بحث كامل عن احكام الوقف بالمراجع

 




أحكــــام الـوقـــف والابتـــــداء
عند القراء السبعة










إعداد
محيى الدين محمد عطية


أحكــــام الـوقـــف والابتـــــداء عند القراء السبعة
الوقف والابتداء باب عظيم القدر اهتم به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، فكانوا يتناقلون مسائله مشافهة، ويتعلمونه كما يتعلمون أحكام تجويد القرآن الكريم، لأنه لا يتأتى معرفة معاني القرآن معرفة تامة وصحيحة واستنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة أنواع الوقوف.
ومما يدل على أهمية الوقف والابتداء ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما سمع رجلاً يخطب يقول " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما ثم وقف فقال له الهادي البشير صلى الله عليه وسلم معلما ومرشداً: " بئس خطيب القوم أنت، قل: " من يطع الله ورسوله فقد رشد ثم قف ثم أبدأ وقل: ومن يعصهما فقد غوى.
فهذا الخبر يدل دلالة واضحة على أهمية الوقف والابتداء لصحة المعنى إذ لا يجمع بين من أطاع ومن عصى في حكم واحد، وإذا كان عدم معرفة الوقف والابتداء مستقبحاً في سائر الكلام فهو في كلام الله تعالى أشد قبحاً وتجنبه أولى.
وقد قال الإمام الهذلى في كتابه الكامل: الوقف حلية التلاوة وزينة القارئ وبلاغ التالي وفهم المستمع وفخر العالم وبه يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين والنقيضين المتنافيين والحكمين المتغايرين.
وقد ثبت أن سيدنا عليا رضي الله عنه سئل عن معنى قوله تعالى { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } فقال " الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقف " وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت " أن النبي كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية فيقول { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ثم يقف ثم يقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ثم يقف ثقم يقول { الرَحْمَنِ الرَّحِيم } ثم يقف وهكذا إلى نهاية السورة "1".
فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه، ولذلك اشترط كثير من الأئمة على المجيز ألا يجيز أحد إلا بعد معرفته الوقف والابتداء.
تعريـف الوقـف والابتــداء
الوقف معناه في اللغة الكف عن القول والفعل أي تركهما.
وفي الاصطلاح هو قطع الصوت على آخر الكلمة القرآنية اسما أو فعلا أو حرفا زمناً يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة، إما بما يلي الحرف الموقوف عليه أو بما قبله، لا بنية الإعراض.
ويأتي الوقف في رءوس الآي أو أوساطها، ولا يأتي في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسما، فلا يوقف على " أين " في قوله تعالى { أَيْنَمَا تَكُونُوا } لاتصاله رسما وينبغي معه البسملة في فواتح السور لمن مذهبه البسملة ولا يجوز التعوذ بعد الوقف وإن طال زمنه إن لم يكن هناك أمر أجنى شغل القارئ عن القراءة.
حكـم الوقـف شـرعاً
لا يوجد في القرآن الكريم وقف واجب يأثم القارئ بتركه ولا وقف حرام يأثم القارئ بفعله، وإنما يرجع الوجوب أو التحريم إلى قصد القارئ فقط وكل ما ثبت شرعاً هو سنية الوقف على رءوس الآي وكراهة تركه عليها وجواز الوقف على ما عداها إذا لم يوهم خلاف المراد من المعنى.
ولكن هل هناك فرق بين الوقف والسكت والقطع؟
للإجابة على ذلك لا بد من تعريف السكت والقطع وأقول:
السكــت:
لغة معناه المنع يقال: سكت الرجل من الكلام أي أمتنع منه.
وفي الاصطلاح قطع الصوت عن الكلمة القرآنية زمناً يسيراً دون زمن الوقف عادة من غير تنفس مع نية استئناف القراءة في الحال واستمرارها ويكون في وسط الكلمة وفي آخرها ومقدراه حركتان والسكت تحكمه المشافهة والتلقي عن القراء وهو مقيد بالسماع ولا يجوز السكت إلا على ساكن.
مواضع السكت في القرآن للقراء السبعة:
أولاً: ما يسكت عليه ابن ذكوان وحفص وحمزة
1- السكت على " أل " في كلمة الأرض من قوله تعالى {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} (الذاريات:20)
2- السكت على " شيء " كيف جاء في القرآن مرفوعاً أو منصوبا أو مجرورا نحو قوله تعالى    {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (صّ: الآية5)، {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً } (يونس:الآية44)، {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} (الرعد: الآية8).
3- السكت على الساكن الصحيح المفصول غير أل وغير شيء كما في "قَد" من قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (المؤمنون:1).
4- السكت على الساكن الصحيح الموصول نحو قوله تعالى:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }(الإسراء: الآية9)
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} (النور: الآية39)
{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (الإسراء: الآية34)
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} (لأنفال: الآية24)
{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (النمل: الآية25)

ثانياً: ما يسكت عليه حمزة وحده بخلف عنه
1- السكت على المد المنفصل نحو قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} (البقرة: الآية4).
2- السكت على المد المتصل نحو قوله تعالى {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} (التوبة: الآية10).
ووجه السكت على الساكن قبل الهمز لجميع أحواله هو التمكن من النطق بالهمز لصعوبة النطق به.
ثالثاً: ما يسكت عليه حفص وحـده بخلف عنه
يسكت حفص على أربع كلمات مخصوصة هي:-
1- ألف " عوجا " من قوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً} (الكهف: الآية2،1).
والوقف على ألف عوجاً لا يمنع الوقف على عوجا لأنه رأس آية وإنما السكت يكون حال الوصل.
2- ألف " مرقدنا " من قوله تعالى {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} (يّـس:52).
3- نون من " راق " من قوله تعالى {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} (المدثر:27).
ويلزم من ذلك إظهار النون الساكنة لأن السكت يمنع الإدغام.
4- لام " بل ران " من قوله تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (المطففين: الآية14).
ويلزم من ذلك السكت أيضا إظهار اللام عند الراء، ووجه السكت على الكلمات الأربع أن السكت يوضح معانيها أكثر من وصلها لأن وصلها قد يوهم معنى غير المراد ووجه عدم السكت على كل ذلك لكونه الأصل.
وعلامة السكت في المصحف وضع سين فوق الكلمة.
أمـا القطــع:
لغة معناه الإزالة تقول قطعت الشجرة أي أزلتها.
وفي الاصطلاح عبارة عن قطع القراءة رأسا والانتقال منها إلى غيرها فهو كالانتهاء، كالذي يقطع القراءة على حزب أو ورد أو عشر ونحو ذلك مما يؤذن بانقطاع القراءة، فالقارئ به كالمعرض عن القراءة والمتنقل منها إلى حالة أخرى سوى القراءة، وينبغي أن لا يكون إلا على رأس آية، لأن رءوس الآي في نفسها مقاطع ولذلك على القارئ ألا ينصرف عن القراءة حتى يتم الآية.
ولقد نقل الإمام ابن الجزري عن التابعي الكبير عبد الله بن أبى الهزيل قال " إذا قرأ أحدكم الآية فلا يقطعها حتى يتمها " (1).
ولهذا منع القارئ من الوقف على كلمة في وسط الآية ويقطع قراءته عليها سواء كان ذلك في صلاة أو في خارجها.
وينبغي للقارئ حين العودة إلى القراءة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عملا بقوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النحل:98) لأنه في هذه الحالة يكون مبتدئا.
تعريف الابتداء
الابتداء هو استئناف القراءة بعد الوقف أو بعد السكوت في أثناء القراءة أو بعد قطع أنهى به القارئ قراءته.
والابتداء اختياري ليس معه ما يلزم بابتداء معين فالقارئ يبدأ قراءته مختاراً بكلام مستقل المعنى يتحقق فيه المقصود من التلاوة فيستحب للقارئ إذا ابتدأ أو استأنف قراءته أن يبتدئ بما يفهم معناه وأن لا يكون الابتداء مغيراً للمعنى كما في الأمثلة الآتية التي لا يصح أن يبتدئ القارئ بها {إِنِّي كَفَرْت}، {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}، {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَة}، {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَة}، {اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً}، {وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ}، {إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى}، {لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا}، {كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}، {وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ}، {وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً}.
ويجب على القارئ أن يلاحظ المعنى حال قرائته وأن يفهم ما يقرأه، فإذا انقطع نفسه اضطرارياً فيجب أن يختار وقفا معقولا، كما يستحب له الابتداء بالرجوع إلى ما قبل انقطاع النفس حتى يصل الكلام بعضه ببعض وحتى لا يوهم خلاف المعنى المقصود.
قال ابن الجزري في النشر كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده (2).

الفواصـل ورؤوس الآي
تميز القرآن الكريم بمنهج فريد في فواصله ورؤوس آياته، ونعنى بالفاصلة الكلام المنفصل عما بعده، وقد يكون رأس آية وقد لا يكون، وسميت بذلك لأن الكلام ينفصل عندها
ونعنى برأس الآية: نهايتها التي توضع بعدها علامة الفصل بين آية وآية ولهذا قالوا " كل رأس آية فاصلة وليس كل فاصلة رأس آية فالفاصلة تعم النوعين وتجمع الضربين ""3" لأن رأس كل آية يفصل بينهما وبين ما بعدهما.
والفواصل في القرآن الكريم أنواع:
النوع الأول: الفواصل المتماثلة:
وهي السور التي جاءت فواصلها كلها على حرف واحد.
كقوله تعالى بسور الطور {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} (الطور:4:1)   وقوله تعالى {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} (الفجر:4:1).   وقوله تعالى {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (التكوير:18:15)
النوع الثاني: الفواصل المتقاربة في الحروف:
كقوله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة: 4،3) للتقارب بين الميم والنون في المقطع وقوله {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ *بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} (قّ:2،1) بتقارب مقطعي الدال والباء.
النوع الثالث: الفواصل المتوازية:
وهو أن تتفق الكلمتان في الوزن وحروف السجع"1" كقوله تعالى {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} (الغاشية:14،13).
النوع الرابع: الفواصل لمتوازنة:
وهو أن يراعى في مقاطع الكلام الوزن فقط كقوله تعالى {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} (الغاشية:16،15).
الطرق التي تعرف بها الفواصل:
لمعرفة الفواصل طريقتين أحدهما توقيفي والآخر قياسي، أما التوقيفي فما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عليه دائماً ولم يصله تحققنا أنه فاصلة وما وصله صلى الله عليه وسلم ولم يقف عليه تحققنا انه ليس بفاصلة وما وقف عليه صلى الله عليه وسلم مرة أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريف الفاصلة أو لتعريف الوقف التام أو للاستراحة، والوصل أن يكون غير فاصلة أو فاصلة وصلها لتقدم تعريفها فلما اطمأن صلى الله عليه وسلم معرفتهم إياها وصلها وهذه المواضع هي التي كانت محل اختلاف أنظار الصحابة ومواطن اجتهادية.
وأما القياسي فهو ما يقتضي اعتبارها فاصلة كمساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولا و قصراً بأن تكون الآية في طولها أو قصرها مناسبة للسور التي فيها ولذلك لم يعد العلماء آيات {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ }، {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ }، {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } فواصل لعدم مساواة هذه الكلمات للسور التي هي فيها وعدَّوا {ثُمَّ نَظَرَ } في سورة المدثر لمساواتها لسورتها قصراً، وكمشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخير منها وفيما قبله أي أن كل آية جاءت في القرآن فإنها تعتبر فاصلتها بآخر حرف فيها بحيث تكون مشاكلة لما قبلها وما بعدها في ذلك الحرف الأخير أو ما قبله مع اعتبار المساواة في الزنة أيضاً، ومن الطرق التي تعرف بها الفواصل أيضاً انقطاع الكلام عندها وكذلك الاتفاق على عد نظائرها. وقد تصدى كثير من العلماء لبيان فواصل جميع السور فجاءت فواصل بعض السور على حرف واحد وهو حرف الألف كسورة الكهف , الفتح، الإنسان , الأعلى، الشمس , الليل , أو الراء كسورة القمر , القدر , الكوثر , أو النون كالمنافقين أو اللام كالفيل أو السين كالناس وقد جاءت فواصل بعض السور على حرف وجاءت في هذه السور فواصل على غير هذا الحرف كسورة الإسراء والفرقان والأحزاب فإن فواصلها كلها وإن جاءت على الألف إلا أن جاءت فيها فاصلة على غير الألف وهي الراء في الإسراء في قوله تعالى { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} واللام في الفرقان في قوله تعالى { ضَلُّوا السَّبِيلَ} واللام في الأحزاب في قوله تعالى { وهو يَهْدِي السَّبِيلَ}.
ومعرفة الفواصل على هذا النحو تعيين على معرفة الفواصل بالمعنى المشهور، فإن من عَرِفَ الأحرف التي جاءت في فواصل سورة ثم رأى فيها كلمة تحتمل أن تكون فاصلة غير أنه لم يعرف أمرها فإنه ينظر في أخرها فإن لم يجد فيها حرفاً من تلك الأحرف حكم بأنها ليست بفاصلة، وان وجد فيه حرفاً منها قوى عنده الظن بكونها من الفواصل لاسيما إن كان هناك ما يرجح ذلك من الإمارات.
وظيفة الفواصل اللفظية (1)
أولاً: أنها تحسين للكلام وراحة للنفس عند التلاوة حيث يحسن السكوت عليها.
ثانياً: تؤذن بانتهاء الآية وتميز بينها وبين التي تليها.
ثالثاً: تساعد الفاصلة على تلاوة القرآن مرتلاً مجوداً بأنغام آسرة ذات إيقاع جميل.
وقد تواترت الأخبار التي تدل على ما للفواصل من دور في خدمة المعاني القرآنية تأكيداً وتقريراً وتوضيحاً ورمزاً ومؤدى تلك الأخبار واحد هو أن الفاصلة واقعة موقعها من الكلام بحيث لا يسد غيره مسدها ولشدة تمكنها فإن الكلام الذي يتقدمها يستدعيها فنجد السامع يتوقعها ويكاد يحدد نوعها متى أدرك معنى سابقهاً والتأمل في فواصل القرآن أكبر شاهد على ذلك.
 أقســام الوقـف والابتــداء
أقســام الوقــف
ينقسم الوقف إلى أربعة أقسام هي:
الأول: الوقف الاضطراري
وهو الذي يعرض للقارئ أثناء قراءته فيضطره إلى قطع القراءة بسبب ضيق نفس أو عطاس أو سعال وما أشبه ذلك من الأعذار التي تعرض للإنسان أثناء قرائته، فسببه الضرورة والاضطرار فيقف على ما لا يصح الوقف عليه حيث يقف على أي كلمة شاء متى دعته الضرورة إلى ذلك وحينئذ يجب عليه أن يعود إلى الكلمة التي وقف عليها عند الابتداء إن صح الابتداء وإلا فالابتداء بما قبلها ويصلها بما بعدها حتى يتم المعنى.
ثانياً: الوقف الانتظاري
وهو الوقف على الكلمة لبيان ما بها من أوجه القراءات أو لبيان المقطوع والموصول من الكلمات القرآنية أو ليعطف عليها غيرها.
مثال ذلك قوله تعالى { وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وبِاللَيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ } فللقارئ أن يقف على كلمة "مصبحين" وهى رأس آية ثم يقف عل كلمة وبالليل ليعطفها على ما قبلها، وبذلك يكون المعنى قد تم واكتمل وتم الترابط اللفظي بين كلمتي مصبحين وبالليل وحكمه الجواز.
ثالثاً: الوقف الاختباري
وهو الوقف على كلمة ليست محلا للوقف، وذلك لحاجة كسؤال ممتحن كأن يأمر الشيخ تلميذه بالوقف على كلمة ليست محلا للوقف ليختبره في معرفة حكمها هل هي مقطوعة أو موصولة وهل حرف العلة ثابت أو محذوف وما أشبه ذلك، أو لتعليم قارئ كيف يقف إذا اضطر لذلك أو لبيان حكم من أحكام التجويد إظهار أو إدغام أو مقطوع أو موصول أو محذوف أو نحو لك.
وحكمه الجواز بشرط أن يعود القارئ إلى الكلمة التي وقف عليها أو التي قبلها فيبتدئ منها حيث كان المعنى مناسبا ويصلها بما بعدها حتى يتم المعنى.
رابعاً: الوقف الاختياري
هو الوقف على الكلمة باختيار القارئ دون حدوث ضرورة ملجئة للوقف أو عذر، فيوقف عنده لذاته من غير وجود سبب من الأسباب المتقدمة، أي أنه لا يتوقف على سبب، وسمى اختيارياً لحصوله بمحض اختيار القارئ وحكمه أنه قد يعود القارئ إلى الابتداء بما وقف عليه أو يبدئ بما بعد الكلمة الموقوف عليها متى كان ذلك أيضاً مناسباً.

أقسام الوقف الاختياري
الوقف الاختياري أربعة أقسام: تام، وكاف، وحسن، وقبيح وهذه الأقسام الأربعة استنبطت تبعا لثلاثة عوامل هي:
1- الروابط اللفظية.
2- المعنى الخاص بكل عبارة.
3- السياق العام أو الموضوع.
القسم الأول: الوقف التام وينقسم إلى:
1-الوقف اللازم التام
هو الوقف على كلام تام لفظا ومعنى ولكنه لو وصل بما بعده لأوهم وصله معنى غير المعنى المراد، وعلامته في المصحف ميم صغيرة مستطيلة توضع على آخر الكلمة التي يلزم الوقف عندها هكذا (م)
ومن أمثلة هذا النوع التام اللازم
- الوقف على كلمة قولهم من قوله تعالى بسورة يونس { وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ } فالوقف على كلمة قولهم وقف لازم ويبدأ بعدها بقوله تعالى { إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً } لأنه لو وصل كلمة قولهم بجمله { إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً } لتوهم أن جملة {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} من مقول الكافرين، وليس كذلك بل جملة {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} رد على الكافرين، إذ التقدير يا محمد فلا يحزنك ما يقولونه عنك وعن دينك فمقول القول محذوف ولو وصل الكلام بما بعده لتوهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحزن إذا قالوا {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} من أجل هذا وضعت الميم الصغيرة على كلمة قولهم للدلالة على لزوم الوقف عند أخر هذه الكلمة.
- الوقف على قوله { أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } والابتداء بقوله { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ } لأنه لو وصل لصار الذين يحملون العرش صفة لأصحاب الناس وليس كذلك.
- والوقف على قوله { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } والابتداء بقوله { يَوْمَ يَدْعُ الدَّاع } لأنه لو وصل صار يوم يدعوا ظرفا للتولي عنهم وليس كذلك.
- الوقف على قوله { شَدِيدُ الْعِقَابِ } والابتداء بقوله { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ } لأنه لو وصل فهم أن شدة العقاب للفقراء وليس كذلك.
- الوقف على قوله تعالى {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ } والابتداء بقوله "سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا " لأنه لو وصل لأوهم أن ما بعده من مقولهم وهو إخبار من الله عن الكفار.
- الوقف على قوله تعالى { واللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } والابتداء بقوله { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا } لئلا يوهم أن الذين آمنوا صفة لما قبله، وهكذا.

2-الــوقـف التــام
وهو الوقف على كلام تام لم يتعلق ما بعده به لا لفظا ولا معنى ولو فصل بما بعده فإنه لا يغير المعنى كالوقف اللازم.
والتعلق اللفظي هو أن يكون ما بعده متعلقا بما قبله من جهة الإعراب كان يكون صفة أو معطوفا أو مستثنى منه أو حال منه بشرط أن يكون ما قبله كلاما تاما، وأما المعنوي فهو أن يكون تعلقه من جهة المعنى فقط دون شيء من تعلقات الإعراب.
وأكثر ما يوجد الوقف التام في رءوس الآي وعند انقضاء القصص نحو الوقف على {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} والابتداء بقوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ونحو الوقف على {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} والابتداء بقوله {إِيَّاكَ نَعْبُد} ونحو الوقف على {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} والابتداء بقوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} ونحو الوقف على {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} والابتداء بقوله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}.
وقد يكون قبل انقضاء الفاصلة نحو {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} هذا انقضاء كلام بلقيس ثم قال تعالى {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} وهو رأس آية، وقد يكون وسط الآية نحو {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} وهو تمام حكاية قول الظالم أبى بن خلف ثم قال تعالى {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً} وهو رأس آية.
وقد يكون بعد انقضاء الفاصلة بكلمة نحو {لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً } آخر الآية وتمام الكلام كذلك أي أمر ذي القرنين كذلك ونحو {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وبِاللَيْلِ} رأس الآية مصبحين والتمام وبالليل لأنه معطوف على المعنى أي بالصبح وبالليل؟
وقد يكون الوقف تاما على قراءة وغير تام على أخرى نحو {مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً} تام على قراءة من كسر خاء واتخذوا وكاف على قراءة من فتحها ونحو {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} تام على قراءة من رفع الاسم الجليل بعدها وحسن على قراءة من خفض.
وقد يتفاضل التام في التمام نحو {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كلاهما تام إلا أن الأول أتم من الثاني لاشتراك الثاني وما بعده في معنى الخطاب بخلاف الأول.
القسم الثاني: الوقف الكاف
هو الوقف على كلام تام، تعلق ما بعده به من حيث المعنى، ولم يتعلق به من جهة اللفظ أي من جهة الإعراب، وهو أكثر الوقوف ورودا في القرآن الكريم.
وأكثر ما يكون الوقف الكافي في أواخر الآيات أو أثناءها نحو {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} ثم الابتداء بقوله تعالى {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} فآخر الآية كلام تام ليس له تعلق بما بعده من جهة الإعراب لكن تعلق من جهة المعنى لأن قوله {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ }إخبارا عن حال الكفار.
ومثل ذلك الوقف على قوله تعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ"} والابتداء بما بعد ذلك في الآية كلها إلى قوله تعالى {رَحِيمَاً}.
ومثله الوقف على قوله تعالى {ولا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} والابتداء بما بعد ذلك إلى قوله تعالى {أَوْ أَشْتَاتاً}.
وكذا الوقف على فواصل سورة الجن والمدثر والتكوير والانفطار والانشقاق والشمس والابتداء بما بعدهن لأن ذلك كله معطوف بعضه على بعض، فما بعده كلام مستغن عما قبله لفظا وإن اتصل معنى.
وقد يتفاضل الوقف الكافي كتفاضل التام نحو فِي {قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} كاف، {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً"} أكفا منه، {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} أكفا منهما وأكثر ما يكون التفاضل في رءوس الآي نحو {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ} كاف، {وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} أكفا منه، ونحو {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} كاف، {إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أكفا منه.
وقد يكون الوقف كافيا على تفسير أو إعراب ويكون غير كاف على آخر نحو {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} كاف إن جْعلت "ما" بعده نافية موصولة فإن جْعلت موصولة كان حسنا فلا يبدأ بها لأن ما قبلها غير رأس آية، ونحو {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} كاف على أن يكون ما بعده مبتدأ خبره {عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ } وحسن على أن يكون ما بعده خبر {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} أو خبر {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}.
وقد يكون كافيا على قراءة وغير كاف على أخرى نحو {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} كاف على قراءة من قرأ {أَنْ تَقُولُون} بتاء الخطاب وتام على قراءة من قرأ بياء الغيبة ونحو {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} كاف على قراءة من رفع {فَيَغْفِرُ وَيُعَذِبُ} وحسن على قراءة من جزمهما ونحو {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ} كاف على قراءة من كسر همزة "وإن" وحسن على قراءة من فتحها.
كما يكون الوقف الكاف في كل رأس آية بعدها " لام كي " و " إلا " بمعنى " لكن " و " إنَّ " المكسورة المشددة، والاستفهام، و "بل " و " ألا " المخففة، و " السين " و " سوف " على التهدد، و " نعم " و " بئس "، و " كيلا "، وغالبهن كاف ما لم يتقدمهن قول أو قسم وقيل " أن " المفتوحة المخففة في خمسة لا غير نحو { وَأَنْ تَصُومُوا }، { وَأَنْ تَعْفُوا }، { وَأَنْ تَصَدَّقُوا }، { وَأَنْ تَصْبِرُوا }، { وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ }.
وعلى هذا يكون حكم كل من الوقفين التام والكافي واحد نظراً لانتفاء التعلق اللفظي في كل منهما، غير أن الوقف على التام يكون أكثر حسنا من الوقف الكافي ولهذا توضع علامة " صلى " أحيانا على الوقف الكافي.
ووجه الاختلاف بين الوقف التام والكافي تعلق الكافي بما بعده من المعنى وذلك أمر نسبى يرجع إلى الأذواق لتفاوتها في فهم المعاني القرآنية ولذا تجد منهم من يعد بعض الوقوف الكافية تامة وهى بالعكس في نظر غيرهم نحو قوله تعالى {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} (النمل:34).فالوقف على أذلة كاف لأنه وإن لم يوجد رابط لفظي بين الجملتين وكل منهما مفيد بنفسه إلا أن سياق الموضوع مترابط، فالعبارة الأولى كلام بلقيس وينتهي عند موضع الوقف والعبارة الثانية من كلام الله تصديقا لها، وكثير من العلماء يجعل هذا وقفا تاما باعتبار أن كلام بلقيس يتم عنده وما بعده كلام آخر.
القسم الثالث: الوقف الحسن
هو الوقف على كلام تام تعلق ما بعده به من حيث اللفظ والمعنى، وسمى حسناً لأنه يُفهم معنى يحسن السكوت عليه ويكون رأس آية وغير رأس آية.
فان كان غير رأس آية حسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، فيستحب لمن وقف عليه أن يبتدئ من الكلمة الموقوف عليها وإلا كان الوقف قبيح نحو قوله تعالى { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ } فالوقف حسن والابتداء "بإياكم" قبيح لفساد المعنى إذ يصير تحذيراً عن الإيمان بالله تعالى.
وأما إن كان رأس آية نحو قوله { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فوقفه حسن أيضا ويحسن الابتداء بما بعده لكونه الموقف عليه من رءوس الآي وذلك لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع القراءة آية يقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول الحمد لله رب العالمين ثم يقف، ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف، وهكذا إلى آخر السورة.
وقد يكون الوقف حسناً على تقدير وكافيا على آخر وتاما على غيرهما نحو قوله تعالى {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} يجوز أن يكون حسنا إذا جْعل { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } نعتا للمتقين، وأن يكون كافيا إذا جُعل {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} رفعا بمعنى هم الذين، أو نصبا بتقدير أعنى الذين، وأن يكون تاما إذا جُعل { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } مبتدأ خبره { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ }.
القسم الرابع: الوقف القبيح
وهو نوعان:
النوع الأول:
وهى الوقف على كلام لا يفهم منه معنى لشدة تعلقه بما بعده لفظا كالوقف على قوله " بسم " من {بِسْمِ اللَّهِ} و" الحمد" من {الْحَمْدُ لِلَّه}ِ وعلى " رب " من {رَبِّ الْعَالَمِينَ} وعلى " مالك " من {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وعلى " إياك " من {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وعلى " صراط " من {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم}.
فكل هذا لا يتم منه كلام ولا يفهم منه معنى لأنه لا يعلم إلى أي شيء أضيف فالوقف عليه قبيح لا يجوز تعمد الوقف عليه إلا لضرورة كأن انقطع نفس القارئ أو عطس أو ضحك أو غلبه النوم أو عرض له شيء من الأعذار التي لا يمكن بها أن يصل إلى ما بعده أو كان الوقف لتعليم وامتحان فحينئذ يجوز له الوقف على أي كلمة كانت وإن لم يتم المعنى، لكن يستحب له وقيل يجب أن يبتدئ من الكلمة التي قبل الموقوف عليها أوبها على حسب ما يقتضيه المعنى من الحسن لأن الوقف قد أبيح للضرورة فلما اندفعت لم يبق مانع من الابتداء بما قبله ولهذا قال ابن الجزري:
وغير ما تـم قبيح وله يوقف مضطرا ويبدا قبله
النوع الثاني:
فيما يوهم الوقف عليه وصفا لا يليق به تعالى أو يفهم معنى غير ما أراده الله تعالى كالوقف على قوله { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي }، { إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي }، {لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ}، {لا يَبْعَثُ اللَّهُ}، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِب}.
لأن المعنى يفسد بفصل ذلك مما بعده من قوله {أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً}، {الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، {مَنْ هُوَ مُسْرِف}، {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}، {مَنْ يَمُوتُ}، {مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} فمن انقطع نفسه على شيء من ذلك وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله ويصل الكلام بعضه ببعض فإن لم يفعل أثم وكان من الخطأ العظيم الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك عن دين الإسلام لإفراده من القرآن ما هو متعلق بما قبله أو بما بعده وكون إفراده ذلك افتراء على الله وجهلا به.
ومن هذا النوع في القبح الوقف على قوله {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}، {اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً}، {وَلَدَ اللَّهُ}، {إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ}، {لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي}، {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَة}، {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه}، {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}، {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}، {اللَّهُ غُرَاباً}، {اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً }.
ومثل ذلك في القبح الوقف على الأسماء التي تبين نعوتها حقائقها كقوله تعالى { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } وشبهه، لأن المصلين اسم ممدوح محمود، لا يليق به ويل، وإنما خرج من جملة الممدوحين بنعته المتصل به وهو قوله {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} (الماعون:5).
وأقبح من هذا وأشنع وأبشع الوقف على الحرف المنفي الذي يأتي بعده حرف الإيجاب نحو قوله {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّه}، {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، {لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا } فإن وقف واقف قبل حرف الإيجاب من غير عارض لكان ذنبا عظيما لان المنفي في ذلك كل ما عبد غير الله عز وجل.
ومن القبيح أيضاً الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به كأن وقف على قوله تعالى {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ} فان المعنى يفسد بهذا الوقف لأنه يفهم منه أن البنت مشتركة في النصف مع الأبوين أو يوهم أن يكون لأبوية أيضا النصف، وليس كذلك بل المعنى أن النصف للبنت دون الأبوين والأبوان مستأنفان بما يجب لهما مع الوالدين ذكراً كان أو أنثى واحدا أو جمعا.ً

قاعدة لمعرفة الوقف القبيحة
كل كلمة تعلقت بما بعدها بأن يكون ما بعدها من تمامها لا يوقف عليها، كالمضاف دون المضاف إليه، ولا على الموصوف دون صفته، ولا على الرافع دون المرفوع، ولا الناصب دون المنصوب، ولا المعطوف دون المعطوف عليه، ولا على إن وأخواتها دون أسمائهن، ولا على أسمائهن دون أخبارهن، ولا على ظن وأخواتها دون منصوباتهما، ولا على صاحب الحال دونها، ولا على المستثنى منه دون المستثنى، ولا على المفسر دون التفسير، ولا على الذي والتي والذين وما ومن دون صلاتهن، ولا على الفعل دون مصدره، ولا على حروف الاستفهام وأسمائه دون ما استفهم بها عنه، ولا الوقف على همزة الاستفهام والابتداء بما بعده، ولا الوقف على هل والابتداء بما بعده، ولا على أدوات الشرط دون المشروط، ولا على الشرط دون الجزاء، ولا على الأمر دون جوابه.
 لأن هذه كلها لا يتم بها كلام ولا يفهم منها معنى فلا يجوز الوقف عليها ولا الابتداء بما بعدها.
وقــوف أخرى
1- وقـف التعسـف
قل ابن الجزري في النشر ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضى وقفا أو ابتداء ينبغي أن لا يتعمد الوقف عليه بل ينبغي تحرى المعنى الأتم والوقف الأوجه (1).
فمن ذلك الوقف على قوله {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} والابتداء {هُمْ لا يُؤْمِنُونَ} على أنها جملة من مبتدأ وخبر ومنه الوقف على قوله {وَارْحَمْنَا أَنْتَ } والابتداء {مَوْلانَا فَانْصُرْنَا} على معنى النداء ونحو {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ} والابتداء {بالله إِنْ أَرَدْنَا}، ومنه {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي} ثم الابتداء {بِحَقٍّ} ومنه {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} ثم الابتداء {بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} ومنه {وإذ قال لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِك} ثم الابتداء {بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ} على معنى القسم ومنه {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ } والابتداء {عَلَيْهِ أَنْ "يَطَّوَّفَ بِهِمَا} ومنه الوقف على قوله {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ} والابتداء {وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ }.
ومنه أيضاً تعسف بعضهم إذا وقف على {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ} ويبتدئ {اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} ويبقى يشاء بغير فاعل ومنه الوقف على قوله {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ} ثم الابتداء {عِلْمَ الْيَقِينِ}.
 فإن ذلك وما أشبهه تعنت وتعسف لا فائدة فيه فينبغي تجنبه لأنه محض تقليد، وعلم العقل لا يعمل به إلا إذا وافق النقل، فعليك بمراعاة ما نص عليه أئمة هذا الشأن فهو أولى من إتباع الأهواء والله الموفق للصواب.

2-وقـف المراقبـة
ويسمى وقف المعانقة أي إذا تعانق الوقفان بأن اجتمعا في محل واحد فلا يصح للقارئ أن يقف على كل منهما بل إذا وقف على أحدهما أمتنع الوقف على الآخر لئلا يختل المعنى، كمن أجاز الوقف على قوله (لا ريب) فإنه لا يجيزه على (فيه) والذي يجيزه على (فيه) لا يجيز على (لا ريب) وهو خمسة وثلاثون موضعاً في القرآن الكريم على النحو التالي:
في البقرة أربعة مواضع أولهما الوقف على قوله {لا رَيْب} فإنه يراقب قوله (فيه) وثانيها {عَلَى حَيَاة} فإنه يراقب {وَمِنَ الَّذِيِنَ أَشْرَكُوا} وثالثها {تَهْتَدُون} فإنه يراقب(تَعْلَمُون) ورابعها {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ} فان بينه وبين {كَمَا عَلَمَهُ اللهُ} مراقبة.
وفي آل عمران أربعة مواضع أولها {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} فإن بينه وبين {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} مراقبة وثانيها {وَقُودُ النَّارِ} فانه يراقب {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } وثالثها {مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا } راقب {وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ } ورابعها { أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} فإنه يراقب {القَرْح}.
وفي المائدة ثلاثة مواضع أولها {مُحَرَمَةٌ عَلَيْهِم} فإنه يراقب {أَرْبَعِينَ سَنَة} وثانيها {مِنَ النَّادِميِن} فإنه يراقب {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} وثالثها {وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُم" يراقب قوله {هَادُُوا}.
وفي الأعراف أربعة مواضع أولها {جَاثِمِين} فإنه يراقب {كَأَن لَمْ يَغْنَوا فِيهَا} وثانيها {لا تَأْتِيهِم} فإنه يراقب {كَذَلِك} وثالثها {قَالُوا بَلَى} فإنه يراقب {شَهِدْنَا} ورابعها {مِنَ الخَيْر} فإنه يراقب {السُّوء}.
وفي التوبة موضع واحد وهو {مُنَافِقُون} فإنه يراقب {المَدِينَة} وقيل الوقف على منافقون أولى ويقال له الوقف المنزل.
وفي يونس موضع واحد وهو {آمَنُوا} يراقب {كَذِلَك}.
وفي إبراهيم موضع واحد وهو {ثَمُود} يراقب {مِن بَعْدِهِم}.
وفي الفرقان ثلاثة مواضع أولها {آخَرُون} يراقب قوله {وَزُورَاً } وثانيها {جُمْلَةً وَاحِدَة} يراقب {كَذَلِك} وثالثها {خَبِيرَاً} ويراقب {عَلَى العَرْشِ}.
وفي الشعراء موضع واحد وهو {مُنْذِرِين} يراقب {ذِكْرَى}.
وفي القصص موضع واحد وهو {إِلَيْكُمَا} يراقب قوله {بِآيَاتِنَا} وقيل الوقف على إليكما أولى.
وفي الأحزاب موضعان أولهما {عًوْرَة} يراقب قوله {وَمَا هِيَ بِعَوْرَة} وثانيهما {إِلَا قَلِيلَا} يراقب {مَلْعُونِين}.
وفي المؤمنون موضع واحد وهو {يُصْرَفُون} يراقب {رُسُلَنَا}.
وفي الزخرف موضع واحد وهو {حَم} يراقب {وَالكِتَابِ المُبِينِ}.
وفي الدخان موضعان أولهما {حَم} يراقب {وَالكِتَابِ المُبِينِ} وثانيهما {طَعَامُ الأَثِيم} يراقب {كَالمُهْلِ}.
وفي القتال موضع واحد وهو {أَوْزَارَها} يراقب {ذَلِكَ}.
وفي الفتح موضع واحد وهو {فِي التَوْرَاةِ} يراقب {فِي الِإنْجِيلِ}.
وفي الممتحنة موضع واحد وهو {وَلَا أَوْلَادِكُم} يراقب {يَوْمَ القِيَامَة}.
وفي الطلاق موضع واحد وهو {الأَلْبَاب} يراقب {الَّذِينَ آمَنُوا}.
وفي المدثر موضع واحد وهو {أَصْحَابْ اليَمِينِ} يراقب {فِي جِنَّاتٍ}.
وفي الانشقاق موضع واحد وهو {أَنْ لَنْ يَحُور} يراقب {عَزَ وَجَلَّ}.
3-الوقف على حروف الجواب ( بلى – نعم – كلا ):
أولاً: بلـى
وهو حرف جواب يأتي بعد النفي فيفيد الإثبات، فالجواب بها يبطل النفي التقى قبلها ويثبت المعنى
وقد وقعت في القرآن في أثنين وعشرين موضعاً في ست عشرة سورة وقد قسم العلماء الوقف عليها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
يختار فيه كثير من القراء وأهل اللغة الوقف عليه لأنها جواب لما قبلها غير متعلق بما بعدها وذلك في عشرة مواضع.
مسلسل حرف الجواب الموضـــــــع السورة
1 بلى مَا لا تَعْلَمُونَ بَلَى البقرة
2 بلى إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَى البقرة
3 بلى أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى البقرة
4 بلى وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ بَلَى آل عمران
5 بلى أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى الأعراف
6 بلى مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى النحل
7 بلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى يس
8 بلى رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى غافر
9 بلى عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى الأحقاف
10 بلى أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلَى الانشقاق
فهذه عشرة مواضع يختار الوقف عليها لأنها جواب لما قبلها غير متعلقة بما بعدها
فعند الرجوع إلى هذه الآيات وتدبر معناها عند قراءتها يظهر أن المعنى يتم بالوقف على حروف الجواب بلى ولا يفسد المعنى بالابتداء بما بعده وأجاز البعض الابتداء بها.
القسم الثاني:
ما لا يجوز الوقف عليها عند جميع القراء لتعلق ما بعدها بها وبما قبلها وقد وردت آيات هذا القسم في سبعة مواضع:
أولها: بالأنعام { قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا }
وثانيها: بالنحل { مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّا }.
وثالثها: بسبأ { قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ }.
ورابعها: بالزمر {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي}.
وخامسها: بالأحقاف { قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا }.
وسادسها: بالتغابن {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنّ}.
 وسابعها بالقيامة {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ}.
وهذه لا خلاف في امتناع الوقف عليها ولا يحسن الابتداء بها لأنها وما بعدها جواب وعند قراءتك لهذه الآيات كاملة تجد أن الوقف على حروف الجواب بلى يفسد المعنى، ولهذا منع العلماء الوقف عليه وعلى القارئ أن يصله بما قبله من الآية الكريمة.
القسم الثالث:
ما اختلفوا في جواز الوقف عليها، ولذلك رأي بعضهم أن الوقف عليه أولى ورأي الآخرون أن الوصل أولى، وقد وردت آيات هذا القسم في خمسة مواضع هي:
أحدها بآل عمران { بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا }.
وثانيها بالزمر { قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ}.
وثالثها بالزخرف {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا}.
ورابعها بالحديد {قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ}.
وخامسها بالملك {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى}.
ثانياً: نعــم
وهى حرف جواب يأتي بعد الإثبات كما يأتي بعد النفي وتفيد:
( أ ) التصديق إذا جاءت بعد الأسلوب الخبري.
( ب ) الوعد إذا كانت بعد الأسلوب الطلبي ( الأمر أو النهى )
(جـ) الإعلام إذا جاءت بعد الاستفهام.
وقد وقعت نعم في أربعة مواضع يوقف على واحد منها لأن ما بعدها ليس متعلقا بها ولا بما قبلها، والثلاثة الباقية لا يوقف عليها ولا يبتدئ إلا بما قبلها لتعلقها بما بعدها وبما قبلها.
فأما الذي يوقف عليه فالأولى من الأعراف {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ }.
وأما الثلاثة التي لا يوقف عليها فواحد بالأعراف {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} وواحد بالشعراء {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} وواحد بالصافات {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ}.

ثالثاً: كــلاَّ
وهى حرف جواب يفيد الزجر والردع، وتكون بمعنى: حقا أو إلا الاستفتاحية أو نعم.
وقد وقعت في القرآن في ثلاث وثلاثون موضعاً في خمس عشرة سورة، وهى كلها في النصف الأخير وفي السور المكية منه، وحكمة ذلك أن النصف الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت هذه الكلمة على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم بخلاف النصف الأول وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذلهم وضعفهم.
وهى على أربعة أقسام:
القسم الأول:
ما يحسن الوقف فيه عليها على معنى الرد لما قبلها والإنكار له فتكون بمعنى ليس الأمر كذلك، والوقف عليها في هذه المواضع هو المختار عند أكثر الأئمة وأهل اللغة، ويجوز الابتداء بها على معنى " حقا " أو " إلا " وقد وردت آيات هذا القسم في أحد عشر موضعا:
الأول والثاني بمريم { عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً كَلَّا}، {لَهُمْ عِزّاً كَلَّا}.
والثالث بالمؤمنين {فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا}.
والرابع في سبأ {شْرَكَاء كَلَّا }.
والخامس والسادس بالمعارج {ثْمَّ يُنْجِيِه كَلاَ}، {جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا}.
والسابع والثامن بالمدثر {أَنْ أَزِيدَ كَلَّا}، {مْنَشَرَةً كَلَّا }.
 والتاسع بالمطففين {أَسَاطِيرُ الأَوَلِينَ كَلَّا }.
والعاشر بالفجر {أَهَانَنِ كَلَّا}.
والحادي عشر بالهمزة {أَخْلَدَهُ كَلَّا}.
القسم الثاني:
مالا يحسن الوقف عليه فيها ولكن يبتدئ بها وقد وردت في ثمانية عشر مواضع:
بسورة المدثر موضعان {كَلَّا وَالْقَمَرِ}، {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}.
وبسورة القيامة ثلاثة مواضع {كَلَّا لا وَزَرَ}، {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَة"}، {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ}.
وبسورة النبأ موضع {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ}.
 وبسورة عبس موضعان { كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}، {"كَلَّا لَمَّا}.
 وبسورة الانفطار موضع {رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ}.
وبسورة التطفيف ثلاثة مواضع {لِرَبِّ الْعَالَمِينَ كَلَّا إِنَّ}، {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ}، {تُكَذِّبُونَ كَلَّا إِنَّ}.
وبسورة الفجر موضع {حُبّاً جَمّاً كَلَّا إِذَا }.
وبسورة العلق ثلاث مواضع {كَلَّا إِنَّ الإنسان}، {كَلَّا لئن لم}، {كَلَّا لا تُطِعْهُ}.
 وبسورة التكاثر موضعان {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}، {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ}.
فهذه ثمانية عشر موضعاً الاختيار عند القراء وعند أهل اللغة أن يبتدئ بها وألا يوقف عليها.
القسم الثالث:
ما لا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها وهو موضعان الأول من سورة النبأ {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} والثاني في التكاثر {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} فلا يحسن الوقف عليها ولا الابتداء بها.
القسم الرابع:
ما يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها بل توصل بما قبلها وبما بعدها وهو موضعان في الشعراء {أَن يَقْتِلُون قَالَ كَلَّا}، {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا}.
ويجوز في جميعها أن تصلها بما قبلها وبما بعدها ولا تقف عليها ولا تبتدئ بها.
علامات الوقف في المصحف
اهتم كتاب المصاحف بوضع الإشارة التي تخدم تلاوة القرآن وترشد القارئ إلى موضع الوقف الجائز والممنوع، وعلى القارئ أن يكون يقظا ملاحظاً لهذه العلامات حتى يفهم معنى ما يقرأ.
وهذه العلامات هي:
عدد مثــال العلامة ما دل عليه
1 {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} م تدل " رأس الميم " فوق الحرف على: " الوقف اللازم " فلا يجوز الوصل
[ لاحظ أن رأس الميم غير الميم م ]
2 {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ} لا علامة [ الوقف الممنوع ] تقول للقارئ:
لا تقف هنا الوقف ممنوع
3 {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا } ج تقول لك: الوقف هنا جائز.
والوصل هنا جائز.
وهما في الجواز سواء.
4 {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صلى تقول لك هذه العلامة المأخوذة من كلمتين " الوصل + أولى ":
أن الوقف جائز ولكن الوصل أولى. الصاد تدل على الوصل و " لي " تدل على أولى.
5 {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً} قلى هذه العلامة تقول لك: أن الوقف أولى مع جواز الوصل.
6 {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} ...... هي علامة تعانق الوقف فإذا وقفت عند أولى العلامتين فلا تقف في الثانية ولك أن تقف عند الثانية إذا لم تقف في الأولى.
7 {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} س سكتة لطيفة بلا تنفس

وهذه الرموز تجدها في كثير من المصاحف وقد تجد في بعض المصاحف ما يرادفها ويدل دلالتها مثل
ص = صلى ط = قلى ز = ج م = م
وهذه الرموز مبينة في الصفحات الأخيرة لمعظم المصاحف فحاول الإتباع.

أقسـام الابتـداء
الابتداء لا يكون إلا اختيارياً لأنه ليس كالوقف تدعوا إليه ضرورة، ولكنه قسمان ابتداء جائز ( حسن) وابتداء غير جائز ( قبيح ).
أولاً: الابتداء الجائز
هو الابتداء بجملة تامة مستقلة تبين معنى ما أراده الله عز وجل، ومثاله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وكل ما تبتدئ به الآيات القرآنية تمثل هذا النوع من الابتداء.
ثانياً: الابتداء غير الجائز:
ويكون هذا النوع في الابتداء بما يؤدى معنى غير ما أراده الله سبحانه: ومثاله: أن يبدأ بقوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}. وبهذا الابتداء يفسد المعنى ويخالف ما أراده الله، والأصل أن يبدأ من قوله سبحانه {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} وقد سماه أئمة القراء بالابتداء القبيح.
أوجـه الابتـداء الجائـز
للقارئ في الابتداء الجائز حالات لا تخرج عن واحدة من الثلاثة الآتية:-
الأولى: أن يكون الابتداء من أوائل السور.
الثانية: أن يكون من أواسطها.
الثالثة: أن يكون بين السورتين.
وإليك أوجه الابتداء الجائز في كل من هذه الثلاثة:
أولاً: الابتداء من أوائل السور:
إذا اختار القارئ التلاوة من أول السورة وجب عليه ما يأتي:
( أ ) الاستعاذة. (ب) البسملة. (جـ) قراءة أول السور التي اختارها.
وله في هذه الحالة أن يبدأ بوجه من الأوجه الأربعة التالية:
الوجه الأول: أن يفصل بين الاستعاذة والبسملة وقراءة أول السورة، بمعنى أن يقرأ الاستعاذة ثم يقف مع التنفس، ثم يقرأ البسملة ويقف مع التنفس، ثم يقرأ أول السورة فيقرأ مثلا: { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }.
الوجه الثاني: وفيها توصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة
بمعنى وصل الجميع فيقرأ: { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }

الوجه الثالث: فصل الأول ووصل الثاني مع الثالث
أي أن يقرأ بفصل الاستعاذة ويقف عليها بتنفس، ثم يبدأ بوصل البسملة بأول السورة، ويتم ذلك على النحو التالي: { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }
الوجه الرابع: وصل الأول بالثاني وفصل الثالث
أي أن يبدأ بالاستعاذة ويصلها بالبسملة ويقف مع التنفس ثم يقرأ أول السورة فيقرأ: { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }.
وبذلك يكون قد وصل الأول بالثاني ثم فصل الثالث.
ثانياً: الابتداء من أواسط السور:
وفيها يكون القارئ قد اختار الابتداء من وسط السورة، وعليه في هذه الحالة مراعاة ما يلي:
أولا: أن يبدأ بالاستعاذة.
ثانياً: يقرأ البسملة.
ثالثاً: يقرأ الآية التي اختارها من وسط السورة، ويجوز له في هذه الحالة أن يقرأ الاستعاذة، ثم يقرأ الآية التي اختارها ولا يقرأ في هذه الحالة البسملة.
وله في هذه الحالة أن يبدأ بوجه من الوجوه الآتية:
الوجه الأول: فصل الاستعاذة عن البسملة عن الآية في وسط السورة
بمعنى فصل الجميع فيقرأ: { أعوذ بالله من الشيطان* الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ } يس 77.
الوجه الثاني: وصل الاستعاذة بالبسملة بأول الآية في وسط السورة
وصل الجميع فيقرأ: { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ }
الوجه الثالث: فصل الاستعاذة ووصل البسملة بأول الآية في وسط السورة
وفيه يكون الابتداء بالاستعاذة والوقف عليها بتنفس ثم البسملة ووصلها بأول الآية في وسط السورة فيقرأ: {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ }
الوجه الرابع: وصل الاستعاذة بالبسملة وفصل أول الآية
أي وصل الأول بالثاني وفصل الثالث فيقرأ:
{ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم * أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ }
الوجه الخامس: فصل الاستعاذة ثم البدء بأول الآية في وسط السورة بدون البسملة هكذا {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * أَوَلَمْ يَرَ الْإِِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ.. }
الوجه السادس: وصل الاستعاذة بأول الآية في وسط السورة، أي الابتداء بالاستعاذة ثم وصلها بأول الآية في وسط السورة بدون البسملة فيقرأ. {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ..}
ثالثاً: الابتداء بين السورتين:
وفيها يختار القارئ وصل سورة بأخرى وعليه في هذه الحالة أن يبدأ قراءة آخر آية في السورة الأولى ثم يقرأ البسملة ثم يقرأ أول السورة الثانية وله في هذه الحالة واحد من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: فصل آخر آية في السورة الأولى عن البسملة عن أول آية في الثانية بمعنى فصل الجميع وفيه الوقف على آخر آية في السورة الأول مع التنفس ثم البدء بالبسملة والوقف عليها بتنفس   ثم البدء بأول السورة التالية هكذا:
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم * أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }.
الوجه الثاني: وصل آخر آية في السورة الأولى بالبسملة بأول آية في السورة الثانية بمعنى وصل الجميع فيقرأ آخر آية في السورة الأولى ويصلها بالبسملة، ويصل البسملة بأول آية في السورة التالية هكذا.
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }.
الوجه الثالث: فصل الأول ووصل الثاني بالثالث، وفيه الوقف على آخر آية في السورة الأولى مع التنفس ثم البدء بالبسملة ووصلها بأول آية في السورة التالية هكذا {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ * بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }.
وقد فضل أئمة القراء من هذه الوجوه السابقة في حالات الابتداء: ( فصل الجميع أو فصل الاستعاذة عما بعدها ).
الوقف علـى مرسـوم الخـط
المراد بالخط الكتابة وهو على قسمين قياسا واصطلاحي، فالقياسي ما طابق فيه الخط اللفظ، والاصطلاحي ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو وصل أو فصل وله قوانين وأصول يحتاج إلى معرفتها.
وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين إلا أنه جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم إتباعها ولا يتعدى إلى سواها، منها ما عُرِفت علته، ومنها ما خفيت، وقد صنف العلماء في ذلك كتبا كثيرة مشهورة، وقد أجمع علماء القرءات على لزوم إتباع مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه فيوقف على الكلمة كما رسمت خطاً باعتبار الأواخر من الإبدال والحذف والإثبات وغير ذلك من قطع ووصل، فما كتب من كلمتين مفصولتين جاز الوقف على كل منهما، وما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما، هذا هو الذي عليه العمل عن أئمة الأمطار في كل الأعصار وقد ورد ذلك نصا وأداء عن " نافع، وأبى عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائى " ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء وهو المختار عند جميع علماء القرءات ولا يوجد نص بخلافه "1".
الوقـف علـى تـاء التأنيـث
تاء التأنيث هي التي تدل على المؤنث وهى لا تخلوا من أمرين:-
1- أما أن تكون في فعل وأوتي بها في الفعل للدلالة على تأنيث الفاعل فإنها ترسم بالتاء المجرورة إملائيا أي التاء المطلوبة (ت) كما رسمت في المصاحف ولذلك لا يوقف عليها إلا بالتاء مثل قوله تعالى: {وَدَّت طَّآئِفَةٌ}، {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} يوقف عليها هكذا {وَدَّت}، {وَقَالَتْ} ومثل ذلك أيضاً {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} نقول {انْفَطَرَتْ}، {َأُزْلِفَتِ} وتسمى حينئذ بتاء التأنيث
2- وإما أن تكون في أسم فالأصل فيها والغالب في استعمالها أن ترسم بالتاء ويوقف عليها بالهاء ومن أجل هذا تسمى بهاء التأنيث مثل {جَنًّة}، {كَلِمَة}، {شَجَرَة} ولا فرق في ذلك بين رسم المصاحف العثمانية ورسم الكتابة الإملائية ويوقف عليها بالهاء هكذا حينئذ مثل{جَنًّه}، {كَلِمَه}، {شَجَرَه} وهكذا.
كلمات خرجت عن القاعدة
في المصاحف العثمانية كلمات خرجت عن هذا الأصل وكتبت بالتاء، وعند الوقف عليها يوقف عليها بالتاء تبعا للرسم عند نافع وابن عامر وعاصم وحمزة ويوقف عليها بالهاء عند ابن كثير وأبو عمرو والكسائى.
الكلمة الأولى " رحمت " كتبت بالتاء في سبعة مواضع وهى:
1- " رحمت الله " من قوله تعالى {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} بسورة البقرة
2- " إن رحمت الله " من قوله تعالى {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} بسورة الأعراف.
3- " رحمت الله " من قوله تعالى {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} بسورة هود.
4- " رحمت ربك " من قوله تعالى {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} بسورة مريم.
5- " رحمت الله " من قوله تعالى {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} بسورة الروم.
6- " رحمت ربك " من قوله تعالى {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} بسورة الزخرف.
7- " ورحمت ربك " من قوله تعالى {وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} بسورة الزخرف.
هذه المواضع السبعة رسمت بالتاء ويوقف عليها بالتاء هكذا فانظر إلى آثار رحمت – أهم يقسمون رحمت وهكذا وما عدا هذه المواضع السبعة رسمت بالتاء المربوطة ويوقف عليها بالهاء مثل {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ } يوقف عليها هكذا {فَبِمَا رَحْمَةٍ } وهكذا.

الكلمة الثانية " نعمت " رسمت بالتاء في أحد عشر موضعاً وهى:
1- " نعمت الله " من قوله تعالى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ} بسورة البقرة.
2- " نعمت الله " من قوله تعالى {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } بسورة آل عمران.
3- " نعمت الله " من قوله تعالى {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} بسورة المائدة.
4- " نعمت الله " من قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً } بسورة إبراهيم.
5- " نعمت الله " من قوله تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا } بسورة إبراهيم.
6- { وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} بسورة النحل.
7- " نعمت الله " من قوله تعالى {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا } بسورة النحل.
8- " نعمت الله " من قوله تعالى{وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} بسورة النحل.
9- " بنعمت الله " من قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ} بسورة لقمان.
10- " نعمت الله " من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } بسورة فاطر
11- " بنعمت ربك " من قوله تعالى {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ} بسورة الطور.
 هذه المواضع يقف عليها بالتاء هكذا { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ } وما عدا هذه المواضع الإحدى عشر فالوقف عليها يكون بالهاء وكتبت بالتاء المربوطة مثل {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } فالوقف يكون هكذا {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ}.
الكلمة الثالثة: " امرأت " رسمت بالتاء في سبعة موضع وهى:
1- " امرأت عمران " من قوله تعالى {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً} سورة آل عمران.
2- " امرأت العزيز " من قوله تعالى {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} بسورة يوسف.
3- " امرأت العزيز " من قوله تعالى {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقّ} سورة يوسف.
4- " امرأت فرعون " من قوله تعالى {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} سورة القصص.
5- 6- امرأت نوح وامرأت لوط " من قوله تعالى {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} سورة التحرير.
  7- " امرأت فرعون " من قوله تعالى { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ } سورة التحرير
فهذه المواضع يوقف عليها بالتاء هكذا " إذ قالت إمرأت " والضابط في هذه الكلمة أن كل امرأة أضيفت إلى زوجها ترسم بالتاء المجرورة وذلك في المواضع السبعة التي أوضحناها وما عدا هذه المواضع السبعة تكتب بالتاء المربوطة ويوقف عليها بالهاء مثل (وإن امرأة خافت من بعلها) بالنساء يوقف عليها هكذا {وَإِنِ امْرَأَةٌ}
الكلمة الرابعة: " سنت " كتبن بالتاء في خمسة مواضع وهى:
1- " سنت الأولين " من قوله تعالى {وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} سورة الأنفال
2- 3-4- {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} سورة فاطر.
5- " سنت الله " من قوله تعالى {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ} سورة غافر.
فهذه المواضع يوقف عليها بالتاء هكذا (سنت) وما عدا المواضع الخمسة يوقف عليه بالهاء لرسمها بالتاء المربوطة نحو {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا} بالإسراء فيوقف عليها هكذا "سُنَّه".
الكلمة الخامسة " لعنت " كتبت بالتاء في موضعين وهما:
1- " لعنت الله " من قوله تعالى {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} سورة آل عمران.
2- " أن لعنت الله عليه " من قوله تعالى {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} سورة النور.
فيوقف عليها بالتاء هكذا (ثم نبتهل فنجعل لعنت) (والخامسة أن لعنت) وما عدا هذين الموضعين فمرسوم بالتاء المربوطة مثل{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ} ومثل {أَن لَعنَةَ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} بالأعراف يوقف عليها في هذه الأمثلة بالهاء هكذا (أولئك عليهم لعنه).
الكلمة السادسة " معصيت " وقد كتبت بالتاء في موضعين وهما:
1- " ومعصيت الرسول " من قوله تعالى {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ } سورة المجادلة.
2- " ومعصيت الرسول" من قوله تعالى { فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُول} سورة المجادلة.
فالوقف عليها يكون بالتاء المجرورة تبعا لرسمها هكذا (ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت ).
الكلمة السابعة: " كلمت " وجاءت في القرآن في خمس مواضع
1- {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} (الأنعام: من الآية115).
2- {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (يونس:33).
3- {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} (يونس:96).
4- {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} (غافر: 6)
5- {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا} (لأعراف:137).
فيوقف عليها بالتاء هكذا (كلمت) وما عاداها يوقف عليها بالهاء.
الكلمة الثامنة: " بقيت "
من قوله تعالى (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (هود: 86).
فيوقف عليها بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة التاسعة: " قرت "
من قوله تعالى {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} (القصص:الآية9)
فيوقف عليها التاء وما عداها بالهاء.
الكلمة العاشرة: " فطرت "
من قوله تعالى { فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } (الروم: الآية30).
يوقف عليه بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة الحادية عشر: " شجرت "
من قوله تعالى {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} (الدخان:43).
يوقف عليه بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة الثانية عشر: "جَنَّت"
من قوله تعالى {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} (الواقعة:89)
فيوقف عليها بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة الثالثة عشر: " ابْنَتَ "
من قوله تعالى {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} (التحريم: من الآية12).
يوقف عليه بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة الرابعة عشر: " آيَاتٌ "
ووردت في موضعين واحد بسورة يوسف من قوله تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} وموضع بسورة العنكبوت من قوله تعالى {وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} فيوقف عليها بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة الخامسة عشر: " غَيَابَتِ "
وقد جاءت في موضعين هما قوله تعالى:-
1- {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} (يوسف: الآية10).
2- {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبّ} (يوسف: من الآية15).
فيوقف عليها بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة السادسة عشرة: " الْغُرُفَاتِ "
من قوله تعالى {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (سـبأ: الآية37).
فيوقف عليها بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة السابعة عشر: " بَيِّنَتٍ "
من قوله تعالى {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ } (فاطر: الآية40).
فيوقف عليها بالتاء وما عداها بالهاء.
الكلمة الثامنة عشر: " ثَمَرَاتٍ "
من قوله تعالى { وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا}(فصلت: 47). فيقف عليها بالتاء وما عداها الهاء
الكلمة التاسعة عشر: " جِمَالَتٌ "
من قوله تعالى {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} (المرسلات:33).
فيوقف عليها بالتاء وما عداها الهاء.
وهناك ست كلمات اختلف القراء السبعة على الوقف عليها بالتاء أم بالهاء هي:
1- " ذات بهجة " من قوله تعالى { فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} (النمل: الآية60). وقد أضيفت " ذات " إلى بهجة " احترازا من: " ذات بينكم " من قوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (لأنفال: الآية1). ونحوها، فإنه لا خلاف فيها.
2- " اللات " من قوله تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} (لنجم:19).
3- " مرضات " من قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} (البقرة: من الآية207).
4- " لات " من قوله تعالى { فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} (صّ: الآية3).
5- "هيهات" من قوله تعالى {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} (المؤمنون:36).
6- " أبت " من قوله تعالى {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ} (يوسف: من الآية4).
فقد وقف الكسائي على الكلمات الأربعة الأول بالهاء وهى (ذات بهجة)، (اللات)، (مرضات)، (لات) " هكذا (ذاه)، (اللاه)، (مرضاه)، (لاه) ووقف الباقون عليها بالتاء تبعاً للرسم وهم نافع وابن كثير وأبو عمر وابن عامر و عاصم وحمزة، كما وقف البزى والكسائى وقنبل بخلف عنه على (هيهات) بالهاء هكذا (هيهاه) ووقف الباقون عليها بالتاء وهو الوجه الثاني لقنبل، كما وقف ابن كثير وابن عامر على " أبت " حيثما وقعت بالهاء هكذا (يا أبه) ووقف الباقون عليها بالتاء تبعا للرسم هكذا (يا أبت).

الوقف علـى المقطوع والموصول
اعلم أخي القارئ أن إتباع الرسم العثماني سنة لا تجوز مخالفتها، ولذا كان على القارئ أن يعرف المقطوع والموصول من الكلمات القرآنية، ليقف على كل منها كرسمه في المصحف كلما أراد ذلك أو طلب منه على سبيل الاختبار أو الاضطرار إذ أن الوقف تابع للرسم فيقف على المقطوع في محل قطعة وعلى الموصول عند انقضائه.
بيـان ذلــك:
إذا كانت الكلمتان المتلاقيتان مقطوعتين رسما اتفاقا فإنه يجوز الوقف على كل منهما نحو {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً} (البقرة: الآية148) ففي الآية الكريمة: كلمة " أين " وبعدها كلمة " ما " وقد كتبت كل من الكلمتين منفردة مستقلة فلم تركب الكلمتان ولم توصل إحداهما بالأخرى، فسمى هذا النوع من الكتابة " المقطوع ".
وإذا كانتا موصولتين اتفاقا فإنه لا يجوز الوقف إلا على الثانية دون الأولى نحو " أينما " من قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه } وهنا رسمت كلمة أين موصولة بكلمة ما فسمى هذا النوع من رسم الكلمات بالموصول.
وقد عكف علماء القراءة المشتغلون برسم المصحف العثماني على تتبع هذه الكلمات في القرآن الكريم وتوصلوا في دراستهم لها إلى حصرها عدداً، وتمييزها رسما وبينوا للناس حكم الوقف عليها والابتداء بها !!.
وإليك أخي القارئ تحديد الكلمات القرآنية التي عنى بهما علماء القراءة وبيان حكمها من حيث القطع والوصل:
الكلمة الأولى: " أَنْ لَا "
وهى أن المفتوحة الهمزة الخفيفة النون مع لا النافية وهى في الرسم على ثلاثة أقسام.
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف في عشرة مواضع وهى:
{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقّ}، {أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقّ } كلا هما بالأعراف {وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ} بالتوبة {وَأَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، {أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} كلاهما بهود {أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} بالحج {أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} بيس {وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} بالدخان {أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ} بالممتحنة {أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ} بسورة القلم.
فهذه العشرة تقطع فيها أَنْ عن لَا ويوقف على النون وقفا اختباريا.
القسم الثاني: فيه خلاف وهو موضع واحد بسورة الأنبياء وهو قوله {أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} فكتب في أكثر المصاحف مقطوعا وفي بعضها موصولا هكذا {أَلَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} والمختار فيه القطع.
القسم الثالث: موصول باتفاق وهو ما عدا الأحد عشر المتقدمة نحو قوله تعالى {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ} بهود {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} في النجم {وَأَلَّا تَعْلُوا عَلَى} بالنمل {أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} بطه.
وأما إلا المكسورة الهمزة ومع لا النافية المدغم فيها إن الشرطية فموصولة اتفاقا حيثما وقعت نحو {إِلَّا تَفْعَلُوه}، {إِلَّا تَنْصُرُوه}، {وإِلَّا تَغْفِرْ لِي} ونحوها.
الكلمة الثانية: " أَنْ لَنْ "
وهى أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون مع لن الناصبة بعدها وهى فيه على قسمين:-
القسم الأول: موصول باتفاق وهو موضعان قوله { أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً } بالكهف وقوله { أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ } بالقيامة.
القسم الثاني: مقطوع بلا خلاف وهو ما عدا ذلك نحو قوله {أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ} بالفتح {أَنْ لَنْ تَقُولَ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ} بسورة الجن {أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} بسورة البلد.
الكلمة الثالثة: " إِنْ لَم "
وهى إن الشرطية مع لم وهى فيه على قسمين:
الأول: موصول باتفاق وهو موضع واحد. وهو قوله تعالى { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ } بهود.
والثاني: مقطوع بلا خلاف وهو ما عدا ذلك نحو { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَك } بالقصص { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} بالبقرة {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا } بالمائدة وشبه ذلك.
الكلمة الرابعة: " أَنْ لَمْ "
وهى أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون مع لم وهى مقطوعة بلا خلاف في موضعين ليس في القرآن غيرها وهما { ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْم } بالأنعام { أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ } بالبلد.
الكلمة الخامسة: " إِنْ مَا "
وهى إن الشرطية مع ما وهى فيه على قسمين:
الأول: مقطوع وهو موضع واحد وهو قوله { وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ } بسورة الرعد.
الثاني: موصول وهو ما عداه فتدغم النون في الميم لفظا وخطا نحو { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ } بيونس وغافر {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ}،{وَإِمَّا تَخَافَنَّ } كلاهما بالأنفال { فَإِمَّا تَرَيِنَّ} بمريم {فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً } بالقتال.

الكلمة السادسة: " أَنْ مَا "
وهى أن المفتوحة الهمزة المخففة النون فهي موصولة في جميع مواضع القرآن الكريم فتكون كلمة واحدة هكذا " أَمَّا " نحو { أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى } بعبس { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } بالليل.
الكلمة السابعة: " أَمْ مَنْ "
وهى أم مفتوحة الهمزة مع من الاستفهامية وهى فيه على قسمين:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف وهو أربعة مواضع:
{ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } بالنساء، { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ } بالتوبة { أَمْ مَنْ خَلْفْنَا } بالصافات { أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنَا } بفصلت.
القسم الثاني: موصول وهو ما عدا ذلك فتدغم الميم الأولى في الميم الثانية لفظا وخطا نحو { أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} بيونس { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرّ } بالنمل.
الكلمة الثامنة: " أَنْ لَو"
وهى أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون مع لو وهى فيه على قسمين:
القسم الأول: تقطع في جميع مواضع القرآن الكريم نحو { أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ } بالأعراف { أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّه } بالرعد { أَنْ لَوْ كَانُوا } بسبأ.
القسم الثاني: وقع الخلاف في موضع واحد بين القطع والوصل والراجح فيه القطع وهو قوله تعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} بالجن ولا يوجد " أن لو " بالقرآن سوى هذه المواضع الأربعة.
الكلمة التاسعة: " مِنْ مَا "
وهى من الجارة مع ما الموصولة وهى فيه على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مقطوع باتفاق وهو موضعان. قوله { فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } بالنساء وقوله { هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } بالروم.
القسم الثاني: فيه خلاف وهو قوله { أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ } بالمنافقين فكتب في بعض المصاحف مقطوعا وفي بعضها موصولا هكذا { أَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ }.
القسم الثالث: موصول بلا خلاف وهو ما عدا ما تقدم نحو قوله { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُم يُنْفِقُون}.

الكلمة العاشرة: " عَنْ مَا "
وهى عن مع ما الموصولة وهى فيه على قسمين:
القسم الأول: مقطوع باتفاق وهو موضع واحد بالأعراف وهو قوله تعالى { عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ }.
القسم الثاني: موصول وهو ما عدا ذلك نحو قوله تعالى {عَمَّا يُشْرِكُونَ}، {عَمَّا يَعْمَلُونَ}، {عَمَّا يَقُولُون}.
الكلمة الحادية عشر: " عَنْ مَن "
وهى عن مع من الموصولة وهى مقطوعة بلا خلاف في موضعين وقعت فيهما ولا ثالث لهما وهما قوله تعالى { عَنْ مَنْ يَشَاءُ} بالنور {عَنْ مَنْ تَوَلَّى } بالنجم.
الكلمة الثانية عشرة " إِنَّ مَا "
وهى إن المكسورة الهمزة المشددة النون مع ما الموصولة وهى فيه على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف في موضع واحد وهو قوله تعالى {إنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ} بالأنعام.
القسم الثاني: مختلف فيه وهو قوله تعالى { إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ } بالنحل والوصل فيه أشهر وأقوى.
القسم الثالث: موصول بلا خلاف وهو ما عدا ذلك نحو { إِنَّمَا تُوعَدُونَ } بالذاريات والمرسلات {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ } بطه { إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ } بالنساء.
الكلمة الثالثة عشر " أَنَّ مَا "
وهى أن المقترحة الهمزة المشدد النون وهى على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف وهو ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: قوله تعالى {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ } بالحج، والموضع الثاني: قوله تعالى { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ } بلقمان، والموضع الثالث قوله تعالى { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } بالهمزة.
القسم الثاني: مختلف فيه وهو قوله تعالى { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ} بالأنفال والوصل فيه أقوى وأشهر.
القسم الثالث: موصول باتفاق وهو ما عدا ذلك نحو قوله تعالى { فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ } بالمائدة والتغابن.

الكلمة الرابعة عشرة " أَيْنَ مَا "
وهى أين مع ما وهى فيه على أربعة أقسام:
القسم الأول: موصول باتفاق وهو موضعان قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } بالبقرة وقوله تعالى {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} بالنحل.
القسم الثاني: يستوي فيه الفصل والوصول هو موضعان أيضاً قوله تع من قوله تعالى { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُون } بالشعراء وقوله تعالى { أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا } بالأحزاب فمن شاء قطع ومن شاء وصل لأنه وجد في بعض المصاحف أين مقطوعة عن ما فيهما وفي بعضها موصولة بها.
القسم الثالث: مقطوع على الأرجح لأنه وجد في أكثر المصاحف مقطوعا وهو ثلاثة مواضع موضع واحد بسورة النساء وهو قوله تعالى { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ } وواحد بسورة الشعراء وهو قوله تعالى {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ}، وواحد بسورة الشعراء وهو قوله تعالى { أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا }.
القسم الرابع: مقطوع باتفاق جميع المصاحف وهو ما عدا هذه الخمسة نحو قوله تعالى { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا } بالبقرة، { أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ } بالأعراف، {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ} بغافر، {أَيْنَ مَا كُنتُمْ } بالحديد، { أَيْنَ مَا كَانُوا} بالمجادلة.
الكلمة الخامسة عشر: " كُلَ مَا "
وهى كل مع ما وهى على ثلاث أقسام:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف وهو قوله تعالى { وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } بإبراهيم.
القسم الثاني: فيه خلاف وهو أربعة مواضع قوله تعالى { كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ } بسورة النساء وقوله تعالى { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } بالأعراف وقوله { كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا } بالمؤمنين وقوله { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ } بالملك فكتبت كل في بعض المصاحف مقطوعة عن ما وفي بعضها موصولة.
القسم الثالث: موصول بالإجماع وهو ما عدا هذه الخمسة نحو قوله تعالى { كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا } وقوله تعالى { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ }، { كُلَّمَا أَوْقَدُوا} وما أشبه لك.

الكلمة السادسة عشر " بِئْسَ مَا "
وهى بئس مع ما وهى فيه على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف وهو ستة مواضع خمسة منها باللام وواحدة بالفاء فالتي باللام واحدة بالبقرة وهو قوله تعالى { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ } وأربعة بالمائدة قوله {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}، {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}، {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}، {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ } والذي بالفاء في آل العمران وهو قوله تعالى { فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }.
القسم الثاني: مختلف فيه وهو قوله تعالى { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } ثاني البقرة كتب في بعض المصاحف مقطوعا وفي بعضها موصولا.
القسم الثالث: موصول بالإجماع وهو موضعان قوله تعالى { بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ } أول البقرة وقوله تعالى { بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي} بالأعراف.
الكلمة السابعة عشر: " كَيْ لَا "
وهى كي الناصبة مع لا النافية وهى فيه على قسمين:
القسم الأول: موصول باتفاق أي اتفقت المصاحف على وصل كي بلا وذلك في أربعة مواضع هي قوله تعالى { لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ } بآل عمران وقوله تعالى { لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } بالحج وقوله تعالى { لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ } ثاني الأحزاب وقوله تعالى { لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ } بالحديد.
القسم الثاني: مقطوع وهو ماعدا هذه الأربعة نحو { لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً } بالنحل { لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ } أولى الأحزاب { كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً } بالحشر.
الكلمة الثامنة عشر: " فِي مَا "
وهى في مع ما وهى على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف وهو موضع واحد بسورة الشعراء وهو قوله تعالى ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ }. الثاني يستوي فيه القطع والوصل والقطع أكثر وهو في عشرة مواضع:
الموضع الأول قوله تعالى { فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ } ثاني البقرة، والموضعين الثاني والثالث {فِي مَا آتَاكُم} بالمائدة والأنعام، والموضع الرابع { فِي مَا أُوحِىَ إِلَّىَ} بالأنعام، والموضع الخامس {فِي مَا اشْتَهَت} بالأنبياء، والموضع السادس قوله تعالى { فِي مَا أَفَضْتُم} بالنور. والموضع السابع { فِي مَا رَزَقْنَاكُم} بالروم. والموضعين الثامن والتاسع قوله تعالى {فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون}، {فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُون} كلاهما بالزمر، والموضع العاشر {فِي مَا لَا تَعْلَمُون} بالواقعة.
القسم الثالث: موصول باتفاق المصاحف وهو ما عدا الأحد عشر المذكورة نحو قوله تعالى { فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } بالبقرة، { فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ } أول موضعي البقرة، {فِيِمَ كُنْتُم } بالنساء، {فِيِمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} بالنازعات. وشبه ذلك.
الكلمة التاسعة عشر: لام الجر مع ما بعدها
وهى على قسمين:
القسم الأول: مقطوع بلا خلاف وهو في أربعة مواضع. الأول قوله تعالى { فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ } بالنساء. والثاني قوله تعالى { مَالِ هَذَا الْكِتَابِ } بالكهف. والثالث قوله تعالى { مَالِ هَذَا الرَّسُولِ } بالفرقان. والرابع قوله تعالى { فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا } بالمعارج.
القسم الثاني: موصول باتفاق وهو ما عدا هذه الأربعة نحو قوله { وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ }، {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} وشبة ذلك.
وعلى هذا يجوز حينئذ للقارئ أن يقف على ما أو على اللام وحدها في المواضع الأربعة المذكورة وذلك عند ضيق نفسه أو امتحانه أو نحو ذلك من الاختبار هكذا (وقالوا ما) ويجوز (وقالوا مال) ولكن لا يجوز له الابتداء باللام ولا بهؤلاء ولا بهذا ولا بالذين بل يتعين الابتداء بكلمة (مال).
الكلمة العشرون: " يَوٍمَ هُمْ "
وهى يوم مع هم وهى على قسمين:
القسم الأول: مقطوع باتفاق وهو في موضعين أولهما {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ} بسورة غافر. وثانيهما {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} بالذاريات.
القسم الثاني: موصول بلا خلاف وهو ما عدا هذين الموضعين نحو {يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} بالزخرف والمعارج {يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} بالطور.
الكلمتان الحادية والعشرون والثانية والعشرون: " كالوهم أو وزنوهم "
من قوله تعالى { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } بالمطففين فكتب الكلمتين في جميع المصاحف موصولتين حكما بدليل حذف الألف بعد واو الجماعة فيهما رسما فدل ذلك على أن الواو فيهما غير مقطوعة بل موصولة، وقال بعض العلماء أن الأصل (كالوا لهم) أو (وزنوا لهم) فحذفت اللام من لهم وسلط الفعل على هم فصارا كلمة واحدة وذلك على حد قولك كلتك طعام أو بعتك فالأصل كلت لك طعام لأن الضمير المتصل مع ناصبة كلمة واحدة وعلى هذا يكون الضمير في هم في الكلمتين منصوبا ولا يجوز الوقف على (كالوا) وحدها أو على (وزنوا) إذ لا يصح فصل الضمير المصل عن الفعل.
أما حكم مثل قوله تعالى { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } بالشورى فمخالف للكلمتين السابقتين لأن (غضبوا) كلمة (وهم) ضمير مرفوع بالابتداء وجملة (يغفرون) خبره والدليل على ذلك ثبوت الألف بعد واو غضبوا، و على هذا يصح الوقف على كلمة (غضبوا ) عند الضرورة أو الاختبار مع ملاحظة أنه لا يصح الابتداء بقوله تعالى (هم يغفرون) لما فيه من الفصل بين الشرط وجوابه بل يتعين الابتداء بقوله تعالى (وإذا).
وقياساً على ما تقدم، لا يجوز الفصل بين الفعل وبين ضمير المثنى ولا بين ضمير الجمع فلا يقال (فكذبوا) من (فكذبوهما) ولا يقال (وأخرجوا) من (وأخرجوهم) ولا يقال (فإن علمتموا) من (فإن علمتموهن) وهكذا.
الكلمة الثالثة والعشرون: " لَاتَ حِيْنَ "
وهى لات النافية المتصلة بحين الظرفية في قوله تعالى { فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} بص:
وقد أختلف في قطع (ولات) عن (حين) والصحيح قطعهما عنها وأن (ولات) كلمة مستقلة (وحين) كلمة أخرى وذلك لأن لا نافية ثم دخلت عليها التاء علامة على تأنيث الكلمة فأصبحت (لات) فتكون التاء متصلة بلا حكما، وعلى هذا يوقف على التاء، ولا يجوز الوقف على (لا) والابتداء (بتحين) وقد وقف الكسائي وحده من بين القراء العشرة على تاء (ولات) بالهاء هكذا (ولاه).
الكلمة الرابعة والعشرون: ( ابْن ) مع (أُمْ )
فهي مقطوعة باتفاق في موضع الأعراف فيجوز الوقف على (ابن) ولا يجوز الابتداء بكلمة (أم) في قوله تعالي { قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي } بالأعراف أما موضع سورة طه وهو قوله تعالى {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي } بطـه فقد اتفقت المصاحف علي وصلها بحرف النداء وبكلمة (أم) فترسم يا (يَبْنَؤُمَّ) كلمة واحدة فلا يجوز الوقف علي أي جزء من أجزاء الكلمة الثلاثة للاتصال الرسمي عكس موضع الأعراف
الكلمة الخامسة والعشرون: ( أيّا ) مع ( مّا )
وذلك في قوله تعالي {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ } بالإسراء
اتفقت المصاحف علي قطع كلمة ( أيّا ) عن كلمة ( مّا ) ويجوز الوقف علي كل كلمة فيهما إتباعا للرسم.
الكلمة السادسة والعشرون: "إِلْ يَاسِين "
وذلك في قوله تعالي {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} بالصافات
اتفقت المصاحف علي قطع " إل " عن " ياسين " رسماً ولا يجوز الوقف علي " إل " دون كلمه " ياسين " علي قراءة حفص لأنها وإن كانت مقطوعة رسما إلا أنها متصلة لفظاً، ويجوز الوقف للاختبار والاضطرار فقط علي قراءة من يفتح الهمزة ممدودة ويكسر اللام " آل " ياسين، لان " آل " أصبحت كلمة مستقلة بنفسها و ياسين كلمة أخري نحو قوله تعالى " آل موسي "
الكلمة السابعة والعشرون: " يَوْمَ " مع " إِذْ "
اتفقت المصاحف علي وصل " يوم" و " إذ " كلمة واحدة ولا يجوز الوقف علي كلمة " يوم" دون " إذ " ولا الابتداء بـ " إذ " بل الوقف والابتداء علي الكلمة كلها نحو قوله تعالي {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ}، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ}.
الكلمة الثامنة والعشرون: " حِينَ " مع " إِذ "
اتفقت المصاحف علي وصل " حين " بـ " إذ " كلمة واحدة ولا يجوز الوقف علي " حين" ولا الابتداء بـ "إذ" بل يوقف ويبدأ بالكلمة كلها نحو قوله تعالي {وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ} بالواقعة ولا ثان لها في التنزيل.
الكلمة التاسعة والعشرون: "كَأَنَّ" مع " مَا"
اتفقت المصاحف علي وصل "كأن" بـ" ما" كلمة واحدة حيثما وقعت في التنزيل ولا يجوز الوقف على " كأن " ولا الابتداء ب" ما" بل الوقف والابتداء علي كلمة "كأنما" كلها نحو قوله تعالي { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ} بالأنفال.
الكلمة الثلاثون: رُبّ مع " مَا"
اتفقت المصاحف علي وصل " رب" مع " ما " كلمة واحدة ولا يجوز الوقف علي " رب " ولا الابتداء بـ " ما" بل الوقف والابتداء علي ربما كلمة واحدة في نحو قوله تعالي{رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ) بالحجر.
الكلمة الحادية والثلاثون: "وَيْ" مع "كَأَنَّ "أو مع "كَأَنَّه"
أو مع "كأنه"وذلك في قوله تعالي{ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} بالقصص اختلف القراء في الوقف علي "ويكأن" علي ثلاثة أقوال:
فمنهم من وقف علي الياء فيقول "وي" ثم يبتدئ "كأنه" أو " كأن " وذلك في قراءة الكسائي.
ومنهم من وقف علي الكاف للاضطرار أو للاختبار، فيقول "ويك" ثم يبتدئ "أي" أو "انه" في قراءة أبي عمر البصري وكلا الوقفين ضعيف.
ووقف حفص علي الكلمة بأثرها، أي علي " ويكأن"، أو " ويكأنه " وهو المختار لجميع القراء لاتصالها رسماً للاجماع.


الوقف على الثابت والمحذوف من حروف المد
حروف المد الثلاثة وهى الألف الساكنة المفتوحة ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها والواو الساكنة المضموم ما قبلها قد تكون مرسومة في المصاحف لكنها تحذف في النطق كما يلي:
أولاً: حذف الألف وثبوتها عند الوقف
(1)كل ألف حذفت في الوصل لالتقاء الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا.
وهذه أمثلة لذلك:-
المثـــــال حالة الوصل تحذف الألف حالة الوقف تثبت الألف
" فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ "
" ذَاقَا الشَّجَرَةَ "
" عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ "
" دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا "
" وَاسْتَبَقَا الْبَابَ "
" كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ "
" وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ "
" قيل ادخلا النار "
" قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا " فَإِنْ كَانَتَ اثْنَتَيْنِ
ذَاقَ الشَّجَرَةَ
عَنْ تِلْكُمَ الشَّجَرَةِ
دَعَوَ اللَّهَ رَبَّهُمَا
وَاسْتَبَقَ الْبَابَ
كِلْتَ الْجَنَّتَيْنِ
وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
قِيلَ ادْخُلَ النار
قُلْنَ احْمِلْ فِيهَا فَإِنْ كَانَتَا
 ذَاقَا
 عَنْ تِلْكُمَا
 دَعَوَا
وَاسْتَبَقَا
 كِلْتَا
 وَقَالا
 قيل ادخلا
 قُلْنَا

 
(2) لفظ أيها تحذف ألفه وصلا حيث وقع نحو {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، {يَا أَيُّهَا الرَسُول)}، {يَا أَيُّهَا النَّبِي}، {يَا أَيُّهَا الذِيِن} فتقرأ في حالة الوصل هكذا (يا أيهَ الناس)، (يا أيهَ الرسول)، (يا أيهَ النبي )، (يا أيه الذين ) وتقرأ في حالة الوقف بإثبات الألف تبعاً للرسم هكذا يا أيها إلا في ثلاثة مواضع يجب الوقف على كل منهم بحذف الألف تبعا لحذفهم في الرسم ويوقف عليها بالهاء وهي {أيُهَ المُؤْمِنُون} بالنور، {يَا أَيُّهَ السَّاحِر} بالزخرف، {أَيُّهَ الثَقَلان} بالرحمن.

3-كل ألف منقلبة عن ياء حذفت في الوصل لالتقاء الساكنين فإنها ثابتة في الوقف نحو:
المثال حالة الوصل تحذف الألف حالة الوقف تثبت اللف
الْقَتْلَى الْحُرّ
 مُوسَى الْكِتَابَ
مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ
ذِكْرَى الدَّارِ
لَإِحْدَى الْكُبَرِ
َآتَى الْمَالَ
َآتَى الزَّكَاةَ
يَأْبَى اللهُ
تخشى الناس
يُوَفي الصَّابِرُونَ الْقَتْلَ الْحُرّ
 مُوسَ الْكِتَابَ
مِنْ إِحْدَ الْأُمَمِ
ذِكْرَ الدَّارِ
لَإِحْدَ الْكُبَرِ
َآتَ الْمَالَ
َآتَ الزَّكَاةَ
يُأْبَ اللهُ
تُخْشَ النَّاس
يُوَفَّ الصَّابِرُونَ الْقَتْلَــى
 مُوسَــى
مِنْ إِحْــدَى
ذِكْــرَى
لَإِحْــدَى
َآتَــى
َآتَــى
يَأْبَى
تَخْشَــى
يُوَفي
 (4) هناك كلمات اتفق القراء السبعة على إثبات الألف فيها عند الوقف وحذفها عند الوصل وذلك في الألف المبدلة من نون التوكيد الخفيفة والألف المبدلة من التنوين والألف في لفظ (لَكِنَّا) والتي فوقها الصفر المستدير والألف في لفظ (أنا) ضمير المتكلم لثبوتها رسما في جميع المصاحف هذه الكلمات هي:
الأمثلـة حالة الوصل تحذف الألف حالة الوقف عليها تثبت الألف
 اهْبِطُوا مِصْراً
 وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ
 لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ
 فَإِذاً لا يُؤْتُونَ
لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي
أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا اهْبِطُوا مِصْرَ
وَلِيَكُونمِنَ
لَنَسْفَعم بِالنَّاصِيَةِ
فَإِذ لا يُؤْتُونَ
لَكِنَ هُوَ اللَّهُ رَبِّي
أَنا مصرا
وَلِيَكُونــا
لَنَسْفَعــا
فَــإِذا
لَكِنَّ
 أَنَ
(5) تحذف الألف وقفاً ووصلاً لحذفها في الرسم في (يُؤْتَ) ( وَانْهَ) مثل قوله تعالي {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} فألفه محذوفة للجزم {وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} فألفه محذوفة للبناء وكذلك ما الاستفهامية عندما يدخل عليها حرف جر فتحذف الألف رسماً وذلك في ( بِمَ )، ( فِيمَ)، ( عَمَّ )، ( مِمَّ ) مثل قوله تعالي {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}.
تنبيـــه:-
يزاد بعد واو الجماعة ألف تكتب ولا تقرا في نحو ( قالوا) إلا في خمسة مواضع لا تكتب ولا تقرا نحو:
1- ( فاءو) في قوله تعالي {فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} البقرة 226
2- (وعتو ) في قوله تعالي {وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا} الفرقان 21
3- (سعو) غي قوله تعالي {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ } (5) سورة سبأ
4- (تبوءو) في قوله تعالي {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} الحشر9
5- وجاءو وباءو حيث وقعتا.
(6) هناك كلمات اختلف القراء السبعة في إثبات الألف فيها وحذفها عند الوقف مع ثبوتها في الرسم في جميع المصاحف وهذه الكلمات هي:
الكلمة الأولى: ثموداً
وذلك في أربعة مواضع:-
الموضع الأول: {أَلاَ إِنَّ ثَمُوداً كَفرُواْ رَبَّهُمْ } بهود.
الموضع الثاني: { وَثَمُوداً وَأَصْحَابَ الرَّسِّ } بالفرقان.
الموضع الثالث: { وَثَمُوداً وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم } بالعنكبوت.
الموضع الرابع: {وَثَمُوداً فَمَا أَبْقَى } بالنجم.
فقرأ بعض القراء وصلا بغير تنوين هكذا {أَلاَ إِنَّ ثَمُودا كَفرُواْ رَبَّهُمْ}،{ وَثَمُودا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ }،{ وَثَمُودا وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم }، {وَثَمُودا فَمَا أَبْقَى } ويقفون بلا ألف هكذا (وثمود) والباقي من القراء يقرءون بالتنوين وصلا ويقفون بالألف.
الكلمة الثانية والثالثة والرابعة: الظُّنُونَا، الرَّسُولا، السَّبِيلا
بالأحزاب في قوله تعالى {وتظنون بِاللَّهِ الظُّنُونَا}، {وَأَطَعْنَا الرَّسُولا}، {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا}.
فقرأ البعض بألف بعد النون واللام وصلا ووقفا في الثلاثة تبعاً للرسم، و بعضهم قرأ بإثبات الألف في الوقف دون الوصل، والباقون بحذفها في الحالين.
الكلمة الخامسة: " سَلَاسِلَا "
في قوله تعالى { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا } بالإنسان.
فقرأ البعض بالتنوين وصلا وبإبداله ألفا وقفا، والباقون من القراء بغير تنوين وصلا وفي الوقف بإسكان اللام من غير ألف للبعض والوقف ألف للبعض الآخر.
الكلمة السادسة: " قَوَارِيرَا "
من قوله تعالى { وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَا } بالإنسان وفيهما للقراء خمسة أوجه:-
الأول: تنوينهما وصلا والوقف عليهما بالألف.
الثاني: تنوين الأول والوقف عليه بالألف وترك التنوين من الثاني والوقف عليه بالإسكان.
الثالث: ترك التنوين منهما والوقف على الأول بالألف لكونه رأس آية وعلى الثاني بالإسكان.
الرابع: ترك التنوين منهما وصلا والوقف عليهما بالألف.
الخامس: ترك التنوين منهما وصلا والوقف عليهما بالسكون.
ثانياً: حذف الواو وثبوتها عند الوقف
1-كل واو وقع بعدها ساكن تحذف في الوصل لالتقاء الساكنين وتثبت وقفا وتكون ثابتة رسما وتكون في الأسماء والأفعال.
وهذه أمثلة لذلك:
المثال حالة الوصل حذف الواو حالة الوقف ثبوت الواو
مُلَاقَوا الله
كًاشِفُوا العَذَاب
مُرْسِلُو الْنَّاقَة
لَصَالُوا الْجَحِيمِ
صَالُوا النَّار
يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ
فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ
يَرْجُوا الله
وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ
 فَيَسُبُّوا اللَّهَ
تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ
 نَسُوا اللَّهَ
 يَقُولُوا الَّتِي
وَأَوْفُوا الكَيْلَ
جَابُوا الصَخْرَ مُلاقُ الله
كَاشِفُ العَذَاب
مُرْسِلُ الْنَّاقَة
لَصَالُ الْجَحِيمِ
صَالُ النَّار
يَمْحُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
فَاسْتَبَقُ الصِّرَاطَ
يَرْجُ الله
وَلا تَسُبُّ الَّذِينَ
 فَيَسُبُّ اللَّهَ
تَتْلُ الشَّيَاطِينُ
 نَسُ اللَّهَ
 يَقُولُ الَّتِي
وَأَوْفُ الكَيْلَ
جَابُ الصَخْرَ مُلًاقُوا
كَاشِفَو
مُرْسِلُو
لَصَالُو
صَالُو
يَمْحُو
فَاسْتَبَقُو
يَرْجُو
وَلا تَسُبُّو
فَيَسُبُّو
تَتْلُو
نَسُو
يَقُولُو
وَأَوْفُو
جَابُو
2- كل واو وقع بعدها ساكن وكانت ثابتة رسما فإنها تثبت وصلا ووقفا نحو {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ } بالتوبة، {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } بالإسراء.
3- تحذف الواو وصلا ووقفا بسبب جزم أو بناء أو غير ذلك إذا كانت محذوفة رسماً فما كان سببه الحذف للجزم نحو {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} بيوسف، {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} بالزخرف، {وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} بفاطر، وما كان سببه الحذف للبناء نحو {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ} بالبقرة، {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} بالنحل، {فَلِذَلِكَ فَادْعُ} بالشورى، {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} بالعنكبوت.
أما ما كان سببه الحذف لغير جزم ولا بناء " أي لالتقاء الساكنين " فقد جاء في أربعة أفعال باتفاق المصاحف وهى: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ} بالإسراء، {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} الشورى،{يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} بالقمر، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} بالعلق.
والسر في حذف الواو من هذه الأفعال كما قال الأمام السيوطي في كتابه الإتقان هو التنبيه على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل.
تنبيـهات:
1- وكل فعل مضارع أسند على الفاعل الظاهر فإنه يحذف الواو رسما ولفظا، وصلا ووقفا نحو {يَقُولَ الذِّينَ}، {وَيُجَادِلُ الذِّينَ} وشبه ذلك ما لم تكن الواو لام الفعل فان كانت لام الفعل ثبتت رسما ووقفا وحذفت وصلا لالتقاء الساكنين نحو {مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِين} و{يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاء} و {يَرْجُوا الله} وما أشبه ذلك.
2-الفعل الذي في أوله نون فهو بغير واو رسما ولفظا، وصلا ووقفا نحو {وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ} ما لم تكن الواو لام الفعل أيضاً فان كانت لام الفعل ثبتت رسما ووصلا ووقفا نحو (نَدْعُوا) وما أشبه.
3-كل واوا ساكنة حركت في الوصل لالتقاء الساكنين فإنه يوقف عليها بالسكون نحو {اشْتَرَوا الضَّلَالَةَ} و{فَتَمَنَوَا المَوْتَ} و{دَعَوَا اللهَ مُخْلِصِين} و {وَلَوِ افْتَدَى بِه} ونحو ذلك وكذا إن حركت حركة إعراب فأن دخل عليها ناصب نحو {أَوْ يًعْفُوَا الذِّي} و{لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} و{لِتَتْلُوَا عَلَيْهِم} وما أشبه ذلك.
4-تحذف الواو رسما ووصلا ووقفا بعد ميم الجمع إذا لقيها ساكن نحو {عَلَيْهِمُ الذِلَّة} و{أَنْتُمُ الأَعْلَوْن} و{تِلْكُمُ الجَنَّة} و{هَاؤُمُ اقْرَءُوا} وما أشبه ذلك.
5-تحذف الواو وقفا وتثبت وصلا، إذا كانت صلة لهاء الضمير المفرد الغائب نحو {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَد} وما أشبه ذلك.
ثالثا: حذف الياء وثبوتها عند الوقف
1-تثبت الياء وصلا ووقفا بشرطين، الأول أن تكون مرسومة في المصحف والثاني ألا يأتي بعدها ساكن نحو {إِنِّي أَعْلَمُ}، {أَنْصَارِي إِلَى اللَّه}، {طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ }، {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْك}.
تنبيه:
هناك كلمات وردت في المصحف ياءاتها ثابتة رسما ولها نظائر محذوفة رسما يتعين على القارئ معرفتها حتى لا يقع في خطأ عدم التفرقة بين الثابت والمحذوف فيحذف الثابت منها وهذه الكلمات هي:
اخْشَوْنِي، يَأْتِي، تَأْتِي، الأَيْدِي، فَاتَّبِعُونِي، هَدَانِي، المُهْتَدِي، دِيِنِي، فَكِيِدُونِي، اتَّبَعَنِي، نَبْغِي، تَسْئَلْنِي، يَهْدِيِنِي، عِبَادِي، اعْبُدُونِي، يَتَّقِي، أَخَّرْتَنِي، دُعَاءي.
أما نظائرها فهي:
اخْشَوْنِ، يَأْتِ، تَأْتِ، الأَيْدِ، فَاتَّبِعُونِ، هَدَانِ، المُهْتَدِ، دِيِنِ، فَكِيِدُونِ، اتَّبَعَنِ، نَبْغِ، تَسْئَلْنِ، يَهْدِيِنِ، عِبَادِ، اعْبُدُونِ، يَتَّقِ، أَخَّرْتَنِ، دُعَاءِ.
2- تحذف الياء وقفا ووصلا في المواضع الآتية:-
أ- الياء الملحقة بجمع المذكر السالم نحو { مُحِلِّي – حَاضِرِي – مُهْلِكِي – مُقِيِمِي – مُعْجِزِي } وكالياء الملحقة بالمصدر نحو ( عهدي ) وكالياء الملحقة بالأسماء عموما نحو ( أيدي ) والأفعال نحو {نُرِي – يُؤْتِي – تُغْنِي – اُدْخُلِي } والحروف نحو { إِنِّي – يَا لَيْتَنِي }.
فائـــدة:- نون جمع المذكر السالم ونون المثني تحذف للإضافة فالكلمات السابقة أصلها: حاضرين – محلين – معجزين – فلما أضيفت لما بعدها حذفت النون وبقيت الياء مرسومة وإثباتها وقفاً وحذفها وصلاً متفق عليه بين القراء السبعة.
ب- الفعل المضارع المجزوم نحو { وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً } بالإسراء.
ج- فعل الأمر المبنى على حذف الياء نحو { اتَّقِ اللَّهَ } بالأحزاب.
  د- المنادى المضاف إلى ياء المتكلم سواء حذف منه حرف النداء نحو {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} بالتحريم أم لم يحذف منه حرف النداء نحو { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ } بالأعراف، ولهذه الحالة استثناء في موضوعين أُثبتت فيهما الياء مع وجود حرف النداء اتفاقاً وهما في قوله تعالى {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } بالعنكبوت، {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ } بالزمر واختلف في موضع واحد هو قوله تعالى {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} بالزخرف، فاختلف القراء في حذفها وإثباتها لاختلاف حذفها وإثباتها في المصاحف وحفص ممن يقرؤها بالحذف في الحاليين.
هـ- الأسماء المنقوصة المجرورة والمرفوعة المنونة مثل " باغ – عاد- ران – قاض – باق – حام – ناج – واق – فان – راق - هاد ".
و- إذا كانت محذوفة في الرسم وجاء بعدها متحرك نحو {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذَلِكَ } أو جاء بعدها ساكن نحو {إِنْ يُرِدْنِ الرَحْمَنُ بِضُر} وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى في باب ياءات الزوائد.
3-تحذف الياء في الوصل وتثبت في الوقف إذا كانت مرسومة في المصحف وأتى بعدها ساكن نحو: {وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ}، {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، {أَنِّي أُوفِي الْكَيْل}، يَأْتِيَ اللَّهُ}، {مُخْزِي الْكَافِرِينَ}، {نَأْتِي الْأَرْضَ} وهكذا.
في الوصل تحذف الياء في الوقف تثبت الياء
وَلا تَسْقِ الْحَرْثَ
يُؤْتِ الْحِكْمَةَ
وَيُرْبِ الصَّدَقَاتِ
أَنِّي أُوفِ الْكَيْل
يَأْتِيَ اللَّهُ
مُخْزِ الْكَافِرِينَ
نَأْتِ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي
يُؤْتِي
وَيُرْبِي
أَنِّي أُوفِي
يَأْتِيَ
مُخْزِي
نَأْتِي
4- تحذف الياء في الوصل وتثبت في الوقف إذا كانت صلة لهاء الضمير نحو { وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً}، {كَانَ بِهِ بَصِيرَا}، { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}.
5-تثبت في الوصل ويجوز حذفها وإثباتها في الوقف في لفظ واحد فقط هو " ءاتن " من قوله تعالى " آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ " بالنمل فحفص يصلها بياء مفتوحة وصلا ووقفا وله وجهان الإثبات والحذف.
وللقراء السبعة في إثبات وحذف الياء أصول راجعها في باب ياءات الإضافة والزوائد.
6- تحذف وصلا للتخلص من التقاء الساكنين وتثبت وقفا لثبوتها رسما سواء كانت في الأسماء أو الأفعال أو الحروف.
ففي الأفعال: نحو قوله تعالى { وَيُرْبِى الصَّدَقَات } بالبقرة { وَمَا تُغْنِى الآيَاتِ وَالنُّذُر } بيونس.
في الأسماء: في الياء الملحقة بجمع المذكر السالم: وهى ست كلمات في سبعة مواضع وهى (حَاضِرِي ) – ( مُحِلى ) ـ (مُقِيِمِي )ـ (مُعْجِزِي ) ـ (ءاتِي ) ـ (مُهْلِكِي ) في نحو قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} بالبقرة {مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} بالمائدة، {وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ} بالتوبة، {إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} بمريم.

وقوف أخرى على كلمات خاصة
الكلمة الأولى: " يَا أَبَتِ "
يوقف على كلمة (يَا أَبَتِ) بالهاء حيث وردت في القرآن الكريم ابن عامر وابن كثير نحو {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ}، {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} هكذا (يا أبه)، ووقف باقي القراء السبعة وهم نافع، وأبو عمرو، وعاصم وحمزة والكسائى على هذه الكلمات بالتاء هكذا (يا أبت).
الكلمة الثانية: " كَأَيِّنْ "
يوقف على كلمة (كَأَيِّنْ) بالنون لكل القراء السبعة إتباعاً للرسم ما عدا أبا عمرو البصري فوقف عليها بالياء سواء قرنت بالواو نحو {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ} أم بالفاء نحو {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} هكذا (كَأَي).
ووجه قراءة أبو عمرو أن أصل الكلمة (أي) بالتنوين ثم دخل عيها كاف التشبيه فهي مجرورة منونة مثل كعلى فوقف أبو عمرو على أي بحذف التنوين، لأن التنوين يحذف وقفاً وإنما كتبت في المصحف نوناً على لفظ الوصل.
و " وَكَأَيِّنْ " وقعت في سبعة مواضع في القرآن الكريم وهى:
1- {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} سورة آل عمران.
2- {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} بسورة يوسف.
3- {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} سورة الحج.
4- {وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} سورة الحج.
5- {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } سورة العنكبوت.
6- {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ} بسورة محمد.
7- {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ} سورة الطلاق.
الكلمة الثالثة: " يَا أَيُهَ "
وقف على كلمة (يَاأَيُه) بإثبات الألف بعد الهاء أبو عمرو والكسائى في مواضع ثلاثة هي {يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ} بالزخرف، {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} بالنور { أَيُّهَ الثَّقَلانِ} بالجن هكذا ( أَيُهًا) فإذا وصلا القراءة حذفاها وقرأ الباقون بحذف الألف وقفا وذلك بإسكان الهاء إتباعا لضم الياء قبلها، ووصلا بفتح الهاء مع حذف الألف إتباعا للرسم ولالتقاء الساكنين.
أما عند المواضع الثلاثة المذكورة فرسمت بالألف نحو أيها فتقرأ بإثبات اللف وقفا ووصلا لجميع القراء السبعة.
الكلمة الرابعة والخامسة: " وَيْكَأَنَّهُ– وَيْكَأَنَّ "
يوقف القراء السبعة عدا أبو عمرو والكسائي على الهاء في (وَيْكَأَنَّهُ) وعلى النون في (وَيْكَأَنَّ) وهما بسورة القصص في قوله تعالى {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِر}، {لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا، وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} كما هو مرسوم في المصاحف أما الكسائى فيقف على الياء ويصح عنده أن يبدأ بالكاف وأبو عمرو يقف على الكاف ويصح البدء عنده بقوله (أن الله) في الأول (وأنه) في الثاني والصحيح الوقف على الكلمة بأسرها ( ويكأن الله)، (ويكأنه) إتباعا للرسم.
الكلمة السادسة: " أَيّاً مَا "
حمزة والكسائى يقفون على " أيَّا " مفصولا عن " مَا " نحو قوله تعالى { أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} تبعاً لرسم المصحف العثماني.
والباقون من القراء السبعة يقفون على " ما " موصلا بـ " أيا " هكذا " أيّما " ويجوز الوقف على " أيَّا " و " مَا " لسائر القراء إتباعا للرسم لأنهما كلمتان منفصلتان رسما.
الكلمة السابعة: " ميم الاستفهامية المسبوقة بحرف الجر نحو ( فيم – لم – عم – بم – مم ) من قوله تعالى:
{ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا } بالنازعات، { عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ } بالتوبة،{ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } بالنبأ، {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} بالنمل، { فَلْيَنْظُرِ الْإِِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ } بالطارق.
يوقف البزى على هذه الكلمات بهاء السكت هكذا (فِيمَه – لَمَّه – عَمَّه – بِمَه – مِمَّه) ويقف الباقون من القراء السبعة بحذف الهاء هكذا (فِيِمَ – لِمَ – عَمَّ – بِمَ – مِمَّ ) ومعهم البزى في وجهه الثاني.


حــالات الـوقــف
الحالة الأولى: الوقف بالسكون المحض
الإسكان عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث الفتحة والكسرة والضمة وهو الأصل في الوقف لأن الواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة لأنه ليس فيه كلفة وكما اختص الابتداء بالحركة اختص لوقف بالسكون.
والوقف بالسكون يكون في المعرب مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً، وفي المبنى مضموماً ومفتوحاً ومكسوراً، وفي المخفف والمشدد، والمهموزة وغيره، سواء سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه أم تحرك.
حالات لا يجوز فيها سوى السكون
وهناك حالات يوقف على الحرف الأخير منها بالسكون فقط ولا يجوز فيها وفيما يماثلها الوقف بالروم أو الإشمام وهذه الحالات هي:
1-إذا كان آخر الكلمة مفتوحا نحو {لَا ضَيْرَ}، {لَا تُضَارَّ}، {مَا أَفَاءَ}، {العَالَمِينَ)، {لَا رَيْبَ}.
2-إذا كان آخر الكلمة ساكنا من فعل أمر نحو {وَاضْرِبْ} أو فعل مضارع مجزوم نحو {مَنْ يَعْمَلْ}.
3-إذا كان آخر الكلمة ساكناً ثم عرضت له الحركة في الوصل تخلصاً من التقاء الساكنين، في مثل هذه الحالة نحو (قم) من {قُمْ اللَّيْل}،(وأنذر) من {وَأَنْذِرِ النَّاس}، (رحبت) من {رَحُبَتْ الأَرْض} و(قل) من {قًُلْ أُدْعُوا}.
ويلحق به: " يومئذ، وحينئذ " لأن كسرة الذال إنما عرضت عند إلحاق التنوين فإذ زال التنوين في الوقف رجعت " الذال " إلى أصلها من السكون، وهذا بخلاف كسرة (هؤلاء) وضمة (من قبل)، (من بعد) فإن هذه الحركة وإن كانت لالتقاء الساكنين لكن لا يذهب ذلك الساكن في الوقف لأنه من نفس الكلمة وأيضاً يمنع الروم والإشمام.
وإذا كان أخر الكلمة ساكنا ثم عرضت له الحركة في الوصل للنقل عند من ينقل حركة الهمز إلى ما قبلها نحو {قُلْ أُوحِىَ}، {خَلَوْا إِلَى}، {مِنْ إِسْتَبْرَق}.
4- إذ كان آخر الكلمة تاء تأنيث رسمت بالهاء فيوقف عليها بالهاء الساكنة نحو " الجنه " " والصلاه " وهى التي تكون تاء في الوصل هاء في الوقف، أما ما كتب بالتاء فيجوز فيه الروم إذا كانت مكسورة نحو( بنعمت) والروم والإشمام إّذا كانت مضمومة نحو( بقيت الله) إذ يوقف عليها بالتاء إتباعا للرسم ومن وقف عليها بالهاء فلا روم ولا إشمام عنده.
5- أما هاء الضمير فقد اختلف العلماء فيها فذهب البعض إلى منع الروم و الإشمام مطلقا فيها إذا كان قبلها ضم نحو {آثِمٌ قَلْبُه} أو كسر نحو {مِنْ رَبِه} أو كان قبلها واو ساكنة مدية أو لينة نحو {مَا قَتَلُوه}، {وَشَرَوْه} أو كان قبلها ياء ساكنة مدية أو لينة نحو {فِيِه}، {وَلِوَالِدَيْه} وذلك تشبيها بهاء التأنيث التي لا روم فيها ولا إشمام.
وذهب آخرون إلى جواز الروم والإشمام في هاء الضمير المضمومة والمكسورة أسوه بالوقف على حروف الهجاء حال ضمها وحال كسرها.
ومنع آخرون الروم والإشمام في هاء الضمير إن كان قبلها واو ساكنة نحو {قَتَلُوه} أو ضمة نحو {يَعْلَمُه} طلباً للخفة ومنعوا الروم إن كان قبلها ياء ساكنة نحو { فِيِه}، { إِلَيْه } أو كسره نحو {بِأَمْرِه } طلباً للخفة أيضاً لأن خروج القارئ من ياء ساكنة أو كسرة إلى ما يشبه الكسرة فيه ثقل، وأما إذا كان قبلها ألف نحو { اجْتَبَاه}، { فَاه } أو حرف ساكن صحيح نحو { مِنْه}، {فَلْيَصُمْه } أو فتحة نحو {أَنْشَرَه } جاز دخول الروم والإشمام.
6- الآخذون بالروم والإشمام أجمعوا على منع الروم والإشمام في الحرف المد غم إذا كان " باء " والمدغم فيه " باء " أو ميماً " عند من أدغم ذلك من القراء نحو {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا}،{وَيُعَذِّبُ مَنْ}.
أو كان الحرف المدغم " ميماً " والمدغم فيه " باء أو ميماً " نحو {أَعْلَمُ بِمَا)، (يَعْلَمُ مَا} واستثنى بعض الآخذين بالروم والإشمام في هذا الباب الروم والإشمام في "الفاء" المدغمة في مثلها نحو {تَعْرِفُ فِي}.
 ووجه منع الروم والإشمام في:" الباء، والميم، والفاء " تعذر الروم والإشمام في هذه الحروف ل
لأن هذه الحروف تخرج من الشفتين.
7- إذا كان آخر الكلمة ميم جمع عند من مذهبه سكونها وصلا ووقفا نحو {عَلَيْهِم}، {خََلََقَكُم}، {إِنْ أَنْتُم } وكذا عند من وصلها بواو نحو " عَلَيْهِمُوا، خَلَقَكُمُو، إِنْ أَنْتُمُوا " وكذلك عند من ضمها ووصلها بواو نحو {دَخَلْتُمُوه}، {فَأَخَذْتُمُوه}، {فَأَسْقَيْنَاكُمُوه}، {أَنُلْزِمْكُمُوهَا}.
الحالة الثانية:الوقف بالروم
الوقف بالروم هو الإتيان ببعض الحركة أي أن يذهب معظم صوت الحرف، بمعنى النطق ببعض حركة الحرف الأخير في الكلمة الموقوف عليها، ويقدر هذا البعض بثلثي الحركة ويبقى منها الثلث فقط، وعلى ذلك فالذاهب من الحركة عند الوقف بالروم أكثر من المتبقي منها، وفي الروم يسمع صوت خفي يدركه الأعمى ويسمعه القريب دون البعيد لأن لو سمعه البعيد لكانت حركة الكلمة حركة كاملة وهذا يعارض الوقف، ويكون الروم في المضموم والمكسور أي ما آخره ضمة نحو (نَسْتَعِين) أو آخره كسرة نحو (الرَّحِيم) ولا يكون في المفتوح أي فيما آخره فتحه ولا في المنون وذلك لأن الفتحة حركة خفيفة يسهل النطق بها ومع ذهاب بعض الصوت معها يذهب كله، وهذا يحتاج إلى دقة ولذلك ينبغي ملاحظة الآتي:
(1) في المد العارض للسكون يقرأ بالروم عند القصر فقط فيصير الروم كالمد الطبيعي.
(2) يسقط مد اللين عند الوقف بالروم.
(3) عند الوقف بالروم على الراء في نهاية الكلمة، تفخم لمن مذهبه التفخيم وترقق لمن مذهبه الترقيق كما كانت حالة الوصل لأن الروم كالوصل.
(4) القلقة لا تظهر مع الوقف بالروم، وفيها يتبقى من القلقة أصلها في الحرف المتحرك.

الفرق بين الروم والاختلاس
الروم والاختلاس وإن اشتركا في تبعيض الحركة باعتبار أن الروم هو الإتيان بثلث الحركة والاختلاس هو الإتيان بثلثي الحركة إلا أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب. ولا يكون في فتح ولا في نصب بل يكون في المرفوع والمجرور من المعربات. وفي المضموم والمكسور من المبنيات. والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف والثابت فيه من الحركة أكثر من الذاهب ويقدر بثلثي الحركة كأن الذي تحذفه أقل مما تأتى به ولا يضبط إلا بالمشافهة ويكون في الحركات كلها عند بعض القراء.
الحالة الثالثة: الوقف بالإشمام
الإشمام هو ضم الشفتين من غير الصوت كهيئتهما عند التقبيل بعد النطق بالحرف الأخير ساكنا ليدل على الضم ويشير إليه، وضم الشفتين للإشمام يكون عقب سكون الحرف الأخير من غير تراخ فإذا تراخى من يقف بالإشمام كان الوقف بالسكون ولا إشمام فيه ولا بد من وجود فرجه بين الشفتين في الإشمام.
والإشمام يرى بالعين ولا يسمع بالأذن ولهذا يدركه المبصر ولا يدركه الأعمى لأنه عمل بالعضو من غير تصويت إلا إذا وضع يده على فم القارئ فيكون مدركا له.
وهناك استثناء واحد في كلمات القرآن وهو إشمام كلمة " تَأْمَنَا " في يوسف فإنه يدرك بالسمع لتوسطه في الكلمة وعلامته في المصحف وضع النقطة الخالية في الوسط المعينة الشكل هكذا (  ) فوق آخر الميم قبيل النون المشددة هكذا { مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ }.
وقد اتفق القراء السبعة على أن الإشمام يكون في المضموم من المبنيات وفي المرفوع من المعربات فالمضموم نحو: {مِنْ قَبْلُ} و{مِنْ بَعْدُ} و{يَا جِبَالُ}. والمرفوع نحو {اللهُ الصَّمَدُ} و{لَا يُصِيبُهُم ظَمَأٌ} و{نَسْتَعِينُ} وإنما اختص بهما لأن معناه وهو ضم الشفتين إنما يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بهما دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة بانفتاح والكسرة بانخفاض ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما في الوصل.
وفائدة الروم والإشمام بيان الحركة الأصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو الناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها ولذا يستحسن الوقف بهما إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته أما إذا قرأ في خلوة فلا داعي إلى الوقف بهما.

الحالة الرابعة: الوقف بالحذف
والحذف هو الإسقاط أو الإزالة ويكون في أربعة أشياء:-
الأول: تنوين المرفوع والمجرور
في حالة الرفع: قال تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (الواقعة:77).
في حالة الجر: قال تعالى {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} (الواقعة:78).
ففي هذه الأمثلة وما يمثلها يحذف التنوين ويوقف بالسكون.
الثاني: صلة هاء الضمير
إذا كانت واوا أو ياء في قوله تعالى {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً} (الانشقاق:15)، {فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } (الإسراء: 79).
ففي هذه الأمثلة تحذف الواو أو الياء ويوقف بالسكون
الثالث: صلة ميم لجمع عند من قرأها بصلتها:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (المائدة: الآية105).
ففي هذه الأمثلة وأشباهها يوقف على ميم الجمع بالسكون مع حذف الصلة عند من قرأها بصلتها.
الرابع: الياءات الزوائد عند من أثبتها في الوصل فقط
مثال {فَأَمَّا الْإِِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} (الفجر:16،15).
وقد سبق شرح ذلك في مبحث الباءات الزوائد فارجع إليه.
الحالة الخامسة: الوقف بالزيادة
ويكون في حروف المد الثلاثة كما يلي:-
" الألف " قال تعالى {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} (النمل: الآية21).
" الياء " قال تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات:47).
" الواو " قال تعالى {سَأُورِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ} (الأنبياء: الآية37).
وفي هذه الآيات الثلاث زادت حروف:
الألف في الأولى { لَأَاذْبَحَنَّهُ} والإملائي " لأذبحنه " من غير ألف.
والياء في الثانية {بِأَيْيدٍ } والإملائي " بأيد " بياء واحدة.
والواو في الثالثة { سَأُورِيكُمْ } والإملائي " سأريكم " من غير واو.
وفي المصحف تجد رمز الزيادة فوق كل من هذه الحروف ولا يجرى على واحد منها حكم المد وصلا وإن كانت في المصحف ثابتة في الرسم وقفا.
وعلامة الزيادة في المصحف وضع صفر مستدير () فوق الحرف ليدل على زيادة ذلك الحرف فلا ينطق به في الوصل ولا في الوقف نحو: {يَتْلُوا صُحُفَاً}، {مِنْ نَبَأي المُرْسَلِين}، {بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ}.
ووضع الصفر المستطيل القائم هكذا (  ) فوق ألف بعدها متحرك يدل على زيادتها وصلا لا وقفا نحو { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ }، {لَّكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي}.
وأهملت الألف التي بعدها ساكن نحو {أَنَا النَّذِيرُ} من وضع الصفر المستطيل فوقها وإن كان حكمها مثل التي بعدها متحرك في أنها تسقط وصلا وتثبت وقفا لعدم توهم ثبوتها وصلا.
وقد سبق بيان الحروف المدية حذفا وإثباتا ووقفا عليها فارجع إليها في هذا الباب.
الحالة السادسة: الوقف بالإبدال
والإبدال هو جعل حرف مكان آخر ويكون في موضعين الأول التنوين والثاني تاء التأنيث المتصلة بالأسماء كما يلي:
الموضع الأول: التنوين ويشمل:-
أ-التوين في حالة النصب
فالتنوين إذا كان علامة نصب يبدل عند الوقف ألف لينة ويكون مداً طبيعيا بمقدار حركتين سواء رسمت الألف فيه كما في قوله تعالى " وَكَفي بِاللَّهِ وَكِيلاً " بالأحزاب أو حذفت منه كما في قوله عز وجل: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} (البقرة: الآية171).
ب- التنوين في الاسم المقصور تحذف ألفه ويسمى تنوين عوض عن حرف:
نحو (عمىً) من قوله { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمى} (فصلت: الآية44).
و (غزىً) من قوله تعالى { أَوْ كَانُوا غُزّىً} (آل عمران: الآية156).
و(مصفىً) من قوله تعالى { مِنْ عَسَلٍ مُصَفي} (محمد: الآية15).
فعند الوقف يبدل التنوين في الاسم المقصور ألف هكذا (عَمَاا)، (غُزَّاا)، (مُصَفَّاا)
ويجوز الوقف على الاسم المقصور بإثبات الياء كقراءة ابن كثير حيث وقف على "هاد"، "وال"، "واق" هكذا ( هادى )، (والي)، (واقي).
جـ التنوين في كلمة " إذا " المنونة
في قوله تعالى { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً } بالنساء فيوقف على إذا بالألف هكذا (فَإِذَا).
د- التنوين في نون التوكيد الخفية.
في قوله تعالى { لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ} (يوسف: الآية32).
وفي قوله عز وجل {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} (العلق:15).
ففي هذه الحالات يبدل التنوين عند الوقف ألفا لينة.

الموضع الثاني: تاء التأنيث المتصلة بالأسماء
فيوقف عليها بالهاء بدلا من التاء لأن الوقف حينئذ إنما هو على حرف ليس عليه إعراب بل هو بدل من الحرف الذي كان عليه الإعراب.
هذا ويتمثل الوقف بالإبدال في كل تاء تأنيث اتصلت بالاسم المفرد نحو قوله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (النحل: الآية125)، وقوله تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (آل عمران: الآية133).
ففي الآية الأولى كلمات {الْحِكْمَةِ}، {الْمَوْعِظَةِ}، {الْحَسَنَةِ} تبدل " تاء " التأنيث في كل منها عند الوقف عليها " هاء " ويوقف عليها " بالهاء " الساكنة.
وفي الآية الثانية كلمات {مَغْفِرَةٍ}، {وَجَنَّةٍ} تبدل تاء التأنيث " هاء " ويوقف عليها بعد الإبدال بالهاء الساكنة.
الحالة السابعة: الوقف بالنقل
والوقف بالنقل عبارة عن تسكين الحرف الأخير ونقل حركته إلى الحرف الذي قبله، وشرطه أن يكون ما قبل الآخر ساكناً قابلاً للحركة ويكون في نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها.
والساكن الذي يكون قبل الهمز المتحرك أنواع ثلاثة هي:
النوع الأول: الساكن الصحيح والهمزة الذي بعده يكون متوسط ومتطرفاً فالمتوسط نحو {شَطْأَهُ}، {القُرْآن}، {الظَّمْآن}. والمتطرف نحو {الخَبْء}، {مِلْء}، {دفْء}.
النوع الثاني: حرفاً اللين وأعنى بهما الواو الأصلية الساكنة المفتوح ما قبلها والياء الأصلية الساكنة المفتوح ما قبلها، والهمز الذي بعد هذين الحرفين يكون متوسطاً ومتطرفاً، فالمتوسط نحو {سَوْءَة}، {مَوْئِلا}، {سًوْآتِكًم}، {شَيْئَاً}. والمتطرف نحو ظن {السُّوء}، {شَيْء}، {جِيِئ}.
النوع الثالث: حرفاً المد واللين أعنى الواو الأصلية الساكنة المضمومة ما قبلها والياء الأصلية الساكنة المكسور ما قبلها، والهمز بعد هذين الحرفين يكون متوسطاً ومتطرفاً، فالمتوسط نحو {السُوأَي}، {سِيِئَت}، والمتطرف نحو {المُسِيء}، { تَبُوء}، {السُّوء}، {لِتَنوء}.
فإذا كان الهمز متحركا وقبله حرف ساكن فألق حركة الهمزة على الحرف الساكن قبله وأسقط الهمز حتى يرجع اللفظ أسهل.
فيكون مفتوحاً إذا كان الهمز مفتوحا ً، ويكون مكسوراً إذا كان الهمز مكسوراً ويكون مضموماً إذا كان الهمز مضموماً.
تنبيه
ومما يجب أن تنتبه له أنك إذا نقلت حركة الهمز المتطرف إلى الحرف الساكن قبله وحذفت الهمز في نحو (المرء)، (ملء)، (دفء). صار الحرف الذي نقلت إليه حركة الهمز متطرفاً فَتُسًكِنَه للوقف، وحينئذ يكون السكون الموجود عند الوقف عارضاً غير السكون الموجود في الوصل والفرق بينهما أن الذي كان في الوصل هو الذي بنيت عليه الكلمة فيكون أصلياً والذي في الوقف هو الذي عدل عن الحركة إليه فيكون عارضاً جئ به لأجل الوقف إذ لا يجوز الوقف بالحركة.
الحالة الثامنة: الوقف بالإدغام
يكون فيما يدغم من الياءات والواوات في الهمز بعد إبداله حرفا مماثلا لما قبله أي ياء أو واو وذلك عند حمزة فقط دون القراء السبعة فإذا وقع قبل الهمزة واو أو ياء زائدتان والحرف الزائد ما ليس من أصول الكلمة فإن حمزة حال الوقف عليه يبدل الهمز الواقع بعد الواو الزائدة واواً ويدغم الواو الزائدة في الواو المبدلة ويبدل الهمز الواقع بعد الياء الزائدة ياء ثم يدغم الياء الزائدة في الياء المبدلة سواء كانت الهمزة وسطا أو طرفا نحو {قُرُوء} فتقرأ هكذا {قُرُوُ} ولم يقع في القرآن همزة متوسطة قبلها واو زائدة وأما الياء نحو {خَطِيئَة}، {هَنِيئَاً}، {مَرِيئَاً}، {النَّسِيء}، (بَرِيء} فتقرأ هكذا عند حمزة {خَطِيًّة}، {هَنِيَّاً}، {مَرِيَّاً}، {النَّسِيّ}، {بَرِيّ}.
وهناك بعض أئمة القراءة عن حمزة عامل الواو والياء الأصليتين معاملة الزائدتين فأدغم بعد إبدال الهمزة الواقعة بعد الواو الأصلية واو وإدغام الواو الأصلية في الواو المبدلة، وكذا إبدال الهمزة الواقعة بعد الياء الأصلية ياء وإدغام الياء الأصلية في الياء المبدلة سواء كانت الهمزة متوسطة أو متطرفة نحو {مَوْئِلاً}، {اسْتَيْئَس}، {سُوء}، {شَيء} فتقرأ هكذا {مَوِّلاً)}، {اسْتَيّس}، {سُوّ}، {شَيّ}.


الفهرس
أحكــــام الـوقـــف والابتـــــداء عند القراء السبعة 2
تعريـف الوقـف والابتــداء 2
حكـم الوقـف شـرعاً 3
السكــت: 3
مواضع السكت في القرآن للقراء السبعة 3
أمـا القطــع: 4
تعريف الابتداء 5
الفواصـل ورؤوس الآي 6
أقســام الوقـف والابتــداء 8
القسم الأول: الوقف التام 9
القسم الثاني: الوقف الكاف 10
القسم الثالث: الوقف الحسن 12
القسم الرابع: الوقف القبيح 12
قاعدة لمعرفة الوقف القبيحة 14
أقسـام الابتـداء 21
الوقف علـى مرسـوم الخـط 23
الوقـف علـى تـاء التأنيـث 24
الوقف علـى المقطوع والموصول 29
الوقف على الثابت والمحذوف من حروف المد 38
وقوف أخرى على كلمات خاصة 45
حــالات الـوقــف 47
الفرق بين الروم والاختلاس 49


شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق