بحث التدخين كامل للمراجع


الـمـــقــــدمــــة
الحمد لله الذى لا إله إلا هو. أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وشرع لنا من الدين ما يقينا من كل ما يلحق الضرر بنفوسنا وعقولنا وفتح باب التوبة للذين أسرفوا على أنفسهم ليستقيم سلوكهم ويستردوا دورهم المفقود فى المجتمع.
إن ظاهرة الإدمان للمخدرات جانحة تعم العالم وتنتشر بين الشباب وبين جميع الفئات، الأمر المحزن أن بعض المسلمين يقعوا أسراء لإدمان المخدرات رغم أن الشريعة تحث على حماية الضروريات الخمس التى يقوم عليها بناء المجتمع ( حماية النفس والعقل والدين والمال والعرض)
والعقل من أهم وأعظم النعم التى أفاض الله بها على بنى البشر، وأعتبر العبث بهذه النعمة وإفسادها من الجرائم الكبرى والمخدرات من أهم العوامل التى تفسد العقل وتذهب به وتؤدى إلى فقدان التوازن البدنى والنفسى.
وللمخدرات أضرار على صحة الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية وكذلك أضرار اقتصادية تؤثر على دخل الأسرة وكذا الدخل القومى وأضرار اجتماعية فإنها تؤدى إلى تفكك الأسر وانحراف الأبناء مما ينعكس على المجتمع بأسره.
إن من أسباب الإقبال على المخدرات ضعف الوازع الدينى فى النفوس ، وجود المال بكثرة فى أيدى بعض الفئات الجاهلة وكذا الأصدقاء والأقران والإعلام وضعف القانون .


مكونات الدخان والسجائر 0
الدخان هو مجموعة من المواد السامة وهي:
1 - غاز أول أكسيد الفحم.
2-عنصر الرصاص الثقيل السام.
3- مادة البنزوبيرين التي لا خلاف بين الأطباء حول تأثيرها الفعال في ظهور السرطان.
4- النيكوتين وهي مادة سامة جداً لدرجة أن 50 مليغراماً منها تقتل إنساناً إذا حُقن بها دفعةً واحدة في الشريان.
5- عنصر البلونيوم الذي يتركز في رئة المدخِّن ويفتك بها.
6- القطران: وهي المادة التي تؤدي إلى اصفرار الأسنان.
7- الزرنيج الذي يُستعمل في إبادة الحشرات.
8- كحول ومواد مُطيبة تضيفها المصانع من أجل الاحتفاظ بالرطوبة في التبغ. [أنظر التدخين بين المؤيدين والمعارضين للدكتور العرموش ص14 وكتاب الأشربة وأحكامها ص393]
فدخان السيجارة يحتوى على الآلاف من المركبات الكيميائية , وعندما يجذب المدخن أنفاس السيجارة فإن هذه المركبات تصل إلى الجهاز التنفسي ويؤثر البعض منها على سلامة وكفاءة هذا الجهاز, كما يتمص بعض هذه المركبات البسيطة بواسطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة لتصل إلى الدم الذى ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ والقلب والشرايين, حيث تسبب هذه المواد تغيرات في وظائف الأعضاء وبعد ممارسة التدخين لمدة طويلة تسبب المواد الضارة الموجودة في الدخان حدوث إصابات في الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأعضاء اخرى.
ويمكن تقسيم المواد التي يحتويها دخان السيجارة أو السيجار أو الغليون أو الشيشة إلى الأقسام التالية:
مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي:
يحتوي الدخان على مواد تمتص بوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة إلى الدم الذي يحملها إلى المخ, وتعتبر مادة النيكوتين التي تنتقل عن طريق الدم إلى خلايا المخ المادة التي تؤدي إلى استمتاع المدخن بالتدخين والتي تجعله يرغب في ممارسة التدخين والإدمان عليه. وتدل الدراسات على أن النيكوتين يمتص بسهولة من خلال الأغشية المبطنة للفم وبوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة, ويقل إمتصاص النيكوتين بوساطة أغشية المعدة والأمعاء , ويصل النيكوتين من الرئة إلى المخ بعد7.5 ثانية من جذب أنفاس السيجارة, وهذا يفسر سرعة تأثير النيكوتين على المخ حيث يؤثر على بعض مراكزه ويسبب الإستمتاع وزيادة التركيز الفكرى والتغلب على التوتر والقلق والتعب, كما يساعد على إرتخاء العضلات . وينخفض معدل النيكوتين في الدم إلى النص بعد حوالى 20 دقيقة من إطفاء السيجارة وهذا يفسر رغبة المدخن في إشعال سيجارة أخرى بعد مدة قصيرة من إطفاء السيجارة السابقة.
ولقد دلت الأبحاث على أن النيكوتين يساعد على إفراز مورفينات المخ أو الإندورفينات كما يساعد على إفراز مواد أخرى مثل النور أدرينالين والدوبامين , ويسبب إفراز هذه المواد تنشيط مراكز النشوة بالمخ وهذا يؤدى إلى استمتاع المدخن بالنيكوتين , كما يعد إفراز هذه المواد سبباً أساسياً من أسباب ظهور أعراض الحرمان بعد الإقلاع عن التدخين , حيث إنة عندما يقلع المدخن عن التدخين ينعدم وصول النيكوتين الى المخ وهذا يقلل من إفراز الإندورفينات والمواد الأخرى التي كانت تعطي المتعة للمدخن, ولهذا يشتهي المدخن السيجارة بعد الإقلاع وتظهر عليه بعض الأعراض التي قد لايحتملها, ويحاول التغلب عليها بممارسة التدخين مرة أخرى.
يحتوي دخان السيجارة على 15 مادة على الأقل تسبب حدوث السرطان في الفم والرئة والمرىء وأعضاء أخرى, وتشتمل هذه المواد مركبات النيتروزامين والأمينات العطرية والبنزوبيريدين , بالإضافة إلى العناصر المشعة مثل بولونيم-210.
أسباب التدخين 0
بعض الأسباب المؤدية للتدخين :
1. تظن أنها تساعدك على الإسترخاء
2. تظن أن تناول السيجارة يشعرك بأنك في حالة أفضل
3. أنك تحب رائحتها
4. تظن أنها تعطيك الثقة و بخاصة وسط صحبة من الأشخاص
5. تعتقد بأنها تساعدك على التركيز و تمنحك الطاقة للعمل أو الدراسة مثلاً
6. تشعل السيجارة بشكل تلقائي
7. أنت مدمن و تشعر بالسأم إذا لم تتعاطى سيجارة
المبحث الرابع / الدوافع التي تجعل الشباب والمراهقين يقون في التدخين 0
هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
      تساهل الوالدين
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلا على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة وإلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على تدخين.
      الرغبة في المغامرة
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فانهم يجربون أمورا مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة. فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.
حكم التدخين في الشرع 0
تناول علماء المسلمين البحث في الحكم الشرعي للتدخين من حيث بيعه وشرائه وشربه وغير ذلك ،،، واختلفت طرائق بحثهم فيه فمن مقل ومستكثر ،،،
فكان من ضمن البحوث التي اطلعت عليها وأجبني طرحها واستيفاء حكمه الشرعي من جميع الجوانب ما كتبه الداعية الإسلامي الدكتور : يوسف القرضاوي
فإليك ما كتبه وفقه الله وسدد خطاه فقال في رسالته " أحكام التدخين في ضوء النصوص والقواعد الشرعية "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه ( وبعد )، ظهر هذا النبات المعروف الذي يطلق عليه اسم " الدخان " أو ( التبغ ) أو (التمباك) أو ( التتن) ، في آخر القرن العاشر الهجري، وبدأ استعماله يشيع بين الناس، مما أوجب على علماء ذالك العصر أن يتكلموا في بيان حكمه الشرعي.
ونظراً لحداثته وعدم وجود حكم سابق فيه للفقهاء المجتهدين، ولا من بعدهم من أهل التخريج والترجيح في المذاهب، وعدم تصورهم لحقيقته ونتائجه تصوراً كاملاً، مبنياً على دراسة علمية صحيحة ، اختلفوا فيه اختلافاً بيناً.


التوصيات
( إذا اتفقت إرادة مجموعة من الأفراد في مكان ما .. على مكافحة التدخين .. فكيف تكون البداية ؟ .. وما هي عوامل النجاح .. ؟ وكيف نحافظ على استمراره .. ؟)
• ليعلم الجميع بأنه طـالما بقيت زراعة وصناعة وتجارة التبغ قائمة، فسوف تسـتمر مشكلة تعاطيه، لذلك يجب أن تستمر مكافحته، بوضع سياسة وإستراتيجية ثـابتة وبرامج جـادة، ذات صفة استمرارية، يسهل تطبيقها ثم متابعتها، في وجود عدة اعتبارات منها:
• أنه يفضل تشكيل لجنة عليا لمكافحة التدخين تعمل على وضع السياسات والإستراتيجيات وتشرف على تنفيذ ومتابعة البرامج الموضوعة، وتكون أهدافها وطريقة عملها واضحة وثابتة، حتى يمكن للأجيال القادمة الاندماج فيها والمحافظة على استمرارها والعمل على تطويرها، فقد لوحظ أن تعدد اللجان وكثرة تغيير خططها يفقد الكثير من الجهد والوقت والمال، وهذا غالبا ما يحدث في الدول النامية، وهو سبب رئيس لعدم نجاح برامجها في مكافحة التدخين حتى الآن.
• تحديد شكل ونوع الخدمات الوقائية والعلاجية لكل مجتمع حسب نوعه ( قروي _ بدوي _ مدينة صغيرة _ مدينة كبيرة .. )، مع ملاحظة شكل الهرم الثقافي والتعليمي لكل مجتمع، وتحديد حجم كل شريحة من هذه الشرائح، وحاجة كل واحدة منها، وكيفية تقديم الخدمات العلاجية والوقائية لها.
• والمعروف أن مجتمعاتنا تضم مختلف الفئات الثقافية والعلمية فمنهم من لا يجيد القراءة والكتابة ومنهم أكبر العلماء والمفكرين على المستوى الدولي والعالمي، وسوف تزداد هذه الهوة بشكل كبير بين أفراد المجتمع مع ما يشهده العالم من تقدم علمي وتكنولوجي.



المرجع
2) أنت والعلوم – كتاب مدرسى – الصف السادس فى التعليم الأساسى.
3) محمد حسنين هيكل – الفاروق عمر- الجزء الأول- الطبعة الثامنة- دار المعارف- القاهرة.
4) المخدرات (أوهام- أخطار- حقائق) – المجلس القومى لمكافحة وعلاج الإدمان – الطبعة الخامسة – 2001م .
5) ماهر أبو المعاطى على- الخدمة الاجتماعية فى مجال الدفاع الاجتماعى- 2000م .
6) مصطفى سويف- المخدرات والمجتمع (نظرة تكاملية) – عالم المعرفة- 1996م .
7) محمد محمود الهوارى – المخدرات من القلق إلى الاستعباد – كتاب الأمة- 1987م.

شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق