموم البريطاني، وأن وزير المالية يلقى من الثناء على ذلك بقدر ما يلقاه من عتاب في رفع الضرائب الأخرى ".
• يعتبر قرار حظر التدخين عاملا مهما لمساعدة المدخنين على احترام حقوق غير المدخنين في العيش في بيئة خالية من التلوث.
الاستفادة من تجارب الآخرين ومتابعة محلية ودولية لكل جديد

- بمراجعة أنشطة مكافحة التدخين في كثير من أنحاء العالم، والطرق المختلفة لمساعدة المدخنين وإيجاد بديل لهم عن إدمانهم للنيكوتين، وجد أن من أفضل السبل هي عيادات مكافحة التدخين.
- وتتخذ هذه العيادات أساليب مختلفة في مساعدة مستخدمي التبغ منها العلاج بالوخز بالإبر الصينية وبديله ( الملامس الفضي ) كأسلوب فعال وسهل واقتصادي ومأمون.
- كما يجب أن تشارك هذه العيادات بفعالية في كل نشاطات مكافحة التبغ محليا ودوليا.
ويلاحظ أن برامج تعزيز الصحة والتثقيف الصحي والإقلاع عن التدخين هامة وأساسية ويقع فيها معظم المسؤولية على عاتق وزارة الصحة، ولدعم هذه البرامج يجب:
• استمرار الدعم المادي والبشري للبرنامج.
• تحديث مستمر للدراسات واستطلاع الرأي لتقييم مراحل البرنامج.
• مشاركة فعالة للعنصر النسائي في التوعية، من خلال المدارس ودور العلم ومراكز الرعاية الصحية ومراكز الأحياء وغير ذلك مما يمكنها المشاركة فيه.
• توطيد العلاقة مع الجهات ذات العلاقة وكافة أفراد المجتمع لتوسيع دائرة المكافحة.
• إشراك الإعلام بجميع وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية بمندوبين دائمين في اللجنة ليسهل عرض الرسائل الصحية المطلوبة على المواطنين في الأماكن والأوقات المناسبة.
• توطيد العلاقات مع المنظمات العالمية، والجهات ذات الخبرة في هذا المجال.
المبحث الرابع عشر / برامج مكافحة التدخين 0
يجب وضع تصور لبرنامج مكافحة التدخين بالمجتمع يعتمد أساسا على ضرورة مشاركة المجتمع والأجهزة ذات العلاقة فيه، كما يجب إجراء الدراسات المختلفة لتحديد نسب المدخنين ونوعياتهم والظروف المختلفة التي تشجع على البدء في هذه العادة، والعوامل التي تساعدهم على الإقلاع، ليمكننا عند إعادة إجراء مثل هذه الدراسات تحديد مدى التقدم في برامج مكافحة التدخين، وفيما يلي نذكر بعضا من هذه الأمثلة.
1- نشرت دراسة مرجعية أجريت عام 1414هـ في منطقة المدينة المنورة لعدد 625 من مراجعي عيادات مكافحة التدخين خلال عام 1413هـ باسم " العوامل التي تؤثر في الإقبال أو الإقلاع عن التدخين أظهرت نتائجها أن الأصدقاء واللهو كانوا من الأسباب الرئيسية للبدء في ممارسة التدخين، وأن العوامل الشخصية والاجتماعية والنفسية من أهم أسباب الاستمرار في هذه العادة، وأن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية هامة بين الإقلاع عن التدخين وكلاً من التاريخ العائلي للتدخين ومحاولات الإقلاع السابقة وفترة التدخين وعدد الزيارات لعيادات مكافحة التدخين.
2- ونشرت دراسة أخرى ميدانية مقطعية أجريت في عام 1415هـ لعدد 1542 مواطن ومقيم في المدينة المنورة لاستطلاع آراؤهم، بعنوان(البرنامج المقترح لجعل المدينة المنورة خالية من التدخين)

أظهرت نتائج هذه الدراسة بعض الحقائق الهامة منها:
- أن 93% من المشاركين يرون أن التدخين آفة يجب محاربتها.
- وافق 98.4% من غير المدخنين و 93.7% من المدخنين على القضاء على ظاهرة التدخين في المدينة.
- وافق 94% من غير المدخنين و 88% من المدخنين على المساهمة في مكافحة التدخين، وأن 94% من المشاركين يرون ضرورة تشكيل لجنة عليا لمكافحة التدخين.
وعن أهمية مشاركة المجتمع في برامج مكافحة التدخين أظهرت نتائج الدراسة:-
- أن 90% من المشاركين يرون ضرورة مشاركة الصحة والإعلام.
- وأن 77% من المشاركين يرون ضرورة مشاركة المعارف، و71% منهم يرون ضرورة مشاركة الجامعات، و60% منهم يرون ضرورة مشاركة تعليم البنات، و 73% منهم يرون ضرورة مشاركة لجنة أصدقاء المرضى.
- أن 74% من المشاركين يرون ضرورة مشاركة الأندية المختلفة.
- وأن 55 % من المشاركين يوافقون على مشاركة المؤسسات والشركات الخاصة في برنامج مكافحة التدخين.
- وأن 82.8% من المدخنين و 95.8% من غير المدخنين يرون ضرورة إرشاد التجار لعدم بيع الدخان.
3 - و يمكن بعد حصر المحلات في المنطقة، تحديد من يبيعون الدخان ومن لا يبيعونه، وتشجيع من لا يبيعونه على الاستمرار في ذلك، وإرشاد غيرهم ممن يبيعون الدخان لعدم بيعه، وحصرهم مرة أخرى بعد ذلك بعدة سنوات للمقارنة وتحديد مدى الاستجابة والتجاوب مع برنامج مكافحة التدخين في المنطقة.
ففي المدينة المنورة أجريت دراسة على المحلات التجارية التي لا تبيع الدخان في عام 1415هـ، وكان عددهم 462 محلا وبقالة، وعند تكرار هذه الدراسة بعد ثلاثة سنوات وصل عددهم إلى 578 محلا وبقالة.

المبحث الخامس عشر / دور الإعلام في تنفيذ برامج مكافحة التدخين0

استفادت بعض المجتمعات من الإعلام في تنفيذ برامجها:
ا ) ففي مدينة نيويورك الأمريكية وفي شهر أغسطس من عام 1975م، ساهم الإعلام في تنفيذ برنامج (خطوة … خطوة - للإقلاع عن التدخين )، وكان يذيع التليفزيون من ( 30 – 90 ) ثانية في اليوم عن البرنامج، لمدة 5 أيام في الأسبوع، على مدار 4 أسابيع.
ب) وفي فيلادلفيا أعلنت محطة الراديو فيها أنها خالية من التدخين، خلال شهر إبريل عام 1976م، حيث أذاعت المحطة (250) إعلانا وإرشادا عن مكافحة التدخين خلال هذا الشهر، تضمنت تحذيرات عن أخطار التبغ، وإرشادات للتخلص منه، وقامت الجمعيات الصحية بتوزيع نشرات وكتيبات وشرائط كاسيت وفيديو، وقام الأطباء بدورهم الإرشادي طواعية وبدون مقابل، وقامت الجامعات ومراكز الأبحاث بدورهم لتأكيد أضرار التبغ، وبذلك يكون التعاون بين الجامعات وجمعيات حماية الصحة مع التركيز على الإعلام والدعايات التلفزيونية والإذاعية وبرامج الإقلاع عن التدخين مثل برنامج (5 أيام للإقلاع )، وبرنامج ( 20 يوماً للإقلاع)، قد حقق نتائج إيجابية في مكافحة التدخين.
ج) وفي مدينة ملبو رن باستراليا، تبنى التلفزيون فيها برنامج خمسة أيام للإقلاع عن التدخين، وكان يذيع خمسة دقائق منه كل يوم مع نشرة الأخبار، وكان البرنامج ناجحاً ومؤثرا فقد شاهده 27% من المدخنين.
د) أما في سان دييجو بأمريكا، فقد اُختيرت منطقة تضم 15000 مواطن لتطبيق برنامج لمكافحة التدخين، شارك في البرنامج الجامعات، مع جمعيات حماية الصحة، والإذاعة، والتليفزيون، والصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية.
وكان تطبيقه كما يلي:
• وزع على المدخنين في المنطقة ( دليل الإقلاع عن التدخين في20 يوماً ).
• وفي اليوم الأول بعد الاحتفال الافتتاحي، شارك فني الأشعة وطبيب مركز الرعاية الصحية الأولية بالمنطقة، في عمل الصور الإشعاعية للرئتين وقياس كفاءة الرئتين لكل المدخنين وذويهم للاطمئنان عليهم، وإعطائهم العلاج المناسب، واستمر ذلك طوال مدة البرنامج.
• وبعد متابعة لمدة 30 يوماً أقلع 31% من المدخنين.
• ولم يتكلف البرنامج سوى راتب فني الأشعة والطبيب خلال هذه الفترة.
هـ) وفى استراليا تمكنت ولاية فيكتو ريا من جعل التبغ يدفع من أجل الصحة، فقد طبق قانون الولاية الذي وضع عام 1987م وأصبح ساريا حيث يقضي بفرض ضريبة تُقدر بـ 5% من إجمالي مبيعات التبغ في الولاية، تُؤخذ من منابع البيع الرئيسية، وبلغت هذه الضرائب ما يوازي 27 مليون دولار أمريكي في السنة، وقد مكن ذلك الولاية من استخدام هذه الحصيلة في تعزيز البرامج الصحية ورعاية بعض النشاطات التي كانت تتولاها شركات التبغ، مثل بعض المسابقات الرياضية، والاحتفالات الثقافية والأدبية، وأمكن أيضاً تطوير بعض الأبحاث في مجال الصحة وتلوث البيئة، ومختلف جوانب الحياة، وأمكن أيضا ابتعاث بعض المواطنين للدراسة والبحث في مختلف جوانب الحياة.
وتمكنت بذلك ولاية فيكتو ريا من قطع الصلة بين شركات التبغ ورعاية الأحداث الرياضية والثقافية، ومن جعل التبغ يدفع من أجل الصحة.

و ) تجربة عربية رائدة : على الرغم من وجود اختلافات بين مجتمعاتنا والمجتمعات الأخرى، إلا أنه لابد من الاستفادة من تجارب الآخرين حتى نتمكن من تطبيق مثل هذه البرامج في مجتمعاتنا، خصوصا في القرى والمدن الصغيرة, التي تتوفر فيها المستوصفات ومراكز الرعاية الصحية الأولية وبتوفير المقومات المادية اللازمة لإنجاح مثل هذه البرامج فيها، بالإضافة إلى كونها تتحلى بالقيم الروحية السامية التي تدفعها بصدق وأمانة في مساعدة مجتمعاتها للتخلص من هذه العادة المدمرة المحرمة شرعا والتي تغضب الله عز وجل.
ففي المدينة المنورة تلك المدينة التي شهدت بزوغ فجر أول دولة إسلامية في التاريخ، وفيها المسجد النبوي الشريف، ويفد إليها الملايين من المسلمين في كل عام، نجد فيها برنامجا لمكافحة التدخين، حقق الكثير من النجاح في مكافحة التبغ بفضل تضافر جهود الأجهزة المعنية مع الجمعيات الخيرية والجمعيات العلمية مع تعاون إيجابي من المواطنين للوصول إلى مدينة نموذجية خالية من التدخين، وهى أول مدينة عربية تسير خطوات منظمة وجادة في مكافحة التبغ.
ضمان مشاركة فعالة لكل أفراد المجتمع
( وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا )
- في المدينة المنورة أظهرت نتائج إحدى الدراسات فيها عام 1415 الأهمية الكبرى لمشاركة كافة الأجهزة ذات العلاقة والأفراد والشركات في برنامج مكافحة التدخين.
- بناءً على ذلك تكونت لجنة عليا لمكافحة التدخين في مطلع عام 1416 هـ , وتشكلت منها عدة وحدات فرعية للتخطيط والمتابعة والإعلام والشئون المالية.
- أُقيم حفل لتكريم أصحاب البقالات التي لا تبيع الدخان وحضره عدد كبير من المسئولين والأعيان والأهالي.
- بالتعاون مع بعض شركات الدعاية تم الاتفاق على وضع عده ملصقات في أماكن الدعاية في بعض شوارع المدينة المنورة منها " أخي الكريم أنت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نناشدكم عدم التدخين ".
- قامت بعض الفنادق والمؤسسات بوضع لافتات إرشادية وأخرى تحذيرية في المنطقة المحيطة بالحرم، وتم تثبيتها بحيث تكون مضيئة وثابتة لتتحمل تغيرات الطقس طوال العام، وساهمت البلديات، بوضع ملصقات في لوحاتها المضيئة المتوفرة بالمدينة.
- أقامت إدارة التعليم معرضاً دائماً لأضرار التدخين في الوحدة الصحية المدرسية، وأجريت عدة مسابقات لطلاب المدارس عن التدخين ووزعت فيها جوائز للفائزين

المبحث السادس عشر/ لماذا لايؤيد بعض الناس قرارمنع التدخين ؟0

(.. إذا كان ضرر التدخين واضح للجميع .. باعتبار كافة المنظمات الصحية العالمية.. فلماذا نجد البعض ولو أنهم قليلون جدا ..يؤيدون التدخين..؟)
ينقسم مؤيدو التدخين إلى عدة فئات منها:
• أصحاب المصالح مثل المزارعين وصناع وتجار التبغ.
• مجموعة تجد أن التدخين يحقق لذة وخلاصا لبعض الناس من مشاكلهم، متناسين أضراره وأنه محرم شرعا.
• قليل من العلماء والأطباء يقولون بأنه يحسن مزاج المدخنين وينشط تفكيرهم ويحدث عندهم شعور بالغبطة والارتياح، ويعتبرون بأن جسم الإنسان قادر على التخلص من سموم التدخين، وخصوصا الرئة والكلية والكبد وأعضاء الجسم الأخرى التي تتضافر لجعل سموم التدخين أقل سمية بتحللها.
وتعتبر هذه الحجج ضعيفة علميا، ولم يستطع مؤيدوها إثباتها بشكل أكيد، مقارنة بملايين الدراسات والأبحاث في جميع أنحاء العالم التي تثبت ضرر التدخين.
فلا شك بأن التدخين يسبب الإدمان الذي يجعل متعاطيه في حالة ترقب ونشوة وغبطة وارتياح وهذا مفعول جميع المواد المسببة للإدمان، ولو لم تقم أجهزة الجسم المختلفة بتحليل سموم التدخين لقضى على المدخن مع تدخينه أول سيجارة، حيث تكفي كمية النيكوتين الموجودة في السيجارة الواحدة لقتل الإنسان إذا أعطيت له بالزرق في الوريد، ويعني ذلك أن هذه الفئة لم تأتي بالجديد وما يوجب الاعتبار.
( وهل نحن أول من فكر في جعل مدينته خالية من التدخين ؟)
(وكيف يمكننا الاستفادة من تجارب الآخرين ؟)
(وكم من الوقت يكفي لذلك ؟)
لا شك أن حب الناس لمجتمعهم هو أحد الدوافع لتحقيق مثل هذا الهدف، بالإضافة إلى كون التدخين محرم شرعا ومهلك للصحة وملوث للبيئة وسبب لكثير من الحرائق ومضر بالاقتصاد العام وغير مقبول اجتماعيا.

ولقد سبقتنا في ذلك مدن كثيرة في العالم مثل مدينة ( بيزانسون ) الفرنسية وولاية (فيكتو ريا) الأسترالية وغيرهما, فمنهم من حقق هدفه ومنهم من لا يزال يسير على هذا الدرب.
ويمكن بحسن النوايا وبالدقة في التدبير وبالصدق في التنفيذ وبالاستفادة من تجارب الآخرين وبالثقة في أنفسنا معتمدين على الله عز وجل نكون قادرين على تحقيق الهدف.
وليس من السهل تحديد فترة زمنية محددة للوصول إلى ما نصبو إليه لأن ذلك يعتمد على دقة التخطيط وحسن التنفيذ ومدى مشاركة المجتمع والجهات ذات العلاقة ومدى توفر الإمكانيات المادية والبشرية على حد سواء.

الخاتمة
أخي المسلم / هذا ما نشره الغرب في محاربة التدخين ألا ترى معي أننا كمسلمين أولى بان نبتعد عن التدخين إذ التدخين من الخبائث كما ورد في القرآن الكريم فإن كنت لا ترى انه من الخبائث فما هو شعورك عندما ترى أخاك الصغير يدخن إلا تعاقبه إلا تؤنبه .
التدخين حرام بكل أنواعه لأنه إسراف والإسلام نهانا عن الإسراف في الأكل والشرب فما بالك بما هو ليس طعاماً ولا شراباً وإنما أنفاس دنسه ينفر منها حتى المدخن نفسه إذا وجدها من غيره .
راجع نفسك واخلص النية وحاول أن تترك هذه العادة المميتة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وفي نهاية مطاف هذا البحث المتواضع أقول : هذا ما منذ الله به عليّ ، ثم ّ ما وسعه الجهد ، وسمح به الوقت ، وتوصل إليه الفهم المتواضع ، فإن أصبت فمن الله ، وإن ّ أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله ،
وحسبي انني قد حاولت التسديد ، وبذلت الجهد ما استطعت إلى ذلك سبيلا ؛ غير أنني موقنة
بأن مالا يدرك كله لا يترك جلّه ،،،،،،،،،
كما لايفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالشكر والتقدير لكل من دلّني على معلومة سواء في كتاب او مجلة أو منتدى أو موقع أو محاضرة أو رسالة ؛؛؛فأنا مدين لهم بهذا المعروف إذ هم بهذا
فتحوا لي نافذة للقرآة والبحث والاطلاع ، فلهم منيّ جزيل الشكر ، ولهم من الله إن شاء الله عظيم الأجر ، والله يجزي بالإحسان إحسانا ،،،،،،
أسال الله العظيم بمنه وفضله أن يجعل هذا العمل خالصا ص لوجهه الكريم ، وأن ينفعني بذلك ، وأن ينفع به ، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

6 التعليقات: